غير مصنف

قصص حب سودانية قصة أحببتك أكثر من روحي ج١

السودان بلد شقيق وأهله يتسمون بالطيبة والقلوب الجميلة البيضاء التي لا تحمل فى طياتها سوى الحب والأمل . ولديهم عادات وتقاليد ثابتة منها أنهم لا يتزوجون إلا منهم لإيمانهم بأنه لا يفهم تقاليدهم وعاداتهم سوى أحدآ منهم ولذلك تراهم دائماً يقفون بجانب بعضهم ويتزوجون من بعضهم أيضآ.

أحببتك أكثر من روحي

سليمان ذلك الشاب الخلوق الرائع الذي يشهد له كل المحيطين به بالطيبة والأخلاق الراقية , والتعامل الحسن مع كل الناس. كان سليمان يفكر في الارتباط ويبحث عن زوجة من أصل طيب وكعادة السودانيين أخبر والدته بالموضوع وهى التي ستبحث له عن العروس.
بحثت والدة سليمان عن العروس المناسبة له في العائلة ووقع أختيارها على سميحة هذه الفتاة الطيبة التي تتمتع بالاخلاق والهدوء والأصل الطيب . ذهب سليمان مع والدته لطلب سميحة للزواج فقد كان والده متوفي منذ سنوات. كان البيت عند سميحة مستعد لإستقبال الضيوف وكان أخواتها معها لأن والديها توفاهم الله. جلست سميحة واخواتها مع سليمان ووالدته يتكلمون ويتحاكون في أشياء كثيرة وقد إتفقوا على كل شئ وعلى أن يكون الزواج قريباً بعد تجهيزهم للشقة التي كان يملكها سليمان.
أخذ سليمان في إعداد شقة الزوجية وعمل كل ما يلزمها من ديكور ونقاشة وبعد ذلك بدأ إختيار الأثاث الذي يتناسب مع مساحة الشقة. وبعد شهور تم الزفاف وكانت ليلة هادئة وجميلة حضرها الأقارب والأصدقاء المقربين للعروسين وكانت الفرحة تعم المكان حتى إنتهت حفلة الزفاف وذهب العروسان إلى بيتهما وحياتهما الجديدة. بدأ سليمان وسميحة حياتهم وهم متفاهمين إلى حد كبير فقد كانت طبائعهم متوافقة وحياتهم هادئة ومع الوقت بدأ الحب يسكن قلوبهم تجاه بعضهم لأنهم كانوا يحاولون إسعاد بعضهم بأبسط الأشياء ويحاولون أن يبعدوا عنهم المشاكل وأى شئ يعكر صفو حياتهم .
ثم فكروا أن يقضوا بعض الأيام في الإسكندرية لتغيير الجو والاستمتاع بالبحر وفعلاً أخذوا بعض متعلقاتهم وسافروا إلى الإسكندرية عروس البحر الابيض المتوسط. كان الجو فيها رائعآ والسماء صافية والبحر هادئ . كانوا يقضون يومهم على الشاطئ ثم يعودوا للفندق ويأخذون الغداء ويرتاحون بعض الوقت وفي الليل يذهبون للتمشية وشراء ما يحتاجون ومشاهدة المحلات. مرت الأيام الخمسة التى أمضوها في الإسكندرية بسرعة وعادوا إلى مدينتهم سالمين. ورجعت الحياة لمجراها الطبيعي فعادوا إلى عملهم وممارسة الحياه العادية فكانت سميحة ترجع من عملها قبل سليمان فتبدا في إعداد الطعام الذي يحبه فهى دائماً تفعل ما يحبه وتنتظر حتى يأتي ليأكلا سويآ ومهما تأخر تنتظره حتى أنه في مرة قال لها سليمان: حبيبتي ياريت متستنيش كل الوقت ده من غير أكل لانى أحياناً بتأخر جدآ في الشغل ياريت تأكلي وانا لما ارجع اكيد هاكل. نظرت إليه سميحة بحب
وقالت: وكيف أستطيع ذلك فأنا لا أطمئن أو أشعر بالراحة إلا في وجودك ولا أقدر أشعر بطعم الأكل غير وانت معايا. وهكذا عاش الزوجان في حب وسعادة وراحة وإطمئنان وتفاهم ولا ينقصهم سوى شئ واحد هو الأولاد فقد مرت شهور ولا يوجد أى خبر عن أعراض حمل تشعر بها سميحة حتى أن سميحة شعرت بالقلق وخافت ان يكون هناك سبب لذلك وليست سميحة فقط ولكن المحيطين بهم من الأهل والأصدقاء أيضا بدأوا يتساءلون عن السبب. وفي يوم ذهب سليمان وسميحة لزيارة والدة سليمان وقد أحضرت لها سميحة الكيك والبسكويت اللذان تصنعهم سميحة بيدها فقد كانت تصنع كل شئ بيدها ولا تشتري الجاهز لأن ما تصنعه بيدها كان ألذ وأجمل . سليمان: عاملة ايه يا ماما يا حبيبتي الأم: الحمد لله يا ابني بخير انت كويس؟ سليمان : الحمد لله كويس اوي سميحة: ازيك يا ماما وحشتيني
الأم: أزيك يا بنتي أخبارك ايه سميحة: الحمد لله كويسة أنا عملتلك الكيك والبسكويت دوول بإيدي يارب يعجبوكي الأم: شكرآ يا حبيبتي تسلم ايديكي هقوم أعمل لكم الشاي
سميحة: لأ خليكي مرتاحة انا هعمل الشاي ودخلت سميحة المطبخ لتصنع الشاي وأخذت والدة سليمان تتكلم معه عن حياته وكيف تعامله سميحة .
سليمان: سميحة دي أجمل إنسانة وأطيب إنسانة على الرغم من أن جوازنا مش عن حب لكن فعلأ انا حبيتها جدآ جدآ وهى كمان بتحبني جدآ وبتعمل اى حاجة علشان تسعدني أحضرت سميحة الشاي والبسكويت ووضعتهم على المنضدة ثم قدمت الشاي لوالدة سليمان ثم لسليمان.
والدة سليمان: تسلم ايديكي يا سميحة البسكوت جميل ولذيذ سميحة: بالهنا يا ماما الحمد لله أنه عجبك والدة سليمان: يارب أفرح بقا بولادكم نفسي اشوف عيالكم قبل ما اموت سليمان : بعد الشر عليكي يا أمي بلاش تقولي كده. وشعرت سميحة بالأرتباك والقلق من كلام ونظرات والدة سليمان لكنها حاولت أن تتفاداها وتغير الموضوع. وبعد وقت طويل قاما سليمان وسميحة وأنصرفا من عند والدته ورجعا إلى منزلهم. مرت شهور والحال كما هو وقلق سميحة يزيد وكلام المحيطين يزيد حتى جاء اليوم الذي قالت فيه سميحة لسليمان: بص يا سليمان أنا حجزت عند دكتور وليد علشان اكشف وأشوف موضوع الحمل وبكره هاخد منال أختي وأروح. سليمان: متقلقيش يا حبيبتي ان شاء الله خير.
وفي اليوم التالي ذهبت سميحة وأختها الى الدكتور وليد وقد قام بالكشف عليها وطلب منها عدة تحاليل. قامت سميحة بعمل التحاليل التي طلبها دكتور وليد وذهبت إليه ليراها ويطمئنها. سميحة: ايه يا دكتور طمني ارجوك الدكتور: والله يا مدام سميحة اللي انا شايفه ميطمنش خالص.
سميحة: ليه يا دكتور فيه ايه الدكتور: كل الكشوفات والتحاليل بتقول أن حضرتك لا يمكن أن تنجبي أطفال أبدآ وقع الكلام على رأس سميحة مثل الحجر وشعرت أن الدنيا تلف بها وتمرمرها حتى أنها لا تعرف كيف وصلت إلى المنزل. وعندما شاهدها سليمان قال: فيه ايه اللي حصل مالك مالك أخذت سميحة تبكي وتبكي وتصرخ وضربت بيدها الزهرية فوقعت على الأرض وانكسرت وقالت : انا مش ممكن أجيب أطفال أبدآ أنا عقيم عقيم. سكت سليمان قليلآ ثم قال: كل شئ بأمر الله ومش مهم اى حاجة غير وجودك في حياتي.
أخذ سليمان يهدئها ويقول لها أنه يحبها ويقدرها ولا يستطيع الإستغناء عنها لحظة واحدة فهى روحة وعقلة…

مني حارس

طبيبة بيطرية وكاتبة وعضو اتحاد كتاب مصر اهم الاصدارات رواية لعنة الضريح- قرين الظلام- متجر العجائز- قسم سليمان- لعنة الارواح- جحيم الأشباح - نحن نعرف ما يخيفك - ساديم - رسائل من الجحيم - المبروكة - مقبرة جلعاد - ابنة سراحديل- رعب التجربة الأمريكية - سجلات عزازيل- جمعية قتل الرجال - رحيل- الأرملة السوداء- اللعنة - قلادة الجحيم- عدلات وحرامي اللحاف - كيف تعتني بحيوانك الأليف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى