غير مصنف

قصـــــــــــــــة انطفاء القمر ج7

ولازلنا نستكمل قصة “انطفاء القمر”، القصة التي تحمل في طياتها وبثناياها الكثير من الحب والتضحية.

قصة عن فتاة ندر مثيلاتها بزماننا، فعلى الرغم من كل مآسي الحياة وصعوباتها إلا إنها استطاعت أن تصمد وتستكمل رسالتها بالحياة، وقد كانت رسالة سامية تمكنت من تأديتها على أفضل وجه على الإطلاق.

    انطفـــاء القمر ج7

حاولت أن تجد حلا مع ابنها، لدرجة أنها أخبرته أن رب الشريعة سبحانه وتعالى قد أحل له زواج مثنى وثلاث ورباع، وأن عليه أن يتخذ زوجة ثانية ولكن دون أن يتخلى عن زوجته؛ “علي” أراد أن يريح قلبه من كل المشاكل التي تسببها له زوجته، أحيانا يشعر بأنه يريد البعد عنها والفراق، وأحيانا يشعر وكأنها ابنته الصغيرة التي لا يمكنه التخلي عنها مهما حدث وصدر منها، بات في حيرة من أمره؛ وفي النهاية توصل لقرار بينه وبين نفسه ولم يخبر به أحدا على الإطلاق، لقد سافر بعيدا ليتخذ قرارا صائبا، ترك “قمر” مع إخوته وزوجته وابنته وقد كان مطمئنا على الجميع برفقة “قمر”.

عدم الانهيار إجبار وليس رفاهية اختيار:

لم يكن لقمر خيار الانهيار على الإطلاق، كانت مطالبة على الدوام بالصمود كالجبال الراسخات، وعلى الرغم من توليها مسئولية أبنائها جميعا إلا إنها تجد نفسها حتى ابنها المتزوج تتحمل مسئوليته ومسئولية زوجته وابنته الصغيرة أيضا، وبغض النظر عن كونها قادرة تنهي ابنها عن أفعاله وتصرفاته إلا إن من أجمل سماتها أنها كانت رحيمة وأفضل ما تحسن فعله هو جبر الخواطر.

استمر غياب “علي” عن المنزل لمدة عام، وعاد بعده متزوجا من امرأة أخرى، والغريب أنها كانت ابنة عمه والتي كان بينهم خلاف مدوي من سنوات طوال!

كادت “قمر” تصعق حينها، لم تدري ما الذي تفعله، والمفاجأة الأكبر أنه عاد أيضا بقرار طلاق زوجته الأولى (أم ابنته)، هنا لم تقف “قمر” مكتوفة الأيدي، تعالت على ابنها صرخاتها بعدما جذبته من يده داخل غرفة نومها….

قمر: “ما الذي تفعله؟!، أجننت أنت؟!”

علي: “أمي إنها حياتي ولن أسمح لأحد أيا من كان أن يتدخل بها”!

صفعته قمر على وجهه: “لقد سئمت من كل أفعالك، ألا يكفيك ما تفعله معي ومع إخوتك؟!

أيرضيك أن يفعل بإحدى شقيقاتك ما تفعله مع زوجتك؟!، ألم يعلمك الدين أن تأخذ برأيها قبل الزواج عليها، تفاجئنا جميعا بزواجك ودونا عن كل نساء الأرض تختار هذه!، ولا تكتفي بذلك وحسب بل تريد الفراق بينك وبين أم ابنتك؟!

ألا تخشى أن تتربى ابنتك بعيدا عن أعيننا؟!، أخبرني ما الذي أصابك وما الذي دهاك وأوصلك لهذه الحالة من الجنون؟!”

لم يجد “علي” الكلمات التي يجيب بها على أسئلة والدته، وكل ما استطاع فعله أن يترك المنزل للمرة الثانية ويرحل!

ومن جديد وجدت “قمر” نفسها حائرة بين إرضاء زوجة ابنها وإقناعها بالبقاء، وبين ابنها نفسه والذي بات من الصعب إقناعه بالإقلاع عن نواياه؛ كانت هناك مشاكل بائتة بين أشقاء زوج “قمر” وزوجها الراحل وأبنائها؛ فكان أمرا يعجز عقلها عن تصديقه زواج ابنها من ابنة عمه.

أسرار وخفايا:

وبعد مرور ثلاثة شهور على زواج “علي” اكتشفت “قمر” أن ابنة العم هي من سارعت بخطوة الاتصال بابنها، وكانت على علم بكل ما يجري بينه وبين زوجته، وهيأت الفرص جميعها لتظفر به زوجا لها مستغلة الحزن الذي سيطر على قلبه حينها.

والأدهى من كل ذلك أنها جعلته يشتري منزلا لها بجوار منزل والديها لتسكن به، الغريب من كل ذلك أن “علي” على الرغم من شخصيته الحادة معهم جميعا بالمنزل إلا إنه قد تبدل حاله كليا مع ابنة عمه، وهذا ما أحزن فؤاد “قمر”، فحينما يلين قلب ابنها لا يلين لها ولإخوته ولا حتى لزوجته وابنته، وإنما يلين لابنة العم التي لطالما كان أهلها سببا في كثير من صعوبات تخطوها على مدار السنوات!

انطفاء القمر لم يكن بشيء قليل هذه المرة على الإطلاق، ولاسيما كون “علي” الابن الأكبر لها صاحب المكانة العميقة بداخل قلبها المفطور منذ زمن بعيد، كانت “قمر” حزينة للغاية على الحال الذي وصل إليه ابنها، ولكنها لا تستطيع أن تكرهه فبعد كل شيء هو ابنها.

اليأس يئس من محاولاتها:

سارعت “قمر” للإصلاح بين ابنها وزوجته الأولى لجعله يتراجع عن قرار الانفصال عنها، كانت تتقرب إليها في كل لحظة وتقربها من أعمالها لتشغل الفراغ الذي بحياتها وتقلل من حزنها على ما فعله زوجها بها، وفي النظير قاطعت زوجته الجديدة ولم تبارك لها على زواجهما، وكانت هذه من ضمن ما فعلته “قمر” لدعم موقف زوجة ابنها الأولى.

وبالفعل استجابت لما طلبته منها أم زوجها وتراجعت عن قرارها بالانفصال عن زوجها، ومن كثرة تمسكها بنصح “قمر” جاءها أهلها لمنزلها وطلبوا منها الرحيل معهم، وهم من سيتعاملون مع زوجها ويأتون إليها بحقها منه، ولكنها أبت ذلك وأعربت لهم عن مدى حبها لزوجها ومدى تمسكها بزوجها ووالد ابنتها.

وفي نهاية المطاف لم يستطع “علي” الاستمرار في عناده، ووجد نفسه شيئا فشيئا يعود لزوجته الأولى ويحاول جاهدا العدل بينها وبين زوجته الثانية، وعلى الرغم من أن كل ما فعله لم يكن يروق لزوجته الثانية والتي أرادت أن تظفر به وحيدا بعيدا كل البعد عن “قمر” وزوجته وابنته وإخوته أيضا.

دهاء ومكر:

كانت ابنة عمه على قدر عالٍ من الذكاء، وعلى الرغم من تعليمها المتوسط إلا إنها تملك الكثير من الخبرات، كما أن والدتها تدبر معها الكثير من الأمور؛ كانت ابنة العم حريصة كل الحرص ألا تطلب شيئا من زوجها “علي” على الإطلاق، وأن توفر له كل المتطلبات التي تلزم عش الزوجية ليكون عشا سعيدا لا يضاهيه مكان آخر.

وكل ما كانت تسعى إليه أن توقع بين….

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

قصص حب وتضحية بعنوان انطفاء القمر ج1

الجزء الثاني.. قصـــــــــــــــة انطفاء القمر ج2

والجزء الثالث: قصـــــــــــــــة انطفاء القمر ج3

الجزء الرابع: قصـــــــــــــــة انطفاء القمر ج4

والجزء الخامس: قصـــــــــــــــة انطفاء القمر ج5

الجزء السادس: قصـــــــــــــــة انطفاء القمر ج6

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى