قصص أطفال

قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء السادس والأخير

قصص عالمية قديمة مكتوبة

ومازلنا نستكمل قصتنا الرائعة الشيقة “البجعات البرية”، ونتعرف على كل ما تحمله من حب وتضحيت وترابط بين الإخوة، وعن انتصار الخير دائما على قوى الشر.

من قصص عالمية قديمة مكتوبة:

بجعات.
بجعات.

البجعات البريـــــة الجزء السادس والأخير

وبنفس الليلة خرجت “ليزا” من القصر، وقد كانت تلتفت يمينا ويسارا لتطمئن ألا أحد يراها، وقد كان في هذه الأثناء يراقبها وزير الملك والملك معه شخصيا، وما إن وصلت “ليزا” المقبرة وشرعت في اقتلاع نبات الكتان حتى قبض عليها من قبل رجال المملكة، والكل حينها كان يعتقد بأنها هي الساحرة التي مارست أعمال السحر على الملك والمملكة وشعبها؛ في اليوم التالي على الفور نصبت المحكمة من أجل محاكمتها…

قاضي البلاد: “لقد شهد عليكِ الكثيرون بأنكِ ساحرة، وإن لم تدافعي عن نفسكِ وتبرري ذهابكِ للمقبرة ليلا ولأي سبب ستدانين، أتعرفين أن الحكم عليكِ سيكون إحراقكِ في ميدان عام وأنتِ حية؟!، لذا عليكِ المدافعة عن نفسكِ”.

تدخل الملك في غضب شديد: “ولكنها خرساء، لقد ولدت وهي خرساء، فأني لها تتكلم وتدافع عن نفسها”.

تدخلت الساحرة في محاولة منها للقضاء على ليزا هي وإخوتها للأبد ولضمان تحقيق رغبة ابنتها: “سيدي القاضي أتسمحون لي أن أثبت لحضراتكم جميعا بأنها ساحرة أم لا إذا كانت لا تستطيع التحدث والدفاع عن نفسها”، وبعدما سمح لها القاضي بتسهيل الأمور عليهم جميعا للنطق بالحكم عليها كمدانة أو بريئة، أخرجت الساحرة دبوسا حادا للغاية، وأجرت تجربة على نفسها، فقامت بوخز يدها بالدبوس وأصدرت صوتا يدل على مدى تألمها جراء ما فعلت بنفسه، وقالت بصوت مرتفع: “إنه اختبار بسيط يسهل عليكم جميعا مهمتكم الشاقة والتي تكاد تكون شبه مستحيلة، أترون يا سادة كم حدة هذا الدبوس، إنها لا تستطيع التحدث ولكنها بالتأكيد تستطيع الصراخ، وإن لم تستطع الصراخ فهي بالتأكيد ساحرة ولا جدال في هذا الموضوع بالمرة”.

أمسكت الدبوس وبكامل قوتها بدأت في وخز قدمي الفتاة المسكينة، والفتاة بحالها تحملت ألما يصعب على غيرها تحمله مهما بلغت قوة تحمله، لقد كانت كلمات إخوتها ترن في آذانها: “ليزا لو أصدرتِ صوتا واحدا نموت في الحال، ليزا حتى وإن كانت صرخة واحدة”، لذلك كانت الفتاة المسكينة تكتفي بقطرات دموعها المنسكبة على وجنتيها الورديتين.

كانت الساحرة تتعجب من مدى صبرها وجلدها وقوة تحملها، وتتساءل بصوت خافت: “لم لا تصرخين أيتها الفتاة العنيدة، يا لقوة تحملكِ ونفسكِ الطويل!”، لقد تحملت من الألم ما يكفي حتى سقطت على الأرض مغشيا عليها، لقد اقتلع قلب الأمير الوسيم من صدره ولكنه لا يستطيع أن يفعل لها شيئا لحسن أخلاقه واتسامه بصفة العدل؛ وفي النهاية أعلنت الساحرة فور سقوط “ليزا” أمام جميع الحاضرين: ” إنها يا سادة بلا أدنى شك ساحرة ويجب حرقها حية حتى لا تؤذي أحدا بريئا بأفعالها الشنيعة من جديد”.

حملت “ليزا” إلى السجن، وهناك ذهب لرؤيتها والاطمئنان عليها الأمير، وجدها ملقاة على الأرض لا تقوى على الحركة مطلقا، عاتبها قائلا: “لم لم تدافعين عن نفسكِ؟! أحقا أنتِ ساحرة؟!”.

نظرت إليه نظرتها البريئة الدائمة عليها، فأخبرها قائلا: “هل حقا الكتان الشائك هو الشيء الوحيد الذي تحبين؟!”، ومن ثم استكمل قائلا: “حتى وإن كنتِ ساحرة فكل ما ترغبين به سأحققه لكِ، وكل طلباتكِ يا حبيبتي مجابة”؛ أمر الحارس أن يعطيها الكتان، وأول ما سمعت حديثه نهضت على قدميها فرحة، وأمسكت بالثياب وضمتها لصدرها.

عملت ليل نهار فلم يتبق على موعد فك السحر إلا ثلاثة أيام فقط، قامت بسحق نباتات الكتان واستخرجت منها الخيوط، وقامت بالغزل أملا في إنهاء الثوب السادس والأخير، لقد حرمت على نفسها النوم حتى تقدر على إنجاز أهم حدث بكل حياتها، إنقاذ أشقائها حتى وإن كلفها الأمر حياتها.

وباليوم السابع والأخير قدم الحراس بعدما هيأوا المحرقة، كانت لا تلتفت لأحد وخاصة أن الوقت سينتهي بمجرد أن تدق الساعة الثانية عشرة ظهرا، حتى وهي على ظهر الجواد كانت تركز على الغزل بسرعة، وضعوها على المحرقة واقفة وقيدوها بالسلاسل الحديدية، ومازالت تغزل حتى إذا جاءت آخر غرزة لتتم بها الثوب السادس، نظرت إلى السماء في انتظار قدوم إخوتها البجعات.

أشعلوا بالحطب من حولها النار، وهنا سمعت صوت البجعات معلنين عن قدومهم، أرسلت لهم الثياب الستة في السماء وكان كل واحد منهم ما إن يرتدي ثوبه المصنوع من الكتان الشائك حتى يعود لطبيعته البشرية، كان أميرها الوسيم يصلي من أجلها حتى ينقذها الله من النيران ومن الموت، وبالفعل ما إن جاءوا إخوتها على شكل بجعات ومن ثم بعد إلقائها للثياب عادوا بشرا حتى صاحت الساحرتان أحرقوها.

أمر الأمير بالقبض على الساحرتين وجعل الفتيان الأمراء التحدث وإخبار الحقيقة، أخبروا الجميع بكل ما حدث معهم بسبب الساحرة الشريرة وابنتها زوجة أبيهم السابقة، أمر بإحراقهما ولكن “ليزا” منعته ودعته باسم الحب الذي يكنه لها أن يعفو عنهما، ويكتفي بمجرد طردهما خارج البلاد.

تزوجت “ليزا” من أميرها الوسيم الذي سر كثيرا عندما سمع صوتها والذي شبهه بصوت جميل كالبلبل المغرد، بالفعل حتى “ليزا” اشتاقت لصوتها الذي غاب عنها ستة سنوات.

تزوجا وحضر والدها حفل زفافهما وإخوتها الستة، وكانت في غاية السعادة.

اقرأ أيضا:

قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الأول

قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الثاني

قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الثالث

قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الرابع

قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الخامس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى