قصص حب

قصص حب سورية واقعية بعنوان غرام حقيقي وحب باقٍ بالقلب

إن تواجدت بك هذه الصفات الصدق الإخلاص الوفاء التضحية لشخص وحتى إن غادر الحياة فاعلم حينها أنك قد وقعت في الحب الصادق.

كثير منا يطوف الأرض من مشارقها لمغاربها ويجوبها رقعة رقعة بحثاً وراء فرصته ونصيبه من الحب الصادق، بحثاً عن ذلك الشعور الذي يتسلل للنفس في خفية فيبدأ بسحر الأعين، ويستقر في غفلة منك بالعقل، ورغما عنك يسكن بتجويف القلب ويتملك أخيرا من الروح والوجدان، يسيطر على كل كيانك.

ومن أصدق أنواع الحب هو ذاك الحب العذري العفيف، هو ذاك الحب الأبدي المتوج ومكلل بالزواج؛ ولابد لكل قصة حب ان تكلل على أرض الواقع بالزواج حيث أن الحب هو شعور داخلي ينشأ في ذات الإنسان يتملك من كل جزء بجسده، ويسطر على كافة أعضائه ولابد له من أن يترجم هذا الشعور على أرض الواقع وإلا أصبح الحب في ذاته وهما قادراً على قتل صاحبه!

إن قلوبنا جميعا كشعوب إسلامية تحترق وتنزف دما على ما يحدث بأراضي وطننا العربي الإسلامي، ولا نملك من أمرنا سوى الدعاء، والحب والأمل هو ما يبقينا على قيد الحياة متشبثين راجين ابتسامة تغلف قلوبنا التي استساغت كل ألوان العذاب والآلام.

     قصـــــــــــــة غرام حقيقي وحب باقٍ بالقلب على الرغم من الاستشهاد بالحرب

اتصلت فتاة سورية تسكن تحديدا بدمشق بإحدى البرامج الدينية، تريد أن تسأل العلامة عن بضع الأسئلة التي تريد أن تضع لها جواباً.

وبمجرد أن رد عليه العلامة بالكاد أخبرته باسمها وبالمكان الذي تسكن به، وأول ما فتحت حديثاً معه اختنق صوتها من شدة البكاء والنحيب بمجرد أن ذكرت سؤلها…

الفتاة: “يا شيخ كان هناك شخص بنفس منطقتنا، وكان قد فاتح والدي في أمر الزواج بي، أحمل له مشاعر لا يمكن أن أصفها، هو أهم وأغلى وأعز إنسان لقلبي بكل الوجود، ولكني فقدته…”

وأول ما ذكرت كلمة الفقد انهمرت دموعها وشرعت في بكاء مرير لدرجة أن العلامة لم يفسر كلمة واحدة من شدة البكاء المرير.

أخبرها العلامة بأن تتوقف عن البكاء قدر المستطاع حتى يتمكن من مساعدتها.

الفتاة: “اعذرني يا سيدي، فقدته فقد استشهد بالحرب أمام عيني، وأنا الآن لا أريد الزواج من غيره، لقد سمعت يا شيخ بأن المرأة عندما تدخل الجنة، (وقالت الله يرزقنا إياها نحن وإياكم وجميع المسلمين) تتزوج بنفس الرجل الذي تزوجت به بالحياة الدنيا، تقدم لخطبتي الكثيرون وأهلي تارة يغصبون علي بالموافقة وتارة يشفقون على حالي فيتركونني، ولا أعلم ما أفعله”.

رد عليه وكان متأثرا للغاية: “بارك الله فيكِ ولكِ، يا له من حب صادق وطاهر بكل المقاييس؛ سأسألكِ عن شيء، كم عمركِ؟”

الفتاة: “أربعة وثلاثون عاما”.

فسألها ثانية: “وكم عمر خطيبكِ الشهيد رحمه الله تعالى؟”

الفتاة: “بنفس عمري يا شيخ”.

العلامة: “اعلمي لقد حسم العلماء أمر هذه المسألة، فقالوا أن الفتيات الإبكار اللاتي لم يسبق لهن الزواج بالحياة الدنيا ولم يحالفهن الحظ في ذلك وتوفين على ذلك الحال، ودخلن الجنة بفضل ربهن يلحقن برجال لم يتزوجوا بالحياة الدنيا أيضا، أو برجال كانوا متزوجين ولكن دخلت زوجاتهن النار والعياذ بالله”.

سرت الفتاة وقالت: “إذا إن لم أتزوج وثبتت على موقفي فسأتزوج به بالآخرة في جنات النعيم”.

كان العلامة متعجب من مدى حبها ومن مدى صدقه أيضا: “أيضا تتزوجين به بإذن الله، فقد أعلمنا ربنا سبحانه وتعالى عن الجنة بأن لنا فيها ما نشاء، فلكِ فيها كل ما تشائين يا ابنتي بإذن الله”.

الفتاة: “أريد أن أسألك عن شيء آخر يا فضيلة الشيخ”.

العلامة: “تفضلي يا ابنتي”.

الفتاة: “دوما تراودني المخاوف والتساؤلات حول أن الله سبحانه وتعالى كيف يختار لنا أزواجنا بالجنة الله يرزقنا إياها بفضله”.

العلامة: “اطمئني يا ابنتي فالجنة خلقت للمؤمن، ووعد الله سبحانه وتعالى المؤمنين بأن لهم ما يشاؤون فيها وكل ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، فلا تهدري الكثير من وقتكِ في الانسياق وراء هذا النوع من التفكير، طمأنِ نفسكِ بأن لكِ فيها كل ما تريدين”.

الفتاة: “إنني دوما أزوره بالمقابر يا مولانا، فهل الشهيد يعامل معاملة سائر الأموات أم أنه كما سمعنا يخلد في جنات الأبرار، فلا يسمع ولا يرى من يزوره بالمقابر”.

العلامة: “الميت تارة يسمع وتارة لا يسمع، والله أعلى وأعلم”.

الفتاة: “بارك الله فيك لنا يا شيخنا، ونفعنا الله سبحانه وتعالى بعلمك الغزير”.

العلامة: “ولكني أريد أن أنصحكِ بشيء يا ابنتي، فهل يمكنني؟!”

الفتاة: “نعم يمكنك بكل تأكيد”.

العلامة: “ولكن يا ابنتي الزواج متعة في حد ذاته بالأبناء، وبرزق الأبناء، أتعلمين إن سألتِ أي امرأة متزوجة عن الزواج لأخبرتكِ عن أبنائها وأن متعتها بأبنائها وليس بزوجها في حد ذاته، فقد قال ربنا سبحانه وتعالى في سورة الكهف (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا)؛ فلم لا تتزوجين يا ابنتي وتظفرين بذرية صالحة تعديها على أصول ومبادئ الإسلام السوية الصحيحة، ويصبحوا من بعد حياتك ذخرا لكِ؟!

الفتاة وقد عادت لتسكب الكثير من الدموع ثانية: “ألم يقل ربنا سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بسورة البقرة (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)، فكيف أن أعتبره ميتا وقد قال الله سبحانه وتعالى عنه أنه حي يرزق؟!، لقد اعتبرت نفسي بمجرد خطبته لي من أبي أنه زوجي، وانتظرت اليوم الذي يجمعني به ربي، ولكن كانت إرادة الله سبحانه وتعالى بأن يرفعه لعليين، لقد أحببت له ذلك الخير ولا أزكيه على الله فقد كان أهلاً لها ويستحقها، ولكن كل ما يزهق روحي أني بقيت خلفه في هذا الجحيم الدنيوي”.

العلامة: “حسناً، لقد فهمت ما تريدين ونصيحتي لأجلكِ احفظي القرآن عن ظهر قلب بعد قراءتكِ لهذه الآيات وبهذه الطريقة الحسنة، واعملي لدينكِ حتى إذا وافتكِ المنية تكونين حينها قد استعديتِ أحسن استعداد، وتزودتِ بأفضل الزاد، من أجل أن تضمني دخولكِ الجنة بإذن الله”

هذا هو أسمى معاني الحب بكل الوجود، لقد جسدت هذه الفتاة البريئة أجمل معاني الحب وأسماها فعلى الرغم من مفارقته الحياة واستشهاده إلا إنها تشتاق لصوته، تشعر دوما بوجود طيفه أمام عينيها، تشعر بالأمان من كل الدنيا والصعاب التي تواجهها على الرغم من غيابه عنها من الدنيا بأسرها.

تجسد المعنى الحقيقي للحب بأن نسيت نفسها ومتطلباتها بالحياة التي تستمر بالعيش فيها بحبها له وعشقها وغرامها؛ الحب أحيانا كثيرا يكون الألم بعينه، ليس بكل الأحيان يحمل الحب معه السعادة فأحيانا كثيرا يحمل الشقاء للحبيب؛ وعلى الرغم من كل ما تعانيه إلا إنها تجد فرحتها وسعادتها بانتظارها اليوم الذي تدخل فيه جنات النعيم وتقابل به حبيبها وخطيبها الشهيد ويجمعهما الله سبحانه وتعالى بكلمة منه.

على الرغم من استشهاده إلا إنها لاتزال تستمد منه الحماس والنشاط والرغبة في فعل الأعمال الصالحات لتتساوى بأجره في الجنان وتلحق به.

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

قصص حب سورية واقعية بعنوان الطبيب والصغيرة!

قصص حب ليبية حزينة بعنوان “فتاة ضحية أهوال الحياة”

قصص حب غرامية واقعية بعنوان “حب بالإكراه”! ج1

قصـة “حب بالإكراه” الجزء الثاني

قصـــة “حب بالإكراه” الجزء الثالث

قصـــة “حب بالإكراه” الجزء الرابع

قصـة “حب بالإكراه” الجزء الخامس

قصـــة “حب بالإكراه” الجزء السادس

قصــة “حب بالإكراه” الجزء السابع

قصـة “حب بالإكراه” الجزء الثامن

قصـة “حب بالإكراه” الجزء التاسع

قصة “حب بالإكراه” الجزء العاشر

قصة “حب بالإكراه” الجزء الأحد عشر

قصـة “حب بالإكراه” الجزء الثاني عشر

قصة “حب بالإكراه” الجزء الثالث عشر

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى