قصص حب

قصة حب بالإكراه الجزء السادس عشر والأخير

لقد قيل عن الحب… أن أصدق الحب بكل أنواعه عندما تقع في حب أحدهم وأنت لا تدري لماذا أحببته!

أما عن لغة العيون، فتلك اللغة التي تفضح أمور المحبين والعاشقين، فالمحب تربكه عيون حبيبه مهما اعتاد على رؤيتهن!

وتظل في قلوب المحبين والعاشقين كلمات مهما قيلت، ولكنها تعبر عن الحب الشديد.

ولازلنا نستكمل أحداث قصتنا الجميلة والمليئة بالكثير من الأحداث الشيقة والمثيرة، قصة “حب بالإكراه”…

حب بالإكراه الجزء السادس عشر والأخير

الفتاة بفضول: “ماذا قالت لك؟!”

الشاب بتردد في البداية: “لماذا؟!”

الفتاة: “حسنا لا تخبرني إنما كان بدافع الفضول ليس إلا”.

الشاب: “لقد قالت لي بأنها ستقتلكِ!”

بالتأكيد شعرت الفتاة بالقلق حيال الأمر، ففي النهاية هم ليسوا بأناس عاديين حالهم كحال بقية البشر، إنهم رجال عصابات وأبناء رجال عصابات!

اقترب منها الشاب: “إنني لن أسمح لأي أحد بالاقتراب منكِ أو إيذائكِ”.

الفتاة: “أريد الرحيل الآن”

كانت متوترة للغاية، إنه عالم غريب بالنسبة إليها، وعالم محفوف ومليء بالمخاطر بشتى أنواعها.

وعندما عادا للمنزل، أيقن الشاب بما تعاني منه الفتاة ومخاوفها مما حدث، جلس طويلا من الساعات ينظر إليها وفجأة أراد التضحية بحبه من أجل سعادتها وحفاظا على سلامتها وأمنها…

الشاب: “جهزي نفسكِ ففي الصباح الباكر ستكونين بالمطار”!

الفتاة : “ماذا تقول؟!”

الشاب: “رحلتكِ الساعة الثامنة”.

الفتاة: “والوجهة إلى أين؟!”

الشاب: “لوطنكِ”

الفتاة: “هل ما تخبرني به حقيقي، أم ماذا؟!!”

الشاب: “ألم ترغبي في الرحيل والابتعاد؟!، ألم تندمي على مقابلتكِ لي؟!”

الفتاة بتعجب: “ألم تخبرني بأنني سأمكث معك عام كامل؟!، ماذا حدث وما الذي جعلك تغير قرارك؟!”

الشاب وقد عجز عن التحكم في نفسه، فسالت الدموع من عينيه: “ولكن اعلمي جيدا أنني أحبك”!

وبالفعل في الصباح الباكر كانت الفتاة في سيارة مع أحد رجال الشاب المقربين، وكانوا في طريقهم للمطار، كانت تدور في رأسها الكثير من الأسئلة…

لماذا سمح لي بالرحيل على الرغم من إصراره المستميت في بقائي معه حتى وإن كان بالقوة والجبر؟!

وما الأمر الذي طرأ عليه ليجعله يلغي معي قرار بقائي لمدة عام وبعد القرار؟!

ولماذا كانت الدموع في عينيه بهذه الطريقة على الرغم من مدى قوته وعظمته برجاله وأعماله والمكانة التي يشغلها، ففي النهاية إنه رجل عصابات!

كل هذه التساؤلات كانت تدور في ذهنها، ولكن كان هناك شعور داخلي بنفسها يمنعها حتى من الفرحة بالعودة لأهلها وأرض الوطن بعدما كانت قد يئست من مجرد التفكير في ذلك؛ لقد كانت تشعر بالحزن الشديد على فراقه، كانت تحاول جاهدة منع نفسها من هذا الشعور إلا إنها في كل مرة كانت تفشل.

صعد معه الرجل المقرب من الشاب على متن الطائرة، وأوصلها حتى باب منزلها ولكنه طلب منها ألا تبتعد عن منزلها وألا تجوب الأرض بسبب عملها مثلما كانت تفعل من قبل، حذرها من عواقب عدم العمل بنصيحته لأنها في الأساس نصيحة من الشاب.

 

ومن هنا تأكدت كل شكوكها، هناك خطب ما وأمر خطير للغاية، ويرجع رحيلها عن الشاب وإيثاره بعدها عنه لأمر خطير لم تستطع تحديده بعد؛ عاد الرجل من حيث أتى.

أما عن الفتاة فقد وصلت وأخيرا لوطنها، ولكنها على الدوام كانت عاجزة عن السيطرة على نفسها في التفكير به، وعلى الرغم من أنها كانت على الدوام تذكر نفسها بكونه ليس مسلما ولا يجوز لها أن تفكر فيه مجرد التفكير، وأن الله سبحانه وتعالى قد أنجاها منهم أجمعين.

عانت الفتاة كثيرا، تعلمت درسا قاسيا في أنها لن تسافر مرة أخرى لبلاد الغرب، كما أنها نسبت الفضل للشاب بعد الله سبحانه وتعالى في معرفة حقيقة زوجها والذي ضحت لأجله بكل شيء تملكه حتى نفسها.

عندما عادت وجدت زوجها يهرع لمنزل والديها، ولكنها صدته وأخبرته بأنه لا يوجد أي شيء يجمع بينهما، وأنه بالأحرى لا توجد صلة تربطه بها أو بوالديها لذا فرحيله أنسب قرار يتخذه علاوة على كونه ألا يحاول الاتصال بهم مرة أخرى بأي شكل من الأشكال.

في هذه اللحظة رأت الشاب أمام وجهها في وطنها العربي، قد قطع كل هذه المسافة من أجل شيء واحد، من أجل الفتاة التي صار منذ زمن بعيد متيم بها وبحبه لها؛ أعلمها بنواياه من تجاهها وأنه يريد أن يتزوج بها، وما كان منها إلا أن أعلمته أنه في دينها الإسلامي يحرم عليها أن تتزوج من رجل غير مسلم.

تفاجأت الفتاة منه عندما رأت إصراره على دخوله للدين الإسلامي للزواج بها، ذهلت ولم تدري بماذا تجيبه وبماذا ترد عليه، في البداية طلبت منه أن يقرأ عن الدين الإسلامي وبالفعل أعطته كتبا بلغته ليطلع عليها ومن بعدها يقرر.

في هذه الأحيان علمت الفتاة أنه أبعدها عنه حيث أن الشاب الذي قام بقتله لأجلها وخوفا عليها درات بين العائلتين معارك، وقد أصيب خلالها الشاب بطلق ناري في ذراعه؛ وأعلن إسلامه أمام الفتاة وأهلها، وكانت فرحة الفتاة لا توصف على الإطلاق، فأخيرا قد ذاقت كل سبل الفرح والسرور على يديه.

لقد تعاملت منه معاملة الملكات، توجت فرحتها بعرس على الطريقة العربية، وبعد أن قضوا سويا أجمل الأوقات توجب عليه العودة لوطنه لإنهاء بعض الأعمال التي كان من الضروري عليه إنهائها ولاسيما بعد أن حسن إسلامه، كانت الفتاة في قمة سعادتها عندما خرجت من منزلها بالخارج، لينتقم منها ألذ أعداء زوجها الشاب بأن يفجروا السيارة بها.

ورده اتصال في البداية منه تبشره بحملها، وخلال دقائق قليلة للغاية ورده اتصال من أعدائه بأن سيارة زوجته قد تفجرت بها!!

جثا الشاب على ركبتيه وأخذ يصرخ من شدة العذاب الذي لحق به، لقد ذاق المرار ولم يستطع الحياة دونها، فكرس ما تبقى من حياته في معرفة الدين الإسلامي، وما ازداد إلا حبا فيه، فداوم على عمل الطاعات والأعمال الصالحة من مساعدات وما شابه ذلك حتى وافته المنية بعد رحيلها بعام واحد.

جسدت قصة حبه قصة رائعة لكل من أراد الحب ووفقه الله لقلب رحيم يحنو عليه ويساعده على الطريق القويم حتى وإن كان ليس بمسلم من الأساس.

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

قصة حب بالإكراه الجزء الخامس عشر

وأيضا… قصة حب بالإكراه الجزء الرابع عشر

قصة “حب بالإكراه” الجزء الثالث عشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى