قصص طويلة

قصص قبل النوم رومانسية طويلة بعنوان “رجوع العاشق المجنون” الجزء الخامس

قصص قبل النوم رومانسية طويلة

ومازلنا في طيات قصتنا الشيقة والممتعة، القصة التي تجسد حالة الحب الصادق، وأن الله سبحانه وتعالى ينصر من يصدقه ويعينه على قضاء أمره أيضا.

من قصص قبل النوم رومانسية طويلة:

الحب بجنون.
الحب بجنون.

                      رجوع العاشق المجنون الجزء الخامس

ارتميت في حضنه من شدة الفرح، تناسيت كل شيء في حضنه الدافئ، أحسست بمشاعر لأول مرة أجربها بكل الحياة، مر وقت ولم أشعر بمدته، أتذكر قبل أن أرتمي بحضنه كانت الدموع تنسكب من عيني من شدة وهول اللحظة التي جعلني أعيشها، ولكني ما إن أصبحت بحضنه لا إراديا كنت حينها أشعر بدفء العالم بين يديه.

استفقت فبعدت على الفور، وبخفة دم لم يشعرني بخطأ قد ارتكبته بل بكل هدوء وابتسامة صافية: “أريد استرداد ملابسي، ولا تطمعي بها”، وحاول بمزحة منه أن يأخذها من على جسدي من بعيد.

غادرنا لنستقل الحافلة للحاق بأصدقائنا، وبالفعل تمكنا من الوصول لمحطة رحلتهم التالية، وأتيح لنا المزيد من الوقت، جلسنا بإحدى المقاهي، لقد لاقيت منه اهتماما رهيبا لدرجة أنه أصبح على علم بكل ما أحب وأكره في هذه الأيام القلائل، أحضر لي بنفسه كوبا من القهوة كما أحبها بالضبط، وبجانبها نوع الكيك المفضلة لدي؛ وهناك استثمرت الوقت في كتابة رسالة لوالدي، طلبت منه كتابة رسالة لأهله…

ألن تكتب رسالة لأهلك تطمئنهم عليك؟!

الشاب مبتسما: “إن أرسلت لوالدي برسالة سيظن حينها أنني أموت”.

ألم تتصرف بجدية طوال حياتك؟!، ومتى ستتصرف بمنتهى الجدية؟!

الشاب وقد وضع عينيه بعيني، لدرجة أنهما جعلاني أشعر بمدى صدقه: “عندما أقع في حب فتاتي”.

تعجبت: “شاب مثلك لم يقع في الحب بعد؟!”

الشاب: “لم أجدها، ولكن حالما أجدها سأقع في حبها على الفور، حتى دون سابق إنذار لها”.

سألته بكل شغف: “وما مواصفاتها يا ترى؟”

الشاب: “عندما أراها سأجد بها كل ما حلمت ورغبت به يوما، أتعلمين أمرا دائما ما أسمع صوتها بأحلامي، صوتا ينبعث من خلف السحاب، أتساءل متى ستنقشع تلك الغيوم لأراها، وأتأكد من ملامح وجهها، وأنتِ ألم يغزو غريب من قلب أحلامكِ”.

لم أتذكر حينها إلا حلمي والذي قصصته لوالدتي، لقد قال ما رأيته حقا، ارتبكت قليلا وأجبته قائلة: “فتاة مثلي لا يوجد للغرباء مكان لا بأحلامها ولا واقعها، إنني مخطوبة وتم تحديد موع عرسي أيضا”.

اندهش لسامعه ولكنه أعتقد أنه أخفى مشاعره: “تهانيي الحارة من أعماق قلبي، هيا صفي لي فتى أحلامكِ”.

وكيف أصف له إذا كنت أنا شخصيا لم أره بعد؟!

لم أره بعد، ولكن والدي رآه وارتضاه زوجا لي، إنه ابن صديق طفولته.

الشاب: “أتقنعيني بأنكِ ستتزوجين من شخص غريب عنكِ كليا، لم تريه من قبل؟!”

إنها العادة التي جرت بعائلتنا.

الشاب: “وهل أنتِ سعيدة بهذه العادة، وسعيدة بقراركِ وتحديد مصير حياتكِ على هذا النحو؟!”

لقد كانت نظراته حادة وكأنه يوبخني من كل قلبه على فعلتي بنفسي، لم ينقذني شيء من الإجابة على سؤاله إلا صوت القطار، والذي على متنه أصدقائنا.

التم جمعنا أخيرا من جديد، لقد أحضروا لي معهم الصور التي التقطناها طوال الرحلة، فقد كنت المحبة الوحيدة للصور الفوتوغرافية فيهم، شاهدناها سويا وضحكنا معا، كانت هناك صورة وحيدة قد جمعت بيني وبينه، عندما أعطاني الوردة المليئة بالمياه والتي كنت أعتقد أنها علامة على اعتذاره، واتضح في النهاية أنها مجرد مقلب جديد منه.

كانت نهاية رحلتني في هذه المحطة، استقل جميعنا القطار، وجميعا جلسنا بمقاعدنا إلا الشاب الذي عشق نفس المكان الذي حجزنا به ببداية تعارفنا، أبى أن يجلس بجوار أصدقائه وجلس هناك به.

قبل أن يرحل القطار وجدته شريدا، حينها كل صديقاتي كن غصن في النوم قبل تحرك القطار، ذهبت لأطمئن عليه…

الغريب أنني وقفت بجواره ويكاد لم يشعر بوجودي من الأساس، لذلك ربت على ظهره قائلة: “ما بك؟!”

وجدته ينظر إلي بنظرة غريبة، وكأنه يريد إخباري بشيء ضروري للغاية، فسألته: “هل حدث شيء معك؟!، هل تريد أن تخبرني بشيء”.

كان ينظر بصمت رهيب، إذا أخبرني لماذا تنظر إلي هكذا؟!

الشاب وبدا أنه سينطق أخيرا وفجأة كسر حاجز صمته: “لقد وقعت بحبكِ!”

اقرأ أيضا:

قصص قبل النوم رومانسية طويلة بعنوان “رجوع العاشق المجنون” الجزء الأول

قصص قبل النوم رومانسية طويلة بعنوان “رجوع العاشق المجنون” الجزء الثاني

قصص قبل النوم رومانسية طويلة بعنوان “رجوع العاشق المجنون” الجزء الثالث

قصص قبل النوم رومانسية طويلة بعنوان “رجوع العاشق المجنون” الجزء الرابع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى