قصص حب

قصص حب بين الأصدقاء بعنوان استمرار حب طفولي رغم المستحيلات

حقيقة من وجد حبه الصادق ورزقه الله به لم يشقى أبد ما حيي بهذه الحياة، سيجد نفسه مستعدا في كل الأحيان لأي من تحديات الحياة وكل ابتلاءاتها ولن يكل يوما مهما وجد؛ ولا أجمل من حب الطفولة بين الأصدقاء تجده حبا صافيا نقيا لا تشوبه أية شائبة؛ إليكم اليوم بأجمل قصة من بين قصص حب بين الأصدقاء نرجو أن تنال إعجابكم فعليا.

القصــــــــــــــــــــــــــة:

تعتبر الأجمل على الإطلاق من بين قصص حب بين الأصدقاء…

جمع بينهما موقفا في الصف الرابع الابتدائي، كانت الفتاة لا تزال حينها طفلة صغيرة وكانت تحمل في يدها خيطا من الصوف وإبرة الكروشيه وتصنع لوالدتها مفرشا بيديها لتعطيه إياها هدية لعيد الأم، كانت تمر في شارع بكل يوم حيث يعيش طفل آخر بنفس عمرها وبنفس مدرستها غير أنه ليس بفصلها الدراسي نفسه وإنما بالفصل الذي بجواره، ولكنهما لم يكن قد التقيا ببعض حتى هذه اللحظة.

صدفة قاتلة:

وبينما كانت تمر سمعت سؤالا خاطئا، فتدخلت دون أن تتردد ثانية واحدة في ذلك وعدلت السؤال في التو والحال، وقد كان عم الطفل يسأله من ورق يمسكه في مادة العلوم، وكلما سأله عمه سؤالا لم يجب عليه أجابت عنه الطفلة في الحال دون أي صعوبة تذكر، وهكذا حتى انتهت كل أوراق الأسئلة التي يحملها العم، وأثنى على الطفلة كثيرا ورمق ابن أخيه بنظرة حادة.

غادرت الطفلة لتذهب لمنزلها، ولكن الطفل توعدها في هذه اللحظة وانصرف من أمام عمه وفي قلبه أن يفعل بها كل ما يستطيع فعله، سيعطيها درسا قاسيا لن تجرؤ على السير أمامه من شدة خوفها، ركض خلفها ليضربها ضربا مبرحا، وما منعه عنها ابن عمها إذ قال له سؤالا واحدا: “أتضرب فتاة؟!”

تراجع عن قراره فلم يتربى على ضرب فتاة فعليا، ولن يجرؤ على فعل ذلك، وتوالت الأيام والتحقا بالإعدادية سويا، ولكن الموقف لم يغب عن باله مطلقا وكان سببا جذريا في تحوله فبات من المتفوقين ولكنها كانت الأولى على دفعته كل عام، وجمعهما فصل دراسي واحد، ووجد نفسه تتبدل نظرته إليها من البغض على ما فعلت في صغرها للإعجاب، ومن ثم وجد نفسه غارقا في حبها، كان كلما التحقا بمسابقة سويا يخسر نفسه بطريقة واضحة أمام الجميع لتفوز هي!

كانت على علم بكل ما يفعل لأجلها، وجدت نفسها تبادله نفس شعور الحب ولكن دون أن يصارح أحدهما الآخر بما يجد في قلبه، على الدوام يتحديان بعضهما البعض حتى في الإجازة تحديا بعضهما في حفظ القرآن الكريم وبالفعل نجحا كليهما في ذلك.

حب بالثانوية العامة:

ووصلا لمرحلة الثانوية العامة، وعلى الرغم من شدة تعلقهما ببعضهما البعض إلا إنهما حافظا على مستواهما العلمي ولم ينقص حبهما منهما شيئا بل زادهما إصرارا على وصولهما لحلمها، كانت الفتاة تعشق المواد العلمية أما الشاب فقد كان عاشقا ومولعا بالمواد الرياضية وكان حلمه أن يلتحق بكلية الهندسة، ولكنه كعادته وجد نفسه يضحي بحلمه عن رضا للالتحاق بنفس الجامعة التي بها حبيبته والتي كانت كلية الطب.

وبالفعل نجحا في الوصول للدرجات المطلوبة والتحقا بكلية الطب وصارا في نفس المدرج، كان لا يجرؤ أحد من الطلبة على التحدث إليها ولو كان قول صباح الخير ولا السؤال عنها من الأساس، كان الشاب بالنسبة لها بكل مكان كظلها!

زواج واستقرار:

كان الشاب قد أخذ عهدا على والده إن وصل للدرجات العالية بجامعته بعد السنة الرابعة عليه أن يذهب لأهل الفتاة ويطلب يدها للزواج، وبالفعل أوفى الشاب بعهده مع والده وذهب والده بدوره لوالد الفتاة وقد كان الوالدان من الأساس يعلمان المشاعر بين أبنائهما منذ أن كانا بالمرحلة الإعدادية، وتمت الخطبة بينهما وتم الاتفاق على أن يزوجانهما لبعضهما البعض فور انتهائهما من الدراسة الجامعية.

أصرا على كتب كتابهما قبل الانتهاء من سنوات الجامعة وبالفعل تم ما أرادا لأنهما كانا يجبران الجميع باحترامهما ومدى حبهما لبعضهما البعض، وتم الزواج؛ كان تعيين الشاب يبعد عن الفتاة محافظات طويلة وعلى الرغم من ذلك لم يتذمرا بل كانا يجدان في الاجتماع، الفتاة أكملت دراستها بالدراسات العليا وزوجها مثلها، فمنذ أن عرفها لا يختار إلا اختياراتها.

وحصلا على درجة الدكتوراه وأتاهما سويا عقد عمل خارج البلاد، لم يترددا ثانية في السفر، وبالفعل سافرا وحققا سويا نجاحا باهرا، لم يغيبا عن بالهما أهلهما على الإطلاق، بل كانا سببا بفعل عملهما بالخارج والأموال التي كانا يحافظان عليها في إجراء مشروع لأهلهما سويا.

صعاب الحياة:

ومن المتعارف عليه لابد من الصعاب التي نجدها بالحياة، كانت الفتاة تعاني من مشاكل بالحمل، وبعد الكثير من الفحوصات والإجراءات الطبية اكتشفت أنه لا يمكنها أن تكون أم ولا حتى باستخدام كل التقنيات الحديثة، وعلى الرغم من الآلام التي كانت تشعر بها إلا إنها طلبت من زوجها أن يتزوج بامرأة أخرى لينجب منها طفلا يحمل اسمه ويكون زخرا له في الحياة الدنيا والآخرة.

رفض الشاب رفضا تاما، وأعلمها بأنها ابنته وابنه ووالده ووالدته وأخوه وأخته، وأنه بوجودها بعالمه ليس في حاجة لأي شيء بالحياة؛ ولكن والدته كان لها رأي آخر ففي أول إجازة لهما وجدت الفتاة والة زوجها وقد حضرت مسبقا وخططت لزواج ابنها من ابنة عمه، والتي في الأساس كانت تضع عينيها عليه منذ أن كانا طفلين على الرغم من علمها بمدى حبه لحبيبة قلبه وزوجته وقرة عينه.

وجد والدته تخيره بينها وبين رضاها وبزواجه بابنة عمه تريد أن تطمئن عليه، وأن كل ما عليه أن يتزوج بها ويتركها معها، وأنه لن يراها إلا فترة إجازته، شعر الشاب بقهرة زوجته على الرغم من أن والدته أجبرتها على التحدث إليه بأن يوافق على مخطط والدته؛ فعلت الفتاة ما أرادته والدة زوجها غير أن زوجها لم يرضى لها بذلك، وفي اليوم الثاني كان قد قطع إجازتهما وعادا للخارج ولم يرجعا للبلاد مرة أخرى، تبينا ثلاثة أطفال وأحسنا تربيتهما وصارا أطباء حفظة للقرآن الكريم مثلهما.

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى