غير مصنف

قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج22

ولازلنا نستكمل قصة أم الأولاد (الشرع حلل أربعة) بكل أحداثها الشيقة والموجعة للقلوب أيضا، قصة تجسد لنا واقعا مريرا لبعض من حولنا.

قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج22

منى بينها وبين نفسها: ” لماذا سمح عمر لنفسه بأن يحطم قلبي  لآلاف القطع الصغيرة؟!، ولا يقبل على نفسه أن أدافع عما تبقى من كرامتي؟!

يا ترى لماذا آثر عمر العودة لي مجددا؟!

أعلم جيدا وللأسف الشديد السبب وراء إصراره الشديد على العودة إلي مجددا، لقد عاد إلي عمر عندما عدت لنفسي، فقد كان من الصعب على كرامته كأي رجل شرقي استمراري في حياتي من بعده، أدري أنني لو سجنت نفسي في غرفة نومي أبكي فراقه لسنوات عديدة ما عاد إلي، ولو أنني توسلت إليه عمرا كاملا ما طلق زوجته الثانية، إنه ذلك السر حيث يسعى الشاب وراء الفتاة بكل الطرق لينال إعجابها، وإذا أدرك أنها لا تعره أي اهتمام يجن جنونه، من المحتمل أن يجعل من نفسه مهرجا ليضحكها، أو إلى شاعر ليسحر قلبها، وما إن تقتنع الفتاة به وتعجب به وتقع في حبه يتنكر لها ويبدأ في الانسحاب من حياتها شيئا فشيئا.

حقا يا لهم من أوغاد!، “عمر” لم يعد لمنى زوجته القيمة التي أفنت جل عمرها تحت قدميه، وإنما عاد للمرأة التي علمت ما عليها فعله ونجحت في فعله بالكيفية المطلوبة والتوقيت المضبوط، هذه المرأة التي ردت الصاع صاعين لكل من جار عليها، فصفعت من صفعها ونكلت بمن نكل بها وأكملت مسيرتها غير آبهة بأحد.

عمر لم يعد لأجل سنوات العمر التي بيننا التي قضيناها بكل حب، لقد عاد من أجل إرضاء رجولته، عاد من أجل أن يثبت لنفسه وللناس أجمعين أنه ما من امرأة تستعصي عليه.

عمر حتى أنه لم يطلق زوجته لأجلي، لقد طلقها من أجل نفسه، وما فعله معها إنما خوفا على نفسه خشية من كيدها، فبعدما كادت لي ورآه بأم عينه، خشي أن يكون كيدها غدا كيدا عليه!

سارة لو كانت زوجة مسالمة مثلما كنت معه لبقي عليها وما طلقها، وإنني على يقين تام لو أنني اعتزلت كل الحياة أبكي عليه وعلى فراقه لي لما فكر ولو مجرد تفكير في العودة والرجوع لي.

ولكن ماذا يتوجب علي فعله الآن؟!، لقد طلقني “عمر” قبل أن يخلعني القاضي منه وتطلقني المحكمة؛ “عمر” كان ينتظر موتي بعده ولكن فوجئ بالحياة وهي تدق أركاني من جديد، ولكني أقسم لك يا عمر أن المفاجآت بيننا لم تنتهي بعد، والحرب بيننا لا تزال مستمرة حتى الآن!”

وفي اليوم التالي في العمل…

منى: “عمر…”

عمر بحدة: “ماذا تريدين؟!، ألم ترغبي في الطلاق مني وتصري عليه وبشدة بالغة؟!، لقد طلقتكِ يا منى وفعلت لكِ ما تمنيته مني، هل أنتِ سعيدة الآن؟!”

منى: “وهل يعقل أن تفعل هذه الخطوة وبهذه السهولة يا عمر؟!، أيمكنني القول أنك بالكاد صدقت أنني طلبت منك الطلاق؟!”

عمر وبحدة: “منى أريدكِ أن تفهمي شيئا مهما للغاية، منى كرامتي فوق أي شيء آخر، وأنتِ يا منى حاولتِ كثيرا أن تقللي من شأني، منى لن أسمح لكِ على الإطلاق من التقليل مني مهما كلفني الأمر”.

منى بحنية: “عمر أريدك أريد أن أتحدث معم قليلا”.

عمر بحدة: “إذا كنتِ تريدين التحدث إلي فتعالي أنتِ لمكتبي”.

منى: “وهو كذلك يا عمر إني في طريقي إليك”.

عمر أول ما رآها: “منى أوقن جيدا أنكِ لم تكوني متوقعة على الإطلاق أنني سأطلقكِ بهذه السهولة، كما أنني مقدر مدى صدمتكِ من الأمر بأكمله، ولكن كان من الضروري أن أفعل هكذا حتى تعودي لرجاحة عقلكِ”.

منى: “حسنا يا عمر”.

وأكمل عمر: “منى لو أنكِ تريدين العودة إلي فهناك بعض الشروط والقواعد التي يتوجب عليكِ معرفتها”.

منى بهدوء تام: “بكل تأكيد”.

عمر: “في البداية نعود كسابق عهدنا، تعلمين يا منى أنني بعت شقتنا القديمة واشتريت شقة قريبة من العمل”.

منى: “جميل للغاية حتى لا نضيع وقت في الطريق للذهاب لعملنا”.

اندفع عمر قائلا: “وهذا هو الأمر الثاني، انظري يا منى لا يوجد هناك شيء اسمه عملنا”!

منى باستغراب: “لست أفهم يا عمر”.

عمر: “منى أنتِ ستتركين العمل، ألم أخبركِ بأننا سنعود كسابق عهدنا، سننسى كل ما حدث بيننا مؤخرا، سنعود أسرة سعيدة للغاية، ستعودين منى زوجتي الحبيبة التي تهتم بالصغيرة قبل الكبيرة وتهتم بزوجها وأولادها”.

منى: “نعم؟!، عمر ألا ترى أنني أهتم بأولادي جيدا ولا ينقصهم شيئا وفي نفس الوقت أعمل؟!”

عمر: “لا يمكنني أن أنكر أو أتغافل عن هذا الأمر، أعلم جيدا أنكِ مهتمة بالأولاد وبعملكِ في آن واحد، أعلم جيدا أنكِ برعتِ في إدارة وقتكِ، ولكن…”

قاطعته منى قائلة: “ولكن ماذا؟!، تريد أن تضعني في البيت من جديد؟!، تريد أن تعيد خيانتك لي مجدداً؟!

عمر إنني لست ضد أن الزوجة تمكث في المنزل على الإطلاق، ولكني ضد أن أي رجل يرى القوامة في نفسه لمجرد أنه يعمل ويأتي بالمال، ضد أي رجل يرى في نفسه كبرا لعمله؛ على فكرة يا أستاذ أنت على خطأ كبير، إن الزوجة تحمل فوق عاتقها عبئا كبيرا للغاية فهي تقوم بحمل المنزل حرفيا.

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

وتزداد الأحداث إثارة وتشويق بين الثنائي الجميل، هل تعرف أحدا مر بمثل هذه التجربة الواقعية؟! شاركنا بها.

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج17

وأيضا.. قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج16

قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج15

و..قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج14

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى