غير مصنف

قصـــــــــــــــة انطفاء القمر ج9

ولازلنا نستكمل قصة “انطفاء القمر”، القصة التي تحمل في طياتها وبثناياها الكثير من الحب والتضحية.

قصة عن فتاة ندر مثيلاتها بزماننا، فعلى الرغم من كل مآسي الحياة وصعوباتها إلا إنها استطاعت أن تصمد وتستكمل رسالتها بالحياة، وقد كانت رسالة سامية تمكنت من تأديتها على أفضل وجه على الإطلاق.

  انطفـــاء القمر ج9

وقد تأخر حمل زوجته الأولى، فذهب بها للطبيبة لمعالجتها والاطمئنان عليها لكيلا يشعرها بنقص حيث أن الثانية حاملا بابنه والذي بات مجرد أيام قلائل ويشرف للحياة الدنيا؛ حاول جاهدا أن يعدل بينهما، وكلما أرقه أمر ما ذهب لقمر ليأخذ بنصحها وفي كل مرة يدرك فيها “علي” أن والدته لا يمكنها أن تعوض ولو بعقول كل البشر من حوله.

اتخذ علي “قمر” صديقا وكثف عمله بالحياة ليكون جديرا وعلى قدر المسئولية التي تحملها بإرادته، ويأتي بكل متطلبات الحياة لأهله جميعا؛ ومن ناحية أخرى تقدم ابن عمه لشقيقته “زينب” يريد أن يتخذها زوجة له، وقد عانت “زينب” على وجه التحديد من تجربة مريرة بحياتها أفقدتها الشعور بلذات الحياة.

آهات وآلام:

كانت “عائشة” الابنة قد تزوجت على سن صغير حالها كحال والدته “قمر”، وقد أنجبت من الأبناء أربعة أبناء، وقد حظيت بمقدار كبير من السعادة وراحة البال والهناء على عكس شقيقتها “فاطمة” والتي نالت قدرا عظيما من البلاء والذي لم يكن على قلبها باليسير على الإطلاق.

بدأت معاناة “فاطمة” بخطبتها لشاب لم يكونوا على علم بأخلاقه جيدا، ولا بقدر تدينه وإنما وافقوا عليه بسبب من تقدم إليهم حينها، وقد كان خاله وفي نفس الوقت صديق عزيز على قلوب كل أبناء “قمر”.

لم يكن الشاب من نفس البلدة الصغيرة، وقد كان من العاصمة بأصول من القرية.

سعادة مبكرة:

سعدت كثيرا “فاطمة” بالشاب ووقعت في حبه من النظرة الأولى بالرؤية الشرعية، ولكنها لم تكن على دراية حينها بكمية الآلام والآهات التي سيكون سببا أساسيا ووحيدا في جلبه إياها لقلب الفتاة الجميلة ذات القلب الطيب والخصال النبيلة.

أوهمها بأنه من حملة كتاب الله الكريم، وأنه من مقيمي الصلاة على وقتها وببيت الله؛ وفي الحقيقة كان لا يصلي فرضا واحدا ولا يجيد قراءة القرآن من الأساس، والأدهى من كل ذلك أنه لا يعمل ولا يجد في بحثه عن عمل، وأنه شخصا اتكاليا لأبعد الحدود ويعيش على معاش والدته القعيدة؛ وأقرب الأقربين إليه أبى أن يزوجه أو أن يتدخل في زواجه لمعرفته يقينا بالحال الذي ينتهجه الشاب.

ولكنه لم يستسلم الشاب فأتى البلدة وأوهم خاله بأنه قد رفض كل بنات عائلته لأنه يبحث عن فتاة بخصال عجز أن يجدها في كل فتيات العاصمة؛ وخاله من كثرة تصديقه له لم يتصل على شقيقته ليسألها عن حال ابنها.

إفاقــــــة ضمير:

أراد الشاب أن يجعل من “فاطمة” زوجة له في أسرع وقت ممكن، وذلك خوفا من أن تكشف حقيقته والتي يخشاها كثيرا؛ وبالفعل تمكن من كتب الكتاب وبعدما أصبحت زوجته شعر بتأنيب الضمير تجاهها وصارت تراوده الكثير من الخواطر حول الاعتراف لها بالحقيقة الكاملة.

وكلما عاملته “فاطمة” بخصالها الجميلة كلما شعر بالذنب تجاهها ولكنه كان على قدرة واستطاعة كاملتين لإماتة ضميره تجاهه، ولكن لإرادة الله سبحانه وتعالى رأي آخر.

سفر مفاجئ:

كانت “قمر” قد اشتهرت بتجارتها في البلدة، وكانت في كثير من الأحيان تسافر لقضاء بعض الأمور الخاصة والمتعلقة بتجارتها، وفي أحد الأيام اضطرت للسفر خارج المحافظة، وتحديدا نفس المحافظة التي يسكنها الشاب زوج ابنتها “فاطمة”.

ومما عرفت به “قمر” درايتها الكاملة بالأصول والأعراف، فقامت بتجهيز الكثير من الأغراض لزيارة والدة الشاب القعيدة؛ وقد كان من رافقها في هذه الرحلة ابنها “يوسف” والذي كان قد سأل صديق العائلة عن عنوان شقيقته بالعاصمة، وبالفعل أعطاه أخاها العنوان ولم يتأخر ثانية واحدة في ذلك، بل كان سعيدا للغاية بسؤالهم عن شقيقته ومدى اهتمامهم بتوطيد العلاقات بينهم جميعا.

ذهبت “قمر” وابنها “يوسف” في زيارة سريعة بعدما أنهيا أعمالهما بالعاصمة لوالدة الشاب، وفوجئت “قمر” مما رأت هناك!

تحطيم آمال:

وجدت “قمر” الشاب نائما طوال النهار ساهرا مع أصدقاء السوء طوال الليل، وجدته فظا غليظ القلب مع والدته القعيدة، وعلى الرغم من محاولاته المستميتة لإخفاء كل خصاله عنها إلا إن “قمر” عرف عنها الفطنة والكياسة والحكمة والتي استدعتها ألا تظهر شيئا أمامه أو أمام والدته مما استشفته عنهما.

اتخاذ القرار الصائب:

أعطت “قمر” الهدايا والعطايا لوالدة الشاب، وقامت بتجهيز أفضل وليمة أيضا مع أجمل ابتسامة رسمت على وجهها، وكأنها تحمد الله سبحانه وتعالى على هذه الهداية للسفر فجأة والزيارة لإنارة الطريق المعتم لابنتها العزيزة ومعرفة ما كان في انتظارها من آلام وأحزان.

في البداية كان الشاب خائفا ومضطربا من المفاجأة ولكنه عند رؤية “قمر” وطريقة تعاملها اطمئن قلبه وظن أنها قد تقبلت واقعا مريرا قد فرضه على ابنتها، كما أنه ظن نفسه يتمتع بقدر عالٍ من الذكاء.

عادت “قمر” وقد كان قلبها مفطورا على ابنتها، كانت عازمة على إبلاغها كل ما رأت هناك وتترك لها حرية القرار كاملا بنفسها، ففي البداية والنهاية هذه حياتها، ولكنها عزفت عن قرارها فهذه ابنتها وكل ما يمسها من سوء وشرور يمس قلبها من قبل…

يتبــــــــــــــــــــــــــــع…

اقرأ أيضا:

قصص حب وتضحية بعنوان انطفاء القمر ج1

والجزء الثاني… قصـــــــــــــــة انطفاء القمر ج2

الجزء الثالث… قصـــــــــــــــة انطفاء القمر ج3

والجزء الرابع… قصـــــــــــــــة انطفاء القمر ج4

الجزء الخامس…قصـــــــــــــــة انطفاء القمر ج5

والجزء السادس…قصـــــــــــــــة انطفاء القمر ج6

الجزء السابع…قصـــــــــــــــة انطفاء القمر ج7

والجزء الثامن… قصـــــــــــــــة انطفاء القمر ج8

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى