قصص حبقصص طويلة

قصة “حبيتك بالحرب” الجزء الرابع والثلاثون

ومازلنا نستكمل أحداث القصة المليئة بالأحداث المتقدة، قصة حب نشأت في غضون الحرب لتلهب قلبين بريئين بنيرانها الوهاجة، قصة تجسد أجمل وأسمى معاني الحب بكل الوجود.

قصة حب حقيقي تجسدت في الواقع ونشأت من نيران الحقد والكراهية، قصة حب ألفت بين قلبين يائسين من الحياة، لتكون معينا لفتاة ضالة لطريقها فتاة كان طموحها الأول والأخير لقاء أهلها من جديد حيث أن الحرب بقسوتها المشهودة فرقت بينهم.

حبيتك بالحرب الجزء الرابع والثلاثون

صورة دلالة على الحب الحقيقي بين الشاب والفتاة.
صورة دلالة على الحب الحقيقي بين الشاب والفتاة.

سوزان أيضا في نفسها: “يا الله لقد تعودت عليك وعلى كل شيء فيك، تعودت على مزاجك العصبي وصوتك المرتفع دوما، ومزاجك السيء، سأشتاق لكل شيء فيك، سأشتاق لنظرات عيونك هذه، لا تنظر إلي بهذه الطريقة أكاد أفقد صوابي بسببها، سأذهب بعيدا ولكن ثق أنني قد تركت قلبي هنا بين يديك”.

سوزان: طهيا لنذهب ودون أن نأخذ منير”.

علاء وأخيرا ابتسم: “أفهم من ذلك أنها ثقة؟!، هيا بنا يا سوزان لكِ كل ما تريدين”.

أوصلها بسيارته وأثناء الطريق شغل أغنية وكانت عن شدة ندم الحبيب على أفعاله مع حبيبته، وعن وعود بفعل كل ما تريد ووقتما تريد، تأثر كثيرا علاء واحمرت عينيه وكأنه يحبس بهما دمعه، أما عن “سوزان” فبالكاد استطاعت إمساك دموعها عليها.

وأول ما وصلا منزل ملك، سوزان نظرت في عينيه…

سوزان: “أتريد أي شيء؟”

لم يدري بنفسه، أمسك بيدها ولكنها سرعان ما أبعدت يدها عنه.

سوزان: “حسنا مع السلامة يا علاء، لقد وصلت وجهتي”.

علاء: “سوزان ممكن أطلب منكِ شيئا؟!”

سوزان: “بكل تأكيد يمكنك”

علاء: “أجيبِ على هاتفكِ بمجرد أن أتصل بكِ”.

سوزان: “لك ذلك”.

علاء: “وأيضا أريدكِ أن ترفعِ الحظر عني”.

سوزان: “وأيضا لك هذه”.

علاء بعدما أطال النظر إليها: “يا الله كيف سأتمكن من العودة للمنزل وأنتِ لستِ موجودة به؟!، ألا تشعرين بالمأساة والضيق الذي بصدري؟!”

سوزان: “علاء إنني سواء غادرت الآن أو بعد قليل من الأيام، فإنني سأرحل في النهاية”.

علاء: سوزان احذري وانتبهي على نفسكِ”.

سوزان: “حسنا، مع السلامة يا علاء”.

انصرف “علاء” عائدا لمنزله، وهناك أول ما وصل ذهب لغرفته على الفور دون أن يتحدث مع أحد، ذهبت خلفه والدته فوجدته مستلقيا على السرير…

أحلام: “أأوصلتها بسلام يا علاء؟”

ولكنه لم يرد ولم يكن بحالة تسمح له بالكلام من الأساس.

أحلام: “لماذا أنت صامت يا بني، هل هناك شيء بك؟!”

علاء: “أمي أشعر ببعض التعب والإرهاق، أريد أن أظل بمفردي لو سمحتِ لي يا أمي”.

أحلام وقد دب القلق إلى قلبها: “لك ما تريد يا بني”.

خرجت “أحلام” وتوجهت للصالة حيث كانت تجلس بها دلع…

دلع: “أمي إنني اشتقت لسوزان، لا أدري كيف سمر يومي دونها، أشعر وكأن منزلنا فارغا برحيلها”.

أحلام: “دلع إنهم يومان اثنان وبعدها ستجدينها في وسطنا مرة أخرى”.

كان جالسا في غرفته يتذكر كل شيء حدث بينه وبين سوزان، تذكر عندما صفعها بقوة على وجهها، وتذكر عندما اقتلع منها الهاتف وجرها من شعرها بقسوة، شعر بعد ذلك بصعوبة في التنفس…

علاء: “إنني لا أستطيع أن أتحمل بعدها ولا أن أتحمل المنزل دونها، ماذا عساي أن أفعل يا الله؟!، إنني حقا أحبها من كل قلبي”.

وبالمقابل كانت سوزان تشعر بضيق ورغبة عارمة بالبكاء…

سوزان: “لو تعلم كم أحبك، ولا أقوى على الحياة دونك، ليتك تعلم بما أشعر به تجاهك الآن، (توقفت لحظة مع نفسها) من الضروري أن أنسى كل شيء وألا أفكر إلا في طريقة لحل مشاكلي وأين سأذهب”.

وبالكاد مر اليوم الأول على كليهما من شدة الاشتياق والحنين.

لم ينم “علاء” طوال الليل، ولم يغمض له جفن، وببداية صباح اليوم الثاني ذهب بسيارته أسفل منزل ملك ابنة عمه، وجلس ينتظر سوزان.

اتصل عليها…

سوزان: “علاء كيف حالك؟”

علاء: “إنني لست بخير يا سوزان”.

خيمت عليها حالة من الصمت، فلم تدري بماذا تجيب ولكنها شعرت بما يعاني به حيث أنها أيضا تعاني من كل ذلك.

علاء: “سوزان إنني أريد أن أراكِ”.

سوزان: “وكيف يعقل ذلك؟!”

علاء: “إنني أسفل المنزل، أرجوكِ انزلي لأراكِ لقليل من الوقت وبعدها عودي”.

سوزان: “لن أتمكن من ذلك، فملك لديها الكثير من الأعمال المنزلية وأنا أساعدها في ذلك، وحقيقة لا أريدها أن تلتفت لشيء مثل ذلك، سلام يا علاء”.

وما إن أغلقت الهاتف حتى نظرت من النافذة فإذا به يقف حزينا بمنتصف الطريق…

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء الخامس عشر

قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء السادس عشر

قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء السابع عشر

قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء الثامن عشر

قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء التاسع عشر

قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء العشرون

قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء الحادي والعشرون

قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء الثاني والعشرون

قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء الثالث والعشرون

قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء الرابع والعشرون

قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء الخامس والعشرون

قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء السادس والعشرون

قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء السابع والعشرون

قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء الثامن والعشرون

قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء التاسع والعشرون

قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء الثلاثون

قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء الواحد والثلاثون

قصص واقعية روان الشبلاق بعنوان “حبيتك بالحرب” الجزء الثاني والثلاثون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى