قصص حب

قصة حب قصيرة قبل النوم بعنوان أحببته حد الموت!

أحيانا كثيرة يخطأ الإنسان منا في الاختيار من البداية، ولكن الخطأ الأكبر للإنسان حينما يترك الخطأ كما هو ليتسع بمرور الأيام ويكون فجوة خارقة في العلاقات الإنسانية.

الحب.. من منا لم يجرب الحب؟!، بعضنا كان موفقا في اختيار شريك حياته على عكس البعض الآخر منا الذي وجد نفسه في حياة بائسة يتمنى أن تنتهي في كل لحظة من لحظات عمره.

قصة حب قصيرة قبل النوم (أحببته حد الموت!):

شاب في الثلاثينات من عمره ومهندس مدني له قدره في العمل، دخل للمستشفى لأنه كان مريضا بسبب السمنة المفرطة التي كان يعاني منها، كان يعاني من عدة أمراض بسبب وزنه الزائد، كان يشعر بالوحدة القاتلة ولم يفكر  في أمر الارتباط والزواج لأنه كان يوقن في قرارة نفسه أن كل فتاة تطمح للارتباط بشاب جميل بشكله وقوامه، فكل يريد لنفسه الأفضل هذه القاعدة التي جرت عليها سنة الحياة.

ولكنه وجد اختراقا لهذه القاعدة التي لطالما عامله كل من حوله، كانت بالمستشفى ممرضة تهتم لأمر كثيرا فبطبيعتها كانت طيبة القلب، كانت تجبر المرضى المتواجدين معه بنفس الحجرة على معاملته بشكل أفضل، تصرخ في وجوههم عندما يوجهوا له كلمات عن السمنة المفرطة والأمراض الكثيرة التي لحقت به، وأكثر شيء كانت تستميت لإثباته أن المرض الذي يعاني منه ليس بالمعدي، على الرغم من أن والديه عندما أتيا لزيارته وكانت المرة الوحيدة قاما باتخاذ جميع الإجراءات الوقائية خشية العدوى منه!

كان لا يشعر وكأنه إنسان مثله مثل الباقيين من حوله إلا بجوارها، وفي يوم من الأيام أراد أن يتمشى فخرج للطرقة بالمستشفى فوجدها تدخن، فسألها عن السبب فأخبرته بأنها تجبر على عدد ساعات طوال من العمل حتى تحصل على الدوام الدائم، وهذا يجعلها تحت ضغط نفسي وجسدي بسبب قلة النوم وهكذا، وما إن جاءت مشرفة القسم حتى تظاهرت الفتاة بأنها تأخذ السيجارة من يد المهندس وتنصحه بألا يدخن.

وفي صباح اليوم التالي ذهبت إليه لتعتذر عما فعل منها بالأمس، فأخبرها بأنه لم يحزن من الأساس ودعاها للإفطار معه، وكانت جائعة للغاية فأكلت معه بالفعل، وكان كلما وجدها تعبة بسبب قلة النوم دعاها لفراشه وأوصد عليها الغرفة جيدا وجلس بالخارج يترقب الوضع لتكون في مأمن أكثر ولكيلا تخسر وظيفتها.

وكان كل منهما يعامل الآخر بطيبة قلب وود لأبعد الحدود، شفي المهندس ويوم خروجه من المستشفى أبى الخروج حتى لا يخسر فرصة واحدة لرؤيتها بها، ولكنه توجب عليه الخروج فقرر أن يصارحها بحقيقة مشاعره تجاهها وأن يطلب يدها للزواج، فأكل الكثير من المأكولات التي منع منها لتشتد عليه الآلام ويعود للمستشفى ثانية، وهناك علم بأن الممرضة في إجازة نظرا لمرضها، فقرر الذهاب إليها لمنزلها والاطمئنان عليها، وهناك صارحها بكل شيء فوافقت على الزواج به وأعطته هدية وكان حذاء رياضي نسختين إحداهما لها والأخرى له، فقرر أن يعمل على نفسه، وألا يخذل الفتاة التي أحبته بصدق على الرغم من شكله آنذاك.

أما عن الفتاة فقد كان في حياتها تجربة خطبة بائسة للغاي، جعلتها تغير نظرتها للحياة بأسرها، فقد كانت مخطوبة لشاب يعمل بإحدى الشركات، وعلى الرغم من أنها كانت تحبه وبشدة إلا إنه لم يكن يعرها أي اهتمام ولا انتباه، كان على الدوام يحب أن يشتكي إليها ضغوطات الحياة فتهون عليه وتتنازل لأجله ولكنه في النهاية لا يستمع إليها ولا يقدرها بين أهلها، وقد اقترب موعد زفافهما، فكان عليه أن يسافر لمدينة مجاورة بفرع آخر للشركة الأم.

وهناك تصادف مع فتاة بالشركة تعمل معه أعجبت به كثيرا، وكان على الدوام مشروعات عملهما سويا فكان على الدوام يعطي زميلته كل الاهتمام، يدعوها للغداء وتارة للعشاء، يذهب برفقتها لأهلها ويتودد إليهم جميعا، يساعدها في عملها لينول رضاها، وأخيرا وجد نفسه قد وقع في حبها على الرغم من كونه كان قد أجل موعد زفاف الممرضة التي كان قد وقع في حبها مسبقا حينما كسرت ساقه ومكث بالمستشفى لمدة عشرة أيام التقى فيها بالفتاة التي أحبها وأحب شخصيتها وتقدم لخطبتها من أهلها.

وجدت الفتاة نفسها بين أمرين وعليها أن تختار بينهما، شاب وسيم للغاية ولكنه لا يجعلها رقم واحد في حياته وعلى الدوام يؤثر نفسه ومصلحته الشخصية عليها، ولم تكن تعلم بأمر زميلته من الأساس أجل يوم زفافهما، والآخر شاب مهندس وذو مكانة مرموقة أيضا في المجتمع وما رأته حقيقة فيه أنه صاحب قلب طيب ورحيم، وعلى الرغم من كونه لم يعرفها بعد ولم يعرف سماتها إلا إنه ساعدها وآثرها على نفسه أكثر من مرة من قبل.

وما إن اعترف لها بحقيقة مشاعره تجاهها، وجدت نفسها تعيد كل شيء لخطيبها وتخبره بأنها لن تكمل حياتها مع شخص لا يهتم لأمرها ولا يتفقدها بين الحين والآخر، وكل ما يشغله نفسه ومصالحه الشخصية ليس إلا، واجهت أهلها بحقيقة الأمر فوجدت منهم من دعم قرارها ومن استنكر عليها فعلتها وأراد أن يعيدها لخطيبها لإتمام الزفاف.

وفي الجانب الآخر ذهب المهندس للتقدم لخطبتها من والدها، وهنا أصر أهلها عليها على إتمام زواجها بخطيبها السابق ولاسيما عندما رأوه وأجروا مقارنة في التو والحال، إلا أن الفتاة أصرت على قرراها والزواج من المهندس وليس من غيره مهما كلفها الأمر، وعندما رأى منها المهندس كل هذا الإصرار أصر أكثر على الفوز بها مثلما فاز بقلبها، وبالفعل تمت الخطبة.

استمرت الخطبة لعام كامل حيث أن المهندس سافر خارج البلاد للعمل وهناك أخذ كورس مكثف في العلاج الطبيعي واتباع الكثير من الحميات الغذائية القاسية، وعندما  عاد كان الجميع مذهول من مدى وسامته وهيئته والجسم المثالي الذي بات يتمتع به، فبات الجميع يحسد الفتاة على زوجها الذي فاق جميع التوقعات والأهم من كل ذلك أنه يحبها حرفيا.

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى