غير مصنف

قصة أم الأولاد (الشرع حلل أربعة) ج4

المرأة أحيانا كثيرة لا يمكن فهم ما يدور بداخلها، لتفاجأ كل من حولها بتغيرات تطرأ عليها تثير اندهاشهم جميعا.

المرأة بكلمة واحدة يمكن للرجل امتلاكها للأبد، وبكلمة أخرى يمكن أن يطلق الجانب القوي الذي بداخلها، لذلك لا تراهن على ضعف امرأة حطم قلبها على يد من أحبت، لأنك حينها بالتأكيد ستكون خاسرا!

قصـة أم الأولاد للكاتبة “ياسمين مصطفى” الجزء الرابع

أحزان زوجة
وحدة وآلام وأحزان

توعدته ثانية في نفسها: “صدقا يا عمر من الآن فصاعدا لن ترى مني إلا كل ما يدهشك، من الآن فصاعدا ستتغير كل الأمور بيننا، أعدك بذلك”.

وفي صباح اليوم التالي استيقظت باكرا غير عادتي الدائمة حيث كانت لدي بعض الخطط التي يلزمني التحرك لإنجازها في الحال ولا تأجيل لها بعد هذا اليوم، في البداية ذهبت لجامعتي وأتممت أوراق تقديمي للدراسات العليا، كنت مسبقا تقدمت بها ولكني آثرت تأجيلها خوفا من غضبه علي وإرضاءً له، يا لي من حمقاء كنت حينذاك!

قمت بإعداد العديد والعديد من نسخ السيرة الذاتية بي، وتقدمت بها لعشرين شركة بهذا اليوم، نعم عشرون شركة وغدا سأزيد من هذا العدد بالعشرات أيضا!

قمت أيضا بشراء لاب توب لتمكني من التقديم على عمل إلكترونيا، علاوة على كوني أريد إتقان كافة البرامج به وتأهيل نفسي لفرص عمل جديدة وحياة بالأحرى جديدة بكل تفاصيلها.

وآخر خططي لهذا اليوم كان العمل على نفسي، سبق وأن ذكرت أنني جميلة بشهادة كل من حولي، ولكن جمالي هذا كان يلزمه العناية والاهتمام به، وحقيقة لم أكن أمتلك الوقت الكافي لكل ذلك، فوقتي بأسره كان تحت إمرة زوجي وحسب، ولم أكن أملك الوقت لنفسي ذهبت لإحدى صالات التجميل، وخرجت منها امرأة غير الذي كنت عليها من قبل.

عدت للمنزل فوجدته جالسا بجانب زوجته، وكانت أصوات ضحكاتهما تسمع من أول الشارع لآخره، تفاجئ بهيئتي الجديدة لدرجة أنه اعتدل في جلسته وتراءى لي أنه ابتعد نسيبا عن زوجته، رأيت على وجهه علامات الاستفهام التي تحوم أيضا حول الحقائب الذي كنت أحملها بيدي.

اتجهت نحو زوجته واحتضنتها وسلمت عليها بحرارة مبالغ فيها، لقد رسم على وجهها أيضا علامات الاندهاش والاستفهام، ولكنها لم تتفاجأ أكثر منه؛ دخلت غرفتي في الحال.

ركض خلفي في الحال، انهال علي بسيل من الأسئلة، أين كنتِ لمثل هذا الوقت؟!، وما هذه الأشياء التي أحملها؟!، ومن أين حصلت على كل هذه الأموال؟!

أجبته عن كل شيء بشيء من التفصيل أيضا، ولكن ملامح وجهي كاملة كانت تحمل التجهم واللامبالاة، كنت أبدل ثيابي حينها ولم أنظر ولا لمرة واحدة عليه ولا بعينيه، كان مندهشا للغاية، كان يرمقني بنظرات بها سؤال واحد: “لم تفعلين معي كل هذا؟!”

لقد كان يوقن في قرارة نفسه أن كل تصرفاتي هذه إنما هي جاءت رد فعلي على ما فعله بي، ولكنه كان يظن أن كل هذا ما أستطيع فعله، على عكس ما كنت أنوي عليه، فكل هذا إنما مقدمة لما هو آت!

خرج من غرفة نوم منى واتجه لزوجته الجديدة سارة، كانت منى تسمع صوت كلامهما الخافت، ولكنها لم تبلي بالا لهما وأكملت ما كانت تفعله، وبعد قليل من الوقت وجدته يدخل عليها غرفتها مجددا…

عاد إليه من جديد ليخبرها بأنه يريد التحدث إليها بأمر هام وضروري، يريد أن يخربها برغبته في تقسيم الأيام بينها وبين زوجته الجديدة سارة، وجدت “منى” نفسها تضحك ضحكة لم تعهد نفسها بها من قبل، لدرجة أصابت زوجها بالفضول حولها…

عمر: “ماذا بكِ؟!، هل هناك شيء فيم أقول؟!”

منى: “لا عليك، ولا تؤاخذني فلم أتخيل ذلك منك على الإطلاق”.

عمر: “ولماذا إذاً؟، أليس ذلك من العدل الذي أمرني به رب العباد؟!”

منى: “لم أٌصد ذلك، ولكن هل يخطر ببالك أنني سأتعارك معها عليك مثلا؟!”

عمر: “لا أفهمك”!

منى: “لا يوجد هناك داعي لتقسيم لياليك بيننا، ابقى معها طوال الأسبوع طوال الشهر طوال السنة وإن كان حتى طوال العمر، فالأمر لم يعد يعنيني في شيء على الإطلاق”.

عمر: “هل تتحدثين من عقلكِ؟!”

منى: “وما الذي تراه مني؟!”

عمر: “لم أصدق أنكِ من الممكن أن تفعلي ذلك يوما بي أو بنفسكِ”.

منى: “صدق كل ما تراه عينيك يا عمر”.

اتجه نحو الباب مغادرا، ولكن آخر جملة بيننا جعلتني أفكر في أمر هام وضروري للغاية بالنسبة لي، هل كل ما أفعله معه هذا اصطناعا أم أنه بالأمر الحقيقي وأنني لم أعد فعليا حبه على الأقل في السابق؟!

لم يعد ببالي شيء سوى أنني يلزمني كل تركيزي في اجتياز ما أريد إنجازه، نمت واستيقظت باكرا على صوت بكاء سارة!

يا ترى ما بها وما الذي من الممكن أن يكون قد أصابها؟!

عقلي يأمرني بألا أذهب إليها، ولكن قلبي يأمرني بعكس ذلك، وفي النهاية انتصر قلبي لأفتح عليها باب غرفة نومها لأجد أمام عيني آخر شيء ممكن أن يتوقعها أحد بالحياة!

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

قصة أم الأولاد كاملة (الشرع حلل أربعة) ج1

قصص ظلم الزوجة الأولى بعنوان “دموع أنثى بسبب رجل” الجزء الأول

قصص ظلم الزوجة الأولى بعنوان “دموع أنثى بسبب رجل” الجزء الثاني والأخير

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى