روايات غرامقصص حب

جميل بثينة احدي قصص الحب العزري

 نقدم لكم هذه المقالة من موقع قصص واقعية تحت عنوان جميل بثينة احدي قصص الحب العزري، فالحب العزري عند العرب هو أن يحب احد ما شخص اخر ولا يتزوجه او ان يقع اثنين في الحب ولا يوافق الاهل على زواجهم، وامثلة الحب العزري كثير عند العرب مثل قيس وليلي وكثير عزة وجميل وبثينة اصحاب قصتنا اليوم.

جميل بثينة

كان جميل بن عبد الله بن مَعْمَر العُذْري القُضاعي الذي كانت كنيته أبو عمرو من شعراء العرب الأكثر شهرة في العصر الأموي ، فقد كان يتمتع شعره بالفصاحة، وأتقن كلاً من الرواية والشعر، ولقد كان جميل جميل المنظر والهيئة، كريما، شجاعا ، قويا، حساسا يتسم بالرقة.

أحب جميل بثينة بنت حيان بن ثعلبة العذرية حبا جنونيا منذ كان صغيرا، وهي من قومه فهي من عذرة أيضا ، تلك القبيلة التي سكنت وادي القرى بين بلاد الشام والمدينة المنورة ، ولما كبر جميل وأصبح شابا تقدم لخطبتها لكن والدها رفض تلك الزيجة، وزوجها  لرجل آخر ، فزاد عشقه لها، ولقد كان كل مساء يتسلل لمنزلها في وادي القرى، فانتشرت بين الناس أخبار عشق جميل لبثينة، لكن بثينة نهته عن فعل ذلك فقال لها :

فلو أن الغادون بثينة كلهم                 غياري وكل حارب مزمع قتلي

لحاولتها إما نهاراً مجاهراً                  وإما سرى ليلٍ ولو قطعت

لما وصل خبره لمروان بن الحكم الذي تولى شئون المدينة المنورة هدد بقطع لسان جميل، فقال جميل في ذلك:

اتانِيَ عَن مَروانَ بِالغَيبِ أَنَّهُ          مُقيدٌ دَمي أَو قاطِعٌ مِن لِسانِيا

فَفي العيشِ مَنجاةٌ وَفي الأَرضِ مَذهَبٌ           إِذا نَحنُ رَفَّعنا لَهُنَّ المَثانِيا

وَرَدَّ الهَوى أُثنانُ حَتّى اِستَفَزَّني              مِنَ الحُبِّ مَعطوفُ الهَوى مِن بِلادِيا

وظل جميل في المدينة المنورة  حتى عزل مروان بن الحكم عن منصبه بعد إصابته بمرض الجذام، فرحل جميل عن المدينة في السر، ويقال أن كان لجميل أخت أحبها أخو بثينة حواش، لكن جميل هزمه وتمكن منه، ثم رحلت بثينة مع زوجها للشام، فلما علم جميل برحيلها  رحل هو الآخر لمصر، بعد هذا توفي جميل، وتم دفن جثته في مصر، ولما علمت بثينة بالأمر حزنت بشدة وقالت:

وإن سُلُوّي عــن جـميلٍ لَسَـاعةٌ              مـن الدهـرِ مـا حانت ولا حان حينها

سـواء علينـا يا جميلَ بـن معمَرٍ             إذا مـت بأســاءُ الحيــاةِ ولينُهــا

مات جميل بعد أن ترك لنا نحن العرب أجمل أبيات الحب العفيف والعذري منها تلك الأبيات الرائعة:

أبثين إنك قد ملكت فأسجحي         وخذي بحظك من كريم واصل

فلرب عارضة علينا وصلها          بالجد تخلطه بقول الهازل

فأجبتها بالقول بعد تستر             حبي بثينة عن وصالك شاغلي

لو كان في قلبي كقدر قلامة          فضلا وصلتك أو أتتك رسائلي

صادت فؤادي يا بثين حبالكم        يوم الحجون وأخطأتك حبائلي

منيتني فلويت ما منيتني             وجعلت عاجل ما وعدت كآجل

و أطعت في عواذلا فهجرتني وعصيت فيك وقد جهدن عواذلي

و تثاقلت لما رأت كلفي بها          أحبب الي بذلك من متثاقل

و يقلن انك يا بثين بخيلة            نفسي فداك من ضنين باخل

و يقلن انك قد رضيت بباطل         منها فهل لك في اجتناب الباطل

و لباطل ممن أحب حديثه أشهى     الي من البغيض الباذل

حاولنني لأبت حبل وصالكم          مني ولست وان جهدن بفاعل

فرددتهن وقد سعين بهجركم         لما سعين له بأفوق ناصل

يعضضن من غيظ لعي أناملا         ووددت لو يعضضن صم جنادل

ليزلن عنك هواي ثم يصلنني                فاذا هويت فما هواي بزائل

ومن أجمل ما قال أيضا من أبيات الشعر:

خليلي عوجا اليوم حتى تسلما               على عذبة الأنياب طيبة النشر

فإنكما إن عجتما لي ساعة                   شكرتكما حتى أغيب في قبري

ألما بها ثم أشفعا لي وسلما                 عليها سقاها الله من سائغ القطر

وبوحا بذكري عند بثنة وأنظرا              أترتاح يوما أم تهش إلى ذكري

فان لم تكن تقطع قوى الود بيننا            ولم تنس ما أسفلت في سالف الدهر

فسوف يرى منها اشتياق ولوعة            ببين وغرب من مدامعها يجري

وأن تك قد حالت عن العهد بعدنا            وأصغت الي قول المؤنب والمزري

فسوف يرى منها صدود ولم تكن            بنفسي من أهل الخيانة والغدر

أعوذ بك اللهم أن تشحط النوى              ببثنة في أدنى حياتي ولا حشري

وجاور إذا ما مت بيني وبينها               فيا حبذا موتي إذا جاورت قبري

هي البدر حسنا والنساء كواكب             وشتان بين الكواكب والبدر

لقد فضلت حسنا على الناس مثلما          على ألف شهر فضلت ليله القدر

أيبكي حمام الأيك من فقد ألفه               وأصبر ؟ مالي عن بثينة من صبر

يقولون : مسحور يجن بذكرها              وأقسم ما بي من جنون ولا سحر

لقد شغفت نفسي يا بثين بذكركم            كما شغف المخمور يابثن بالخمر

ذكرت مقامي ليله البان قابضا               على كف حوراء المدامع كالبدر

فكدت ولم أملك اليها صبابة                 أهيم وفاض الدمع مني على نحري

فيا ليت شعري هل أبيتن ليلة                كليلتنا حتى نرى ساطع الفجر

تجود علينا بالحديث وتارة                   تجود علينا بالرضاب من الثغر

فيا ليت ربي قد قضى ذاك مرة               فيعلم ربي عند ذلك ما شكري

ولو سألت مني حياتي بذلتها                  وجدت بها إن كان ذلك من أمري

مضى لي زمان لو أخير بينه                  وبين حياتي خالدا آخر الدهر

لقلت : ذروني ساعة وبثينة                  على غفلة الواشين ثم أقطعوا عمري

مفلجة الأنياب لو أن ريقها                    يداوى به الموتى لقاموا من القبر

إذا ما نظمت الشعر في غير ذكرها          أبى وأبيها أن يطاوعني شعري

فلا أنعمت بعدي ولا عشت بعدها            ودامت لنا الدنيا إلى ملتقى الحشر

بثينة ُ قالتْ يَا جَميلُ أرَبْتَني          فقلتُ كِلانَا، يا بُثينَ، مُريبُ

وأرْيَبُنَا مَن لا يؤدّي أمانة                   ولا يحفظُ الأسرارَ حينَ يغيبُ

بعيدٌ عن من ليسَ يطلبُ حاجة              وأمّا على ذي حاجة ٍ فقريبُ

والجدير بالذكر أن هناك رواية أخرى لقصة جميل وبثينة، ملخصها أن جميل وبثينة كانا يتواعدا بعيدا عن عيون الناس وفي السر، حتى بعد زواج بثينة، ولقد لجأ زوج بثينة لأهلها لكي يجدوا حلا مع ابنتهم، ولكن أسرتها هددوا جميل بالقتل، إذا لم يترك ابنتهم، فرحل جميل لليمن، ولما عاد وجد بثينة وأهلها سافروا للشام فرحل جميل ورائهم، لكن بعد فترة بثينة تموت ويلحق بها جميل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى