قصص الأنبياء

قصص الأنبياء أصحاب الفيل أبرهة الحبشي وأبابيل السماء

من هو أبرهة الحبشي؟!، إننا نعرف قصته من سورة الفيل بقرآننا الكريم إذ قال ربنا سبحانه وتعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ، أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ، وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ، تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ، فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ).

أما عن سورة الفيل والتي نزلت على نبي الله وخاتم المرسلين سيدنا “محمد” صلَّ الله عليه وعلى آله وسلم تذكيرا لقبيلة قريش بما فعله الله سبحانه وتعالى بأصحاب الفيل وهم أبرهة الحبشي وجيشه عندما أرادوا هدم الكعبة، وفيها تذكرة بالغة بقدرة الله سبحانه وتعالى على العتاة ولم تكن قريش بكل من بها وهم من يعادون رسوله الكريم شيئا يذكر مقارنة بأبرهة وجيوشه.

قصص الأنبياء قصة أصحاب الفيل:

لقد ثبت في السنة النبوية الشريفة في كتب الحديث والسيرة والتفسير حادثة هجوم أبرهة الحبشي بالفيل على مكة المكرمة لهدم الكعبة المشرفة، ولكن الله سبحانه وتعالى أوقفه وأوقف الفيل عند حدودها ولم يكمل المسير إليها، وبعض الروايات التي جاءت في حادثة أبرهة الحبشي ومحاولته لهدم الكعبة…

  • وقد ثبت عن “أبي هريرة” رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ اللَّهَ حَبَسَ عن مَكَّةَ الفِيلَ، وسَلَّطَ عليهم رَسولَه والمُؤْمِنِينَ، ألَا وإنَّهَا لَمْ تَحِلَّ لأحَدٍ قَبْلِي، ولَا تَحِلُّ لأحَدٍ بَعْدِي)… أخرجه البخاري.
  • لقد ثبت عن “المسور بن مخرمة” رضي الله عنه وأرضاه في حديثه الطويل لصلح الحديبية قال: (وسَارَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حتَّى إذَا كانَ بالثَّنِيَّةِ الَّتي يُهْبَطُ عليهم منها بَرَكَتْ به رَاحِلَتُهُ، فَقالَ النَّاسُ: حَلْ حَلْ، فألَحَّتْ، فَقالوا: خَلَأَتِ القَصْوَاءُ، خَلَأَتِ القَصْوَاءُ، فَقالَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: ما خَلَأَتِ القَصْوَاءُ، وما ذَاكَ لَهَا بخُلُقٍ، ولَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الفِيلِ).. وقد أخرجه البخاري.

قصة أبرهة الحبشي مع “عبد المطلب” جد الرسول:

في البداية أرسل أبرهة الحبشي مفاوضا يمنيا له إلى مكة المكرمة يحمل رسالة لعبد المطلب سيد قريش، وقد كانت الرسالة: (إنني لم آتِ لحربكم ولا نزالكم، وإنما جئت لهدم هذا البيت، فإن لم تتعرضوا لي بقتال فلا حاجة لي بدمائكم).

لقد كان “عبد المطلب” من أعقل أهل مكة بأكملها، وزعيما من زعماء دار الندوة، كان ذا هيبة ووقار، طويل القامة صاحب قسامة ووسامة وحسن هندام، فكان رد “عبد المطلب” على المفوض اليمني حناطة الحميري: (فوالله ما نريد حربه، وما لنا بذلك من طاقة، هذا بيت الله وبيت إبراهيم خليله، فإن يمنعه فهو بيته وحرمه، وإن يخل بين العدو وبينه فوالله ما عندنا دفع عنه).

وكان لسيد قريش “عبد المطلب” عند مدخله على أبرهة الحبشي أثر مرتقب، فأعجب أبرهة الحبشي بعبد المطلب وقربه منه وأحبه؛ وقد بدا أن الصفة التي كان يتصف بها سيد قريش ومشهورا بها “عبد المطلب” جد الرسول حينها أنه صاحب بعير مكة، ويعني ذلك أنه مالك الإبل التي تحمل العيرة، بمعنى أكثر وضوحا بعصرنا الحالي الحديث أي أنه مثله مثل مدير لإحدى شركات النقل الحديث بعصرنا، وعندما قاموا بتقديمه لأبرهة الحبشي، وما إن رآه أبرهة الحبشي ورأى منه ما وصفناه آنفا في ذكره من الوسامة والوقار والإجلال نزل أبرهة عن سريره وجلس بجواره على بساطه، وقرب “عبد المطلب” منه، ودار بينهما حوارا على لسان ترجمان…

سأله أبرهة الحبشي: “ما حاجتك؟!”

فأجاب عبد المطلب على الترجمان: “حاجتي إليه أن يرد الملك علي مائتي بعير قد أصابها لي”.

فرد عليه أبرهة باستنكار: “قد كنت أعجبتني حين رأيتك، ولكني زهدت فيك حين كلمتني، تحدثني في مائتي بعير قد أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك وأجدادك، وقد جئت لهدمه ولا تكلمني فيه؟!”

فرد عليه عبد المطلب قائلا: “إنما أنا رب الإبل، وإن للبيت رب يحميه”.

فكافأ أبرهة الحبشي سيد قريش “عبد المطلب” على وقاره وهيبته وفخامة مظهره بأن رد إليه إبله التي كانت قد أصابتها طلائع جيشه.

 قصة أبرهة الحبشي وهدم الكعبة المكرمة:

لقد جاءنا في الذكر والأثر أن “ابن كثير” يحكي في تفسير القرآن الكريم عن فيل أبرهة الحبشي والذي كان في مقدمة طلائع جيش ملك الحبشة لهدم الكعبة المكرمة: (عندما وصل الفيل لهناك رفض هدم المبنى المقدس الكعبة المشرفة، فتأهب أبرهة لذلك، وصار في جيش كثيف أطلق عليه اسم عرمرم، لكيلا يصده أحدا عما نوى فعله من هدم للكعبة، واصطحب أبرهة معه فيلا عظيما كبير الجثة لم يرى مثله من قبل يقال له محمود، وقد كان بعثه له النجاشي ملك الحبشة لذلك، وقد قيل أنه كان مع هذا الفيل ثمانية أفيال أخرى، وقد قيل أيضا اثنا عشر فيلا، وقد قيل غير ذلك والله أعلم؛ وكل ذلك لهدم الكعبة بأن يجعلوا السلاسل في الأركان ويتم وضعها حول عنق الفيل، ثم يزجر ليلقي الحائط جملة واحدة).

وقد قال “القرطبي” في تفسيره للجزء العشرين من القرآن الكريم: (فلما أصبح أبرهة الحبشي تهيأ لدخول مكة، وهيأ أيضا فيله، وعبأ جيوشه وكان اسم الفيل محمودا، وأبرهة الحبشي قد أجمع لهدم الكعبة ثم الانصراف لليمن، ولما وجهوا الفيل إلى مكة المكرمة، أقبل إليه “نفيل بن حبيب” حتى قام إلى جنب الفيل وأخذ بأذنه فقال له: “أبرك محمود وأرجع راشدا من حيث جئت، فإنك في بلد الله الحرام” ثم ترك أذنه فبرك الفيل وخرج “نفيل بن حبيب” يشتد  حتى أصعد للجبل، وضربوا الفيل ليقوم ولكنه أبى، حتى أنهم ضربوا رأسه بالطبرزين ليقوم ولكنه أيضا أبى).

فجاءهم العذاب من ربهم سبحانه وتعالى بأن أرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل.

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى