قصص الأنبياء

قصص من القرآن طارق سويدان ما لا يسع المرء جهله من قصص الأنبياء

قصص من القرآن طارق سويدان

۞ وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ)،إليكم اليوم قصة نبي الله هود عليه السلام مع قومه قوم عاد ،تدور أحداث القصة بعد طوفان سيدنا نوح ،فلنري ماذا كان عقباب قوم عاد بعد رفضهم دعوة سيدنا هود عليه السلام.

قوم عاد:

هم مجموعة من الناس الذين جاءوا من نسل من نجا بعد طوفان سيدنا نوح ،كان يعيش قوم عاد في الاحقاف ،وهي تلال من الرمال المرتفعة ،وقد قال الله عز وجل في كتابه العزيز عن قوم عاد (أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ ۚ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69)),فقد اعطي الله قوم عادي الكثير من النعم ،منها ضخامة الجثمان والقوة فقد كانوا عمالقه يبلغ طول اقصرهم قامة ١١ مترا .
ووهبهم الله أيضا الزرع والبسطة في الرزق والبنين ، كما أنعم عليهم بالقدرة علي النحت في الصخور ،فكانوا ينحتون في الجبال قصورا عظيمة وأعمدة ضخمة ،فكانت حضارتهم ليس لها مثيل من شدة عظمتها ،كما قال اللي في كتابه عز وجل (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ).
ولكنهم بلغ بهم التجبر في الأرض والإحساس بالقوة والعظمة أنهم كانوا ينحتون قصوراً لا طائل منها سوي الراحة ،لا يعيشون فيها فوصفهم الله في كتابه قائلا (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128).
كان قوم عاد من شدة قوتهم وكثرة ماوهبهم الله من نعم من ماء ودواب وزراعة ،كانوا يهزمون كل من يدخل معهم في حرب أشر هزيمة ،يأخذوا خير بلادهم ويبطشون بأهلها ,فقال فيهم الله عز وجل (وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130)).
هذه صور التقطها قمر صناعي أمريكي سنه ١٩٨١ ،تظهر إكتشاف حضارة كبيرة وهياكل عظمية لأناس ضخام الجثة, مدفونة تحت التراب في منطقة قريبة من اليمن ،وهي المنطقة التي نشأت فيها حضارة عاد.

قوم عاد
قوم عاد

دعوة سيدنا هود:

كدأب كل الكفار الذين أنعم الله عليهم الله بنعمه ،كفروا وتجبروا في الأرض فكان لابد من إرسال نبي يهديهم إلي الطريق الصحيح ،فأرسل الله لهم سيدنا هود يدعوهم لعبادة الله الواحد الأحد .
هو هود بن عبدالله بن رباح من نسل سيدنا نوح عليه السلام ،أرسله الله إلي قوم عاد ليدعوهم إلي عبادة الله وحده ،وألا يتجبروا في الأرض ويعلموا أن الله من وهبهم هذه النعم وهو وحده قادر علي أخذها منهم ،وأن ينذرهم من عذاب أليم إذا لم يرجعوا عن كفرهم وطغيانهم .
فكان رد قومه عليه أنه يهذي ،وأن مايقوله ما هو إلا بسبب أن آلهتهم أصابته بسوء ،وظلوا علي كفرهم وعنادهم ،وهددوا سيدنا هود إذا استمر في دعوته هذه أن يصيبوه بسوء ،فلما هدده قومه تحداهم أنهم لن يقدروا علي هذا التهديد ،قال الله عز وجل في كتابه (فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ (55)).
وكالعادة كان رد قومه عليه أنه لا أحد أشد منهم قوة ولا أحد يستطيع إصابتهم بسوء ،فقد نسوا ما حدث لأجدادهم في الطوفان عندما عصوا الله وسخروا من سيدنا نوح ،(فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15)).

نهاية قوم عاد:

ولم يكتفي قوم عاد بهذا التعدي علي الله والسخرية من نبيه ،بل وصل بهم كفرهم أن استعجلوا العذاب اللي ينذرهم منه سيدنا هود ،فأرسل لهم الله عذابه علي مرحلتين ،أولا علي صورة حر شديد وجفاف الأرض الزراعية وامتناع سقوط المطر ،حتي كادوا يموتون من شدة الحر ،مع ذلك لم يؤمنوا بالله واستمروا في عنادهم.
فأرسل الله لهم المرحلة الثانية ،وهي سحاب عظيم عندما رآه قوم عاد ظنوا أن العذاب انتهي وأن هذا السحاب جاء بالمطر الذي غاب ،ولكن السحاب كان محمل برياح عاتية سخرها عليهم الله تنتزعهم من الأرض رغم ضخامة جسمهم وترمي بهم إلي الأرض مقطوعين الرأس ،وقد وصف الله عذابه لقوم عاد قائلا (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7)).
وهذا من عظمة الله أن يكون عذاب القوم العمالقة المتجبرين الذين أنشاءوا حضارة لم تسبق لها مثيل ،هو الرياح تقتلعهم من الأرض إقتلاعا .
وهكذا انتهت حضارة عاد بكل قصورها واعمدتها التي نحتت من الصخر ،ودفنت تحت التراب إلي أن تم إكتشافها عام ١٩٨١، لتبدأ من بعدها حضارة ثمود قوم سيدنا صالح عليه السلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى