غير مصنف

قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) الجزء التاسع

ولازلنا نكمل أجزاء قصتنا الممتعة والتي تعبر عن واقع حقيقي تعيشه طائفة من الناس منا، وتعاني من كل أحداثه.

قصـــة أم الأولاد الجزء التاسع

منى: “ومن قال ذلك؟!، إنهم أولادي ولكنهم أولادك أيضا. ومن المتعارف عليه أيضا أن الأب هو من يتكفل بكل احتياجات أبنائه”.

عمر: “كما لو أنني أتحدث لإنسانة لم أعهدها من قبل”!

منى: “على فكرة إنها نفسها منى، ولم يتغير بي شيئا.

نفسها الإنسانة التي تزوجتها من أعوام طويلة مضت.

ونفسها الإنسانة التي عاملتها بقسوة شديدة، إنني لم أتغير على الإطلاق.

إنما أنا هي ولكنها مجرد ردود أفعال!”

عمر: “سأفعل لكِ كل ما طلبته”.

تظاهرت “منى” بالسعادة والرضا أمام والدتها، جهزت أغراضها بعدما كانت قد كيفت نفسها على بقائها بمنزل والدها، أقنعت والدتها والتي فرحت بعودتها لزوجها.

أما عن “منى” فلم تصارح والدتها بحقيقة الاتفاق الذي أتمته مع زوجها!

عادت برفقته لمنزله من جديد، وأول ما دخلت وجدت زوجته “سارة” وقد عادت هي الأخرى، تظاهرت بعدم رؤيتها واتجهت لغرفة نومها في الحال، فقد كانوا أبنائها بالمدرسة حينها.

أعادت أشيائها لموضعها السابق، وأخرجت أكثر الكتب التي أحبتها يوما لتقرأ به وتزيل شيئا مما بداخل قلبها الجريح، كانت تمسك بالكتاب ولكنها لم تتمكن من قراءة كلمة واحدة به.

كان تفكيرها بالحرب القادمة والاستراتيجية للتغلب عليهما كل ما يشغل بالها؛ وفجأة طرق “عمر” عليها الباب ودخل، أخبرها قائلا: “إنني ذاهب للعمل، فهل تحتاجين مني شيئا؟!”

نظرت إليه بابتسامة باردة، ولم تجبه بشيء، وقعت عينيها على جملة (أحبيه كما لم تحب نساء الأرض، وإن خان مشاعركِ يوما انسيه كما ينسى الرجال)!

وبالكاد انسجمت في قراءة الكتاب الذي بين يديها، حتى سمعت أصواتاً تأتي من غرفة “سارة”، ركضت لتتبين الأمر، وإذا بها تسمع أصواتا وكأنها تتحدث لشخص ما.

حاولت أن تستمع ولكنها لم تستطع، مما جعلها تفتح الباب وإذا بها تراها وقد انتكش شعرها، على طوله ولونه الأسود الجميل، وعيناها قد احمرتا.

كان شكلها مخيفا للغاية ومرعبا، وإذ فجأة شرعت في صراخ مرير والدماء تتساقط على وجهها من كل مكان به.

كان منظرها كاملا مروعا، هذه المرة لم تستطع “منى” أن تتمالك نفسها فسقطت على الأرض مغشيا عليها؛ وعندما استعادت وعيها وجدت “سارة” بجوارها وقد هدأ روعها قليلا، ولكن أنفاسها كانت تتسارع وكأنها بسباق.

هلعت “منى” عندما رأت الأخرى بجوارها وتحاول أن تعينها على ما كانت به، تراجعت “منى” زاحفة، وكانت كلما ابتعدت تقترب منها “سارة”.

وضعت “سارة” يدها على كتف “منى”، وقد كانت مرعوبة منها فأزاحت يدها بعيداً عن جسدها والذي كان يرتجف بالكامل، وما إن أبعدت يدها حتى حملت نفسها ركضا لغرفة نومها.

تبعتها “سارة” وقد بدت حزينة…

سارة بتعجب: “ما بكِ يا منى؟!”

منى: “أنا ما بي؟!، السؤال الصحيح ما بكِ أنتِ؟!، وما الذي يحدث معكِ؟!”

سارة: “لا أتمنى من كل الحياة إلا وجود شخص بإمكاني أن أبوح له بما يحدث معي، ولكن”!

منى: “ولكن ماذا؟!”

سارة بتردد: “أتعدينني بالأمان، وأن كل ما سأخبرك به سيظل بيننا سر، ولن يعلمه أحد آخر؟!”

منى: “أعدك بذلك”.

سارة: “ما سأخبركِ به الآن لن ألومكِ إن لم تصدقي به حرف واحد، أنا عن نفسي لم أكن لأصدق حرف واحد قبل أن أبتلى به وأعيشه بكل لحظة من لحظات حياتي”.

منى: “تحدثي لقد جعلتي قلبي موجوعا”.

سارة: “أتدرين يا منى أن كل واحد منا له قرين، وأن هذا القرين ساعات كثيرة يتحكم بنا وساعات أخرى نحن من نقوى عليه؟!

يا منى أنتِ تظنين أنني قمت بخطف زوجكِ منكِ، أليس كذلك؟!، ولكن الحقيقة أنني لم أفعل ذلك بكِ من الأساس”.

منى: “إذا ومن فعل ذلك؟!”

سارة: “نعم إن ما تفكرين به هو عين الحقيقة، إنني كنت أعيش مع أهلي، وكنت دائما أعشق العزلة، ولا أكره شيئاً أكثر من الاختلاط بالآخرين، أكره التجمعات والبقاء بين الناس حتى جاء اليوم الذي كنت به في المنزل، أبي وأمي حينها غادرا المنزل حينما أتاهما اتصال من البلدة حيث كان خالي في حالة يرثى لها، آثرت البقاء في المنزل، وظللت وحيدة وإذ فجأة سمعت صوتا غريبا قادما من الصالون، كذبت أذناي واعتقدت أنني اتوهم سماع ذلك الصوت المخيف، ولكن سرعان ما شرع الصوت في الازدياد، فأسرعت لأكتشف الحقيقة ولما وصلت وجدتها هي!

منى: “ومن هي؟!”

ساره: “إنها أنا! لقد رأيت فتاة تشبهني تماما، إنها أنا!، إنها قرينتي!

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعة) الجزء الثامن

وأيضا: قصة أم الأولاد (الشرع حلل أربعة) الجزء السابع

والجزء السادس منها: قصة أم الأولاد (الشرع حلل أربعة) الجزء السادس

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى