غير مصنف

قصــــة “ابتعد عن الضوء!” ج2

إن الخوف هو الأداة الوحيدة التي تقتل بدون نصل ولا حد، فالخوف لا يكون إلا شبحا أسودا يتسلل إلى الغرف في الظلام.

الخوف هو المعادلة الأصعب على الإطلاق، والمعادلة التي لا يمكن لأي كان أن يحلها، ولابد كلك امرئ على وجه الأرض أن يتعلم ويثقل نفسه بأصول قواعد كيفية التخلص من خوفه حتى ينتصر.

 قصــة “ابتعد عن الضوء!” ج2

جلس صاحب القصة لينال قسطا من الراحة بعد طول العناء الذي خاضه، وأكل بعضا من الطعام الذي كان بحقيبته، ولاحظ شيئا غريبا مجددا أن بعض الغرف بذاك المنزل لم تكن مضاءة وبعضها كان يضيء وينطفئ، أرجع ذلك إلى أنه ربما ومن الممكن أن تكون هناك بعض المشاكل بكهرباء المنزل ليس إلا!

قرر صاحب القصة أن يصعد للطابق العلوي ليتفقد المنزل فربما يكون أهل المنزل به، ولكنه ما إن صعد السلم حتى وجد عليه شيئا جعله يتجمد مكانه، استمر صاحبنا مكانه لمدة من الزمن وكل ما لا حظه أن هناك شخص على السلم ينظر إليه، ولكن دون أن تتغير ملامح وجهه، فملامح وجهه كانت متجهمة، استطاع صاحبنا السيطرة على مخاوفه وأكمل صعود السلم حتى بات قريبا من ذاك الشخص، ولكن كانت الفاجعة عندما اكتشف أن ذلك الشخص مشنوق!

قرر صاحب القصة على الفور أن يخرج وفي الحال من ذاك المنزل، استبعد كليا أن يظل في منزل ومعه شخص ميت وبهذه الطريقة البشعة، فتوجه للباب الخلفي الذي دخل منه مسبقا وخرج منه غير أنه رأى من بعيد نفس الشخص الذي كان يطاره ينظر للاتجاه المعاكس، مما جعله يستبعد احتمالية خروجه من هذه المدينة دون أن يعثر عليه ذلك المطارد له، فقرر أن يعود لمنزل آخر غير الذي كان فيه، وبالفعل حالفه الحظ ووجد منزلا وبابه مفتوح فدخله بكل سهولة ويسر، كان معتما قليلا، ولكن صاحبنا تجاوز أمر العتمة بمراحل بعد كل هذه الأهوال التي يراها مؤخرا، وكان أول قرار أراد أن يفعله هو معرفة الأخبار من حوله وما الذي يدور تحديدا، فقام بتشغيل التلفاز على قناة الأخبار أملا في معرفة شيء يفسر له ما يحدث حوله.

وقد وجد بالأخبار أنه بإحدى مناطق ولاية فلوريدا تم قطع التيارات الكهربائية، وأنه هناك حالات هائلة من الشغب مما أدى إلى السرقة لمعظم سكانها وقتل كثيرين، مما دفع السكان للهجرة منها حتى تتمكن السلطات من السيطرة على الوضع وفرض الأمن على المنطقة.

هنا استطاع صاحبنا ربط الأحداث ببعضها البعض ومعرفة ما يجري من حوله، بسبب جرعة المهدأ التي لجأ إليها نام أربعة أيام على التوالي ولم يدرك خلالهم ما يحدث من حوله من هجرة غالبية سكان ولايته بسبب أفعال الشغب، وهذا ما فسر له منطقيا حالة الهدوء والسكون القاتلة التي تعم المكان من حوله.

أدرك هنا صاحب القصة أن كل من رآهم ما كانوا إلا بشرا ولكنهم كانوا مقنعين فهم على الأغلب مرتكبي الجرائم فلابد لهم من إخفاء هويتهم خوفا من العقاب، المشكلة التي واجهها صاحبنا ولم يستطع تجاوزها أنه بات جائعا للغاية ولم يكن يملك طعاما معه، علاوة على كونه خائفا من خطورة الوضع بالخارج فلا يدري ماذا يصادف من نوعية الأشخاص بالخارج، فهم غالبا إما مجرمون سفاحون قتلة وإما مدمني مخدرات، وفي كل الحالات لن ينال منهم شيئا إلا أذيته؛ فقرر أن يخلد في النوم هربا من شدة الجوع التي يشعر بها.

وفور استيقاظه من نومه نشر مقطعا على وسائل التواصل الخاصة به يسرد خلاله أنه استمر نائما لمدة أربعة ساعات، ولكنه فوجئ عندما وجد أحد المتابعين له قد أرسل له صورة بعد التدقيق في الصورة التي كان قد صورها للمنزل الذي يختبأ به قبل نومه، وقد وجد شخصا مقتولا على مقربة منه!

كان نفسه أكثر شيء يرعبه من حوله الهدوء القاتل الذي يعم كامل الأرجاء، وعلى الفور خرج من المنزل وأخذ ينظر في كل الاتجاهات واطمئن قلبه نسبيا عندما لم يجد ذاك الشخص الذي طارده في البداية، فأخذ يسير على قدميه خراج المدينة وبعد سير لمدة ربع ساعة تقريبا وجد مجمعات تجارية، توجه ناحية السوبر ماركت ولاحظ أن زجاجه مكسور من الخارج مما يعني أنه قد تعرض للسرقة، وجد الكثير من الأطعمة به، فأكل منها وأخذ ما استطاع على حمله.

أراد دخول الحمام قبل ذهابه وإكمال سيره، ولكنه وجد ما صدمه وجعله في حالة هيستيرية، لقد وجد الكثير من الدماء على أرضية الحمامات وآثار أقدام سائرة عليها؛ على الفور تمالك أعصابه وأراد الخروج من السوبر ماركت فتوجه للبوابة الخارجية ولكن قبل أن يضع يده ليفتح الباب تفاجئ بقدوم سيارة تجاهه وبالفعل توقفت أمام السوبر ماركت ونزل منها ثلاثة أشخاص!

كانوا ثلاثتهم ليسوا بوعيهم الكامل إذ أنهم كانوا يسيرون بطريقة ليست بالطبيعية على الإطلاق، وما إن توجهت خطواتهم للباب، قرر صاحبنا السير بأخف خطوات لديه وكأنه ليس بالموجود من الأساس وتوجه للباب الخلفي للسوبر ماركت الخاص بالعمال، وفي غرفة العمال وجد شيئا أدهشه بقدر ما أسعده لحصوله عليه، لقد وجد مسدسا ناريا، ولكنه لا يحوي إلا على خمسة طلقات نارية، ولكن الأمر من ذلك أن صاحبنا طوال عمره لم يحمل سلاحا ناريا ولا يعلم حتى كيفية استعماله من قبل إلا من خلال الأفلام السينمائية، وفجأة…

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

قصص رعب حقيقيه ما وراء الطبيعه

وأيضا… قصص رعب عالمية 

قصص رعب ما وراء الطبيعة

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى