غير مصنف

قصة العجل الأبيض غاية في الروعة والإبداع وبها الكثير من العبر ج1

إن قراءة القصص لها الكثير من الفوائد ا لجمة، إذ أنها تساعد على فهم الطفل لمشاعره والتعبير عنها، كما أنها تساعده أيضا على فهم مشاعر المحيطين به وتمكنه من استيعابها والتفاعل معها أيضا.

للقراءة ألف فائدة وفائدة، لا يمكننا حسرها في عدد معين بعينه، ولكن أفضل ما تعلم ابنك وتعوده عليه هي مهارة القراءة واكتسابها منذ الصغر، فهذه النصيحة الغالية على الإطلاق.

قصــــة العجل الأبيض ج1

قصة رجل كبير للغاية في السن، وقد كانت لديه عادة ألفها لكثير من السنوات وهي أن يجلس وحيدا وينفرد بنفسه تحت ظل شجرة التوت، والتي كانت تبعد كل البعد عن بيوت أهل القرية التي يسكنها، وتلك اللحظات بالنسبة للعجوز كانت الأعذب على الإطلاق بالنسبة إليه.

كان الشيخ الطاعن في السن في كل يوم بينما يكون في وحدته تحت شجرة التوت يستعرض بذاكرته حياته الماضية وأيام شبابه، فقد كان في يوم من الأيام مثله مثل جميعنا شابا يافعا قوي البنيان مفتول العضلات؛ وقد كان في كل يوم يستيقظ مبكراً.. يرتدي ملابسه على الفور، ويطعم الدواجن، ويساعد والدته في حلب البقرات ويذهب للعمل في الحقل.

وبينما كان في عمله الشاق بالحقل كان إذا اشتد عليه التعب وازداد عليه العرق من شدة حرارة الشمس ذهب إلى شجرة التوت وجلس تحتها، وأخرج طعامه وتناوله أسفلها، وإذا فرغ من تناول الطعام كان يمدد جسده المتعب تحت ظلها.

وتواترت الأيام وتزوج الشاب من أجمل فتاة بكل القرية، فتاة اتسمت بالجمال واللطف الشديد والرقة، فتاة ذاق برفقتها المعنى الحقيقي للسعادة، كانا يعيشان في منزل صغير للغاية، وعلى الرغم من ذلك إلا إنهما لم يتضايقا بضيق منزلهما، وقد كانا سعيدين في حياتهما على الدوام وعلى الرغم من كل المشكلات التي كانت تواجههما، وقد كانت المشاكل التي تواجههما تارة مشاكل سلسلة سهلة، وتارة مشاكل عصيبة كانحباس الأمطار وتهديدها لموسم الزراعة بأكمله، أو كأن أغنام الجيران تأتي إليهما فتأكل زرعهما وتدمره تدميرا.

كانت أحلاهما بسيطة للغاية، وكل مشكلاتهما مهما عظمت تتبخر في الحلم ببناء غرفة صغيرة وشراء بعض البقرات وانتظار قدوم المولود الصغير؛ وقد رزقا بولدين قام على تربيتهما في صغرهما وأعاناه وساعداه في الكبر، ومن جديد يعيد الزمن أحداثه كرة ثانية فيتزوج ابني الشيخ الطاعن في السن وينجبان له أحفادا، لم يعد الشيخ يعمل فقد كبر في السن، ومن الأساس ولداه يتكفلان كليا بأمور المعيشة وكل ما يحتاج إليه دون أن يطلبه يجده أمامه.

وقد أجمل ما لدى هذا الشيخ الطاعن في السن ودوما ما يحرص عليه صندوقه الحديدي وعجله الأبيض؛ وقد كان العجل الأبيض ذا قيمة بالغة الأهمية دون عن غيره لدى الشيخ، ودوما ما كان العجل الأبيض نفسه يتمدد بجانب الشيخ تحت ظل شجرة التوت، وأحفاده الصغار دوما ما يأتون لجدهم تحت ظل الشجرة ليرتقوا ظهر العجل الأبيض ويحكون خدودهم الناعمة في شعره الأبيض الناعم، وقد كانوا يداعبون العجل الأبيض من أذنيه، والأغرب من كل ذلك أن العجل الأبيض كان يتركهم ليفعلوا كل ذلك.

أما الأغرب من كل ذلك أن الشيخ كان يتحدث إلى عجله ويحدثه عن كل ما يحدث معه بالحياة، كان الشيخ يحدث عجله عن المحاصيل والأمطار الهاطلة، والجراد وما يفعله بالمحاصيل؛ وكانه يتحدث إلى صديق مقرب ومحبب لديه!، والأعجب من العجب نفسه أن العجل أثناء حديث صاحبه الشيخ العجوز كان يجتر طعامه ويظهر عليه الوقار وعلامات الفهم والاستيعاب لكل ما يتفوه به الشيخ!

ومن المتعارف عليه ومن سنن البشر التي لا تنتهي على الإطلاق في كل زمان ومكان أن القوم تناقلوا أخبارا عن الشيخ بأنه قد فقد عقله وبات مخبولا وأن عجله قد سحره! وملك عليه لب عقله وامتلك روحه؛ ولكن الشيخ لم يلقي لهم بالا ولم يلقي أي اهتمام لأحاديثهم المتناقلة بينهم؛ وكان من عادته كل صباح أن يأخذ عجله الأبيض من حظيرته الخاصة إلى مزود العلف أو كوم كبير من أطيب الحشائش، وبينما يأكل العجل الأبيض طعامه يتكأ الشيخ العجوز على جنبه ويمر بيده على كامل جسد عجله على شعره الأبيض اللامع، فإذا وجد به بعض الغبار أو قشا صغيرا التقط حفنة من الحشائش لينظف بها ما وجده على عجله، وما إن يفرغ من طعامه يغسل له قرنيه وحوافره، كما أنه كان دائم الغناء لعجله!

على الدوام وفي كل يوم يراه المارون من أمامه يتحدث إلى عجله ويهتم بشأنه كثيرا، فيتناقلون أخباره فيما بينهم، ولكنهم كانوا لا يضمرون له الخير على الإطلاق على الرغم من كونه يتجنبهم دوما ولا يبدي لهم إلا خيرا بظاهره وبباطنه، فقد ضاقوا بد ذرعا وشعروا بالتذمر والضيق من حاله مع عجله الأبيض؛ وفي يوم من الأيام أقبل على الشيخ العجوز بعض رجال الوادي وفتحوا معه كثير من المواضيع المتعددة والمختلفة فتحدثوا إليه عن المحاصيل وعن الأمطار التي يأملون هطولها قريبا، وعن من منهم يأمل الزواج بنفس العام وعمن لا يطيق الاستمرار مع زوجته، وبينما كانوا يتحدثون إليه كان العجل الأبيض يناظرهم بعينه الجميلتين الحالمتين، كان من بين الرجال من تجرأ على الشيخ وعجله قائلا: “إنه لعجل سمين وجميل للغاية”!

وما كان من الشيخ إلا…

يتبـــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ لصغارنا:

قصص أطفال بالعامية pdf

وأيضا… قصص أطفال عربية

3 قصص أطفال قصيرة مكتوبة كاملة

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى