غير مصنف

قصـــــــــــــــة انطفاء القمر ج8

ولازلنا نستكمل قصة “انطفاء القمر”، القصة التي تحمل في طياتها وبثناياها الكثير من الحب والتضحية.

قصة عن فتاة ندر مثيلاتها بزماننا، فعلى الرغم من كل مآسي الحياة وصعوباتها إلا إنها استطاعت أن تصمد وتستكمل رسالتها بالحياة، وقد كانت رسالة سامية تمكنت من تأديتها على أفضل وجه على الإطلاق

انطفـــاء القمر ج8

كانت ابنة عمه على قدر عالٍ من الذكاء، وعلى الرغم من تعليمها المتوسط إلا إنها تملك الكثير من الخبرات، كما أن والدتها تدبر معها الكثير من الأمور؛ كانت ابنة العم حريصة كل الحرص ألا تطلب شيئا من زوجها “علي” على الإطلاق، وأن توفر له كل المتطلبات التي تلزم عش الزوجية ليكون عشا سعيدا لا يضاهيه مكان آخر.

وكل ما كانت تسعى إليه أن توقع بينه وبين زوجته الأولى ليتخلى عنها نهائيا؛ وعلى الرغم من كل محاولاتها إلا إن “قمر” كانت على الدوام بمثابة سد منيع وحائل بينها وبين زوجة ابنها والتي كانت تعتبرها كابنة لها.

كانت ترتب زوجته لكل ذلك، ولا تعلم أن “قمر” ترتب للخلاص منها نهائيا أيضا وتخليص ابنها من شرورها، وفي النهاية باتت ابنة العم حاملا!

خبر حملها وقع على “قمر” كالصاعقة، كانت تعلم “قمر” علم اليقين بأنها لم تكن المرأة المناسبة لابنها ولاسيما كونها كانت متزوجة من ابن خالتها من قبل وتركته بعدما استحوذت على كل أمواله!

وضاقت كل السبل بما رحبت على “قمر”، ولم تجد أي مخرج من كل ما تعاني منه، ولاسيما أن زوجته الأولى قد حاولوا على قدر استطاعتهم إخفاء أمر الحمل عنها، غير أن أهلها قدموا إليها وأنذروها بالأمر وأجبروها على الرحيل معهم مجددا.

مواقف صارمة:

أبت “قمر” رحيل زوجة ابنها، ولتراضي أهلها اتخذت على نفسها وعدا إن لم تستطع إعادة ابنها لابنتهم حينها هي من ستأتيهم بها حتى باب المنزل؛ وبالفعل أول ما رحلوا عن بيتها ذهبت لمنزل ابنها “علي”، وكان هذا المكان لم تدخله منذ سنوات طوال، طرقت الباب بحدة، وفتحت لها ابنة العم…

ابنة العم: “وأخيرا جئتِ إلينا، يا ترى هل مجيئكِ هنا لتباركِ لي على ابن ابنكِ الذي لا يزال ببطني؟!”

قمر بحدة: “ما كان مجيئي إليكِ إلا لأني أريد ابني، نادهِ لي في الحال”.

أيقظته ابنة عمه من نومه: “علي.. إن أمك هنا”!

علي وقد أصابه بعض التوتر: “ماذا تقولين؟!، قمر هنا؟!”

دخلت عليه قمر غرفة نومه: “بالفعل قمر هنا، انهض وارتدي ملابسك وهيا معي الآن”!

وبالفعل ارتدى على الفور “علي” ملابسه وذهب مع والدته “قمر” إلى منزلهم…

قمر وقد سحبته من يده لغرفة نومها، وقد طلبت من ابنتها “فاطمة” أن تكون حريصة من نزول زوجة أخيها “علي” من شقتها، لم تكن ترغب “قمر” في سماع زوجة ابنها ما ستقوله لابنها مراعاة لمشاعرها…

قمر: “أريدك أن تستوعب حجم الكارثة الحقيقي إن لم تعدل بينهما، وأول خسارة ستكون ابنتك ستخسرها وللأبد، زوجتك لا تزال صغيرة السن وجميلة للغاية وألف من يتمنى القرب منها، ماذا سيكون مصير ابنتك حينها؟!
تفكر في كلماتي جيدا ولا أريد منك إلا أن تضع نصب عينيك أن زوجتك أصيلة وأهلها قد أتوها ليأخذوها ويكونوا ضهرا لها عليك، ولكنها أبت أن تعطيهم هذه الفرصة خشية خسارتك، زوجتك إن ذهبت لأهلها لن تأتي إليك مجددا”.

علي: “أمي ومن أوصلني لهذه الحالة التي أنا بها؟!”

قمر: “أتقصد أنها من أوصلتك لهذه الحالة؟!، ومن انتهز هذه الحالة لصالحه؟!”

علي: “أتقصدين ابنة عمي من انتهزت الخلاف الناشب بيننا؟!”

قمر: “وهل لها تفسير غير ذلك؟!”

علي: “لا تظليمها، ولا تلقي عليها لوما”.

قمر: “ألهذه الدرجة وقع حبها بقلبك يا علي”.

صمت علي ولم يدري بماذا يخبر والدته، حينها فهمت “قمر” ما الذي بقلب ابنها تجاه زوجته الثانية…

قمر: “اعدل يا علي وتذكر حديث رسولنا الكريم عليه صلوات ربي (من كانت له امرأتان يميل مع إحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط)، زوجتك تستحق منك أفضل من ذلك وإن كانت أخطأت في حقك مسبقا ولكنها لا تزال تبقى على الود الذي بينكما فلا تضيعه بعنادك واعدل بينهما يا علي”!

خرج من غرفة والدته على شقته بالأعلى عند زوجته، وكان حريصا كل الحرص على مراضاتها والفوز بقلبها من جديد، تيقن حينها أنه ليس من الخطأ الزواج بثانية إنما الخطأ ألا يعدل بينهما، واعتبرها عطية من خالقه سبحانه وتعالى أن يزوجه بالحياة الدنيا باثنتين من أجمل نساء الأرض.

وقد تأخر حمل زوجته الأولى، فذهب بها للطبيبة لمعالجتها والاطمئنان عليها لكيلا يشعرها بنقص حيث أن الثانية حاملا بابنه والذي بات مجرد أيام قلائل ويشرف للحياة الدنيا؛ حاول جاهدا أن يعدل بينهما، وكلما أرقه أمر ما ذهب لقمر ليأخذ بنصحها وفي كل مرة يدرك فيها “علي” أن والدته لا يمكنها أن تعوض ولو بعقول كل البشر من حوله.

اتخذ علي “قمر” صديقا وكثف عمله بالحياة ليكون جديرا وعلى قدر المسئولية التي تحملها بإرادته، ويأتي بكل متطلبات الحياة لأهله جميعا؛ ومن ناحية أخرى تقدم ابن عمه لشقيقته “زينب” يريد أن يتخذها زوجة له، وقد عانت “زينب” على وجه التحديد من تجربة مريرة بحياتها أفقدتها الشعور بلذات الحياة، وقد كانت….

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ بقية أجزاء القصة كاملة من خلال…

الجزء الأول: قصص حب وتضحية بعنوان انطفاء القمر ج1

والثاني: قصـــــــــــــــة انطفاء القمر ج2

الثالث: قصـــــــــــــــة انطفاء القمر ج3

والرابع: قصـــــــــــــــة انطفاء القمر ج4

الخامس: قصـــــــــــــــة انطفاء القمر ج5

والسادس: قصـــــــــــــــة انطفاء القمر ج6

السابع: قصـــــــــــــــة انطفاء القمر ج7

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى