قصص نجاح

قصص فشل تحولت لنجاح بعنوان ثق بنفسك وحسب!

علينا دوما أن نتذكر أن الفشل سيبقى مراً ما لم نبتلعه، وأنه بكل الحياة لا يوجد إلا شيء واحد بإمكانه أن يجعل الحلم مستحيلا وهو الخوف من الفشل؛ وإن الفشل لا يحطم إلا النفس الهزيلة الضعيفة، أما النفس القوية فهي من يتخذ صاحبها من فشله سبلا ووسائل للوصول لنجاحه؛ فالفشل ما هو إلا عبارة عن محطة مؤقتة يقف بها كل إنسان ناجح خلال رحلته بهذه الحياة.

القصــــة:

تعتبر واحدة من أجمل قصص فشل تحولت لنجاح:

القصة لطاهية تعمل رئيسة للطاهيين بإحدى مطاعم المدينة الشهيرة، كانت تعمل دوما على جعل كل الطهاة بمطبخها يهتمون بأدق التفاصيل، وأما عن قناعتها فكانت إمتاع الزبائن بأشهى الوصفات الرائعة، كانت جملتها التي دائما ترددها على مسامعهم: “لابد وأن نهتم بكافة التفاصيل مهما كانت بسيطة وصغيرة وسلسة في حد ذاتها، فالناس لا يتذكرون إلا الأشياء السلبية مهما كانت صغيرة ولا تذكر وبالتالي عندما يتحدثون عن تجربتهم لدينا لن يذكروا إلا هذه الأشياء الصغيرة، وبالتالي لن يأتوا إلينا مرة أخرى ولن يزكونا لأحد”.

تغيير مسار حياة:

وفي يوم من الأيام بينما كانت تعمل بجد وبنفسها بمطبخ المطعم، دخل إليها مدير المطعم وسألها: “لماذا تأبى أن تلتزم بقائمة مكونات الأكلات الخاصة بالمطبخ؟!”، فأجابته بأنها رئيسة الطهاة وهي تقدم أفضل ما لديها، ذكرته بأنها عندما تعاملت معهم كانت طاهية من أفضل خمسة طهاة على مستوى المدينة، وأنها كانت تلقى ترحابا عالميا وجميع الأخبار كانت عنها حينها.

فاجأها المدير حينها بأن بفضل وصفاتها تعاني إدارة المطعم من قلة في هامش الربح، وأنهم لا يصلون للمستوى الذي يطمحون إليه من الربح، وخلال النقاش حاول أن يلزمها بالانسياق وراء التعليمات غير أنها أبت ذلك، فأعلمها بأنه تم طردها من إدارة المطعم وأنهم بالفعل وجدوا رئيسا مسبقا للطهاة يتناسق مع سياسات إدارتهم.

اكتأبت في منزلها يومين كاملين ولم تخرج منها نهائيا، فاتصلت عليها صديقتها لتطمئن عليها، وأعلمتها بأنها قد ألحقت سيرتها المهنية بأكثر من مطعم وفي انتظار الرد عليها، ولكن صديقتها كانت قد حصلت لها على وظيفة كطاهية خاصة بمنزل لإحدى العائلات، ولكنها اعترضت وبينت لصديقتها كيف لها أن تعمل طاهية خاصة وهي رئيسة طاهيين بأفخم وأشهر المطاعم؛ أقنعتها صديقتها بأنها وظيفة مؤقتة وعليها أن تنتهز هذه الفرصة وتجمع من خلالها الأموال لتنشأ المطعم الخاص بها ويحقق من خلاله نجاحها الخاص بها وحدها.

وبالفعل اقتنعت وفي اليوم التالي ذهبت للعائلة وهناك وجدت لاعب كرة البيسبول الشهير ومدربه الخاص وأبنائه الثلاثة، وقد كان شخصية صارمة مع نفسه وأبنائه في اتباعه لنظام غذاء صحي شاق للغاية، أعطاها الكثير من الكتب الخاصة بالأكل الصحي ومدى فوائده على صحة بدن الإنسان، وأعلمها بكافة التعليمات التي ينبغي عليها اتباعها وألا تبتكر شيئا من نفسها.

وبأول يوم من عملها وكان يوم ذهابها بالأساس، أبدعت في الوجبة التي قدمتها لهم جميعا، وأثنوا عليها ثناءً حسنا، ولكن بعد تناول الوجبة ذهب إليها لاعب البيسبول الشهير وذكرها بأن عليها اتباع القواعد فأخبرته بأنها استخدمت نفس المكونات الموجودة بالتعليمات ولكنها أبدعت في طريقة إعدادها وطهوها وتقديمها، وأن الوجبة بأكملها صحية.

وباليوم التالي بوجبة الإفطار أعدت لهم طعاما صحيا وفي نفس الوقت لذيذا وشهيا للغاية، أبى اللاعب تناوله، فأصر مدربه الذي ذكرها بأنه أرادها بالمنزل لتشعرهم جميعا بالسعادة إذ أن جميعهم يتبعون نظاما صارما من نعومة أظافرهم، وأنه ليس عليها أن تتبع القواعد والتعليمات لطالما بإمكانها فعل المطلوب بطريقة إبداعية، وهذا ما تتقن فعله.

وفي إحدى الليالي بينما أنهت وظائفها، وقد كانت وظيفتها ملحقة بمبيت بالمنزل والذي كان فخما وفرها لأبعد الحدود سمعت ابن اللاعب وهو يغني وصوته عذب للغاية، فاقتربت من غرفته وأشادت بجمال صوته، ففتح لها قلبه وأخبرها بأنه يعشق الغناء ولكنه لا يريد أن يكسر خاطر قلبه ولا يحقق له ما يريده منه بأن يكون لاعب بيسبول مثله؛ وباليوم التالي وجدت ابنته الصغرى تبكي فسألتها عن السبب فعلمت منها أنها تريد أن تكون عالمة كيميائية لتكتشف دواء لنفس الداء الذي توفيت به والدتها، فأخبرتها بأنها ذكية للغاية بدرجة تمكنها من أن تكون أفضل كيميائية وتحقق ما تبتغيه، في هذه اللحظة كان اللاعب يسمع صدفة ما يدور بينها وبين ابنته وتأثر كثيرا بحديثها لدرجة ذرفت عينيه الدموع.

كانت تلقى ترحابا كبيرا من الابن والابنة على عكس الابنة الكبرى والتي كانت على الدوام تسمعها كلمات قاسية، وتعتذر منها الابنة الصغرى وتخبرها بأن شقيقتها منذ رحيل والدتها وأصبحت قاسية القلب هكذا؛ وفي يوم العيد قدمت والدة اللاعب ومعها الكثير من الهدايا وكانت قد دعت خطيبته السابقة للاحتفال بالعيد سويا، وعندما أتت الوحيدة التي تقربت منها كانت الابنة الكبرى لأنها تريد أن تكون مؤثرة مثلها على وسائل التواصل الاجتماعي.

وبيوم العيد ارتدت الابنة الكبرى مثل خطيبة والدها السابقة، أما عنها فقد تنمرت على القلادة التي كانت ترتديها ابنته الصغرى مما سبب انزعاج الأبناء الثلاثة حيث أن القلادة تخص والدتهم الراحلة، فقررت الابنتان تلقينها درسا قاسيا فوضعا لها دواءً بالطعام الخاص بها جعلها تشعر بوعكة بالمعدة وعلمت الأمر، وأمرت والدهم إن كان عليها الزواج به فعليه أن يجعل ثلاثتهم بمدرسة داخلية، كانت الطاهية تسمع وترى وينعصر قلبها عليهم جميعا غير أنها تعجز عن التدخل، فجاءت الجدة وطردتها من المنزل وأخبرتها بأن من تريد إبعاد أحفادها عنها وعن والدهم ليس لها مكان بينهم.

كانت الطاهية قد تحدثت لوالدهم عن رغبة كل واحد من أبنائه، فقرر أن يعتزل اللعب ويمكث معهم ويعطي كل منهم مساحته الخاصة دون تدخل منه، إذ أيقن أن أبنائه ثلاثتهم مميزين، وكان قد اشترى مطعما للطاهية هدية لها جزاء ما صنعت، واعترف بأنها كانت سببا في تغيير حياتهم للأفضل وإضفاء السعادة إليهم، وانتهزتها والدته فرصة وطلبت يدها للزواج منه وفرح الجميع بهذا الخبر السعيد، وعاشوا جميعا في سعادة وهناء.

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى