قصص أطفال

قصص مفيدة للأطفال 10 سنوات من أجمل ما يكون على الإطلاق

إن شخصية أبنائنا ما هي إلا نتاج التجارب التي مروا على مر سنوات عمرهم، ولدينا طريقة يمكننا من خلالها إمداد أبنائنا بالكثير من التجارب والخبرات دون أن يستغرقوا العديد من السنوات خلال ذلك، بقراءة قصة بشكل مفهوم وواضح وتعليمهم الدروس والعبر بها؛ إن قصص الأطفال تلعب دورا هاما في حياتنا وحياة أبنائنا، دروا من كثرة أهميته وفائدته لا يمكننا التخلي أو الاستغناء عنه مهما حدث، علينا دوما التركيز مع أطفالنا وقراءة قصة من الحين للآخر لإعطائهم الكثير من الخبرات.

القصة الأولى عن الصداقة وأثرها:

مهما طال عليها الزمن تظل القصة الأفضل من بين قصص مفيدة للأطفال 10 سنوات، وعلى الرغم من قصرها إلا إنها معبرة للغاية وتحمل معاني الصداقة السامية، قصة تمثل المعنى الحقيقي للصداقة وكيف للصديق الحقيقي بحياتك أن يكون، ولا ترضى طوال حياتك بغير ذلك…

تدور أحداث القصة حول صديقين قررا الذهاب سويا في رحلة، وعندما باتا في وسط الصحراء نشبت بينهما مشادة كلامية نتج عنها أن صفع أحدهما الآخر على وجهه بصفعة قوية، بات الصديق الذي تلقى الصفعة حزينا ولكنه لم يتفوه بكلمة واحدة، وضع يده على الرمال وكتب بضعة كلمات تحمل معاني الحزن بأكمله: (اليوم صفعني صديقي على وجهي صفعة قوية).

أكملا طريقهما، وعندما وجدا واحة بها بحيرة من المياه العذبة، قررا الاستحمام بها، وقد تعرض الصديق الذي تلقى الصفعة للغرق فداهم صديقه بإنقاذ حياته، وبالفعل تمكن من ذلك بصعوبة بالغة؛ وعندما استعاد الصديق الذي كاد يغرق كامل قواه نقش على صخرة كبيرة بالواحة: (اليوم أنقذ حياتي صديقي).

تعجب صديقه من أمره، فسأله إذ أنه لم يستطع أن يكتم ذلك في قلبه: “لماذا عندما آذيتك بصفعتي كتبت على الرمال، والآن عندما أنقذتك من الغرق كتبت على الصخرة وأصررت على الإكمال على الرغم من الصعوبة التي وجدتها؟!”

فأجابه صديقه قائلا: “عندما نتعرض لأذى من أصدقائنا نكتب ذلك على رمال لتمحوها رياح النسيان، ولكننا عندما يفعل معنا أصدقائنا معروف ويضحوا لأجلنا يلزمنا أن نحفر ذلك على الصخر لكيلا تمحوه أي رياح مهما بلغت شدتها”.

هل تعرضت يوما لموقف شبيه بذلك؟!، شاركنا به في التعليقات بالأسفل فضلا وليس أمرا لتعم الفائدة.

الفائدة من القصة:

إن الصداقة هي الوردة الوحيدة التي تخلو من الأشواك بهذه الحياة، ولكن علينا أن ننتقي أصدقائنا فليس كل رفيق يمكننا أن نقول عليه صديق؛ فالصديق الحقيقي هو ذلك الشخص الذي كان إن ضحكت لك الدنيا لم يحسدك، وإن عبست في وجهك لم يتركك.

القصة الثانية عن حسن الظن:

تعتبر أيضا من القصص ذات القيمة الفعلية لتعليمها لأبنائنا وغرسها بداخلهم منذ الصغر، و تمثل واحدة من قصص مفيدة للأطفال 10 سنوات…

في إحدى القرى كان هناك طفل صغير يملك من العمر 10 أعوام، وقد كان يتيم الأب يعيش مع والدته وجده، وجده كان يذهب كل يوم لاصطياد الأسماك من النهر، وكان في كل يوم لديه عادة غريبة وهي أن يحضر ثلاثة سمكات متوسطة الحجم طازجة، ويطلب من ابنته أن تطهي الأسماك لأجلهم.

كان الجد يدخر الثلاثة سمكات لأجل عائلته ويقوم ببيع بقية الأسماك لكسب بعض الأموال لتعينهم على الحياة؛ وفي يوم من الأيام رأى الطفل رجل وامرأة وطفل بعمر يقارب عمره يقفون أمام باب منزلهم، فهرع لوالدته يخبرها بما رأى ولاسيما أنه شعر بعدم الاطمئنان لكونهم غرباء.

طمأنته والدته وأخبرته لابد وأنهم جيرانهم الجدد، فقرر الطفل الذهاب إليهم واستقبالهم وإعانتهم في حمل متاعهم، كان يطمح في أن يتخذ ابنهم صديقا له لكيلا يشعر بالملل الذي يطارده بعد اليوم، ولكنه غضب من ابن الجيران من أول لقاء وكان انطباعه الأول عنه بأنه مغرور ولذا لا يمكنه أن يتخذ منه صديقا له مهما يكن.

كان الطفل قد ألقى التحية فرد عليه الأبوان وأبى طفلهما، أكمل الطفل في مساعدتهما ولكنه اتخذ عهدا على نفسه بألا يتحدث إلى ابنهما المغرور؛ وفي يوم من الأيام كان الجد قد عاد وبحوزته السمكات، أعدت الابنة الغداء ففوجئ الجد بكونهما سمكتين بدلا من ثلاثة فسألها عن السمكة الثالثة، فأخبرته ابنته بأنها ظنت أنه لم يحضر سوى سمكتين اثنتين.

أيقن ثلاثتهم بأن السمكة الثالثة قد سرقت، وفي الحال ظن الطفل أن من أخذ السمكة الثالثة هو ابن جيرانهم، فنهره جده عن سوء الظن بسؤال بسيط ونبرة هادئة: “هل رأته عيناك وهو يأخذ السمكة؟”، فأجابه: “لا يا جدي ولكنه مغرور، لابد أن يكون هو من أخذ السمكة”.

فقال له جده: “أحسن الظن، وبدلا من اتهامه بلا دليل فكر في طريقة محكمة لاكتشاف هوية السارق الحقيقي”.

وفي اليوم التالي اختبأ الطفل ليراقب من أخذ السمكة البارحة، وإذا بقطة تأتي من نافذة المطبخ وتلتقط سمكة واحدة وتهرب بها من نفس النافذة، هنا أيقنوا جميعا أن من أخذ سمكة البارحة هي القطة نفسها لأنها اعتادت الطريقة وانتهجتها للمرة الثانية.

أراد الجد أن يعطي حفيده درسا قيما في حسن الظن بالآخرين، ودار بينهما حوار كانت نتيجته أنه علم بأن حفيده ينتقد ابن الجيران لكونه تكبر عليه ولم يرد عليه التحية، وهنا فجرت والدته مفاجأة مدوية، إذ أخبرته بأن كيف لابن الجيران أن يرد عليه تحيته إن كان أصما؟!

هنا خجل الطفل من نفسه ومن سوء ظنه بالطفل المسكين، وقرر أن يجعل جده يعلمه بعض حركات الإشارة ليكون صديقا لابن الجيران ولاسيما عندما علم من والدته بأنه لا يملك أي صديق لكونه حرم من نعمة السمع والنطق أيضا، وهذا ما أخبرتها به والدة الطفل نفسها.

وبعد أيام قليلة بات ابن الجيران الصديق المقرب للطفل، وبات كلاهما يقومان بكل الأعمال الشيقة سويا، كانا يقومان بري الزهور بالحديقة، وبإطعام الدواجن والماشية أيضا، وما إن ينتهيان يلعبان سويا.

هل أسأت الظن يوما وشعرت بالندم يعتصر قلبك، وحاولت أن تكفر عن ذلك بحسن الصنيع، أخبرنا إن فعلت يوما.

الفائدة من القصة:

احسن الظن دوما فيمن حولك، فحسن الظن دليل على نقاء قلبك.

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى