قصص طويلة

سلسلة السيرة النبوية الجزء الثالث قصة دخول النصرانية والفرس إلى اليمن

سلسلة السيرة النبوية الجزء الثالث

لقد توقفنا في المقال السابق عند دخول اليهودية إلى أرض اليمن على أيدى علماء اليهود والآن نحن على موعد لكي نعرف كيف دخلت النصرانية والفرس الى بلاد اليمن ومن بعدهم الأحباش .

صورة توضح شكل مدينة اليمن .
صورة توضح شكل مدينة اليمن .

بعد أن مات تبع خلفه ابنه حسان في الحكم ولكنه كان يمتاز بالغرور فبعد أن حكم اليمن جمع جيشه وعزم على حكم العرب والعجم  وسأل سادة قومه عن اعظم دولة في الأرض في هذا الوقت فقالوا له اليمن فعزم على احتلالها وخرج على رأس جيشه ولكن سادة قومه لم يوافقوه على هذا وحظروه كثيرا ولكنه لم يسمع لهم فلم يجدوا أمامهم سوى عمرو أخيه فأقنعوه بأن يقتل أخوه ويعتي العرش بعده فوافق عمرو وعلى غفلة من أخيه قتله وتولى الحكم بعده ولكنه أصيب بالكأبة بعد هذا لما فعله ولم يكن يعلم ماذا يفعل فأرسل إلى اطباء الدولة وطلب منهم العلاج فقالوا له أنه مامن شخص يقتل أخوه إلا أصيب بالإكتئاب بعدها وأشاروا عليه بقتل كل من شار عليه بقتل أخيه وقد كان بالفعل وقتل كل من شار عليه بهذا . فلما مات عمرو تنازع أولاده على الحكم فأستغل أحد قطاع الطرق هذا النزاع وتسلل بين الشعب وسيطر على اليمن وحكمها وكانت فترة حكمه هي الأشد ظلما في التاريخ حتى جاء دنوان واستطاع على غفلة منه أن يقتله ويستعيد حكم أبناء تبع من جديد .

واثناء فترة حكم حدث حادث صغير في نجران فقد كان أهل نجران يعبدون الشجر ولكن كان يوجد راهب نصراني على دين المسيح ويؤمن بالتوحيد كان خارجاً منالشام يدعو إلى عبادة الله فوثبت عليه عصابة وأسروه وأرسوه رجل نجراني لكي يكون عبدا عنده ويخدمه وقد كان بالفعل ولكنه كان يتعبد في اوقات الفراغ كثيرا فكلما دخل عليه النجراني وجده يتعبد وحوله هالة من النور فسأله ذات مرة ماذا يعبد وكيف يتعبد فأخبره بالمسيحية والتوحيد وسيدنا عيسى ولكن النجراني لم يصدقه وحدثه عن عبادة الشجر فأخبره الراهب أنه يعبد رب الشجر فطلب منه النجراني أن يذهبا معا إلى مكان الشجرة التي يعبدها ويرى من منهم عى حق وذهبا إليها وطلب النجراني من الراهب أن يريه كيف يتعبد فأخذ الراهب يدعو الله أن يظهر الحق وبالفعل أرسل الله صاعقة من السماء على الشجرة فأحرقتها فأمن النجارني بالله وبسيدنا عيسى وبالتوحيد ودخلت بعدها نجران إالى المسيحية وكان بها رجل يدعى عبد الله هاجر ومعه مجموعة من الهبان إلى اليمن وأخذوا يتعبدوا في السر والخفاء خوفا من يهود اليمن ولكن دنوان ملك اليمن وتها كان لديه سحرة كثر كان يعتمد عليهم في معظم حياته فأراد أن يضم لهم واحدا أخر من الشباب فكان يرسله إلى الجبل ليتعلم أمور السحر فكلما ذهب الشاب إلى الجبل وجد الراهب يتعبد فأخذ يتعلم منه وأمن بالتوحيد وسيدنا عيسى وعندما سأله دنوان عن ما تعلمه في السحر فأخبره أنه لايريد أن يتعلم السحر وعندما سأله عن السبب رفض أن يبوح له فتتبعه دنوان حتى علم بأمر الراهب ودينه أمر السحرة أن يأخذوا هذا الراهب ويقتلوه بأن يضعوه في قارب ويلقوه في البحر

ولكن تتدخل إرادة الله وتقوم عاصفة يغرق فيها السحرة وينجو الراهب فيأمر مجموعة أخرى من السحرة بأن تأخذه ويلقوا به من فوق الجبل وعندما يصعدوا به يقوم زلزال فيموت السحرة وينجو الراهب فقال الراهب لدنوان إذا اردت قتلي ـأسحب رمحي وثبتني في الشجرة وقل بأسم رب الراهب والقي الرمح فسوف يصيبني وبالفعل قد كان ومات الراهب ولكن كل من كان موجودا في المكان وشاهد الحدث أمن بالله وكأن الراهب ضحى بنفسه من أجل نشر الدعوة فغضب دنوان غضبا شديدا وأمر بحفر الأخدود وأشعل فيه النيران  وساومهم عليه إما أن يرجعوان عن رأيهم أو يقوم برميهم فيه فرفضوا الرجوع له حتى أنه نطق طفل في المهد وقال لأمه ياأماه الق بنفسك فإنك مقبلة على الجنة وبالفعل ألقى بهم جميعاً وذكر القرآن الكريم قصتهم في قوله تعالى (قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم غليها قعود وهم على مايفعلون بالمؤمنين شهود ) ماعدا واحد فقط هو من استطاع الهرب من دنوان وعندما استطاع الرجل الهرب فكرأولا بقيصر رئيس جيوش الحبشة فلجأ إليه وطلب مساعدته فأعد قيصر جيشأ كبيرا وكان من ضمن محاربيه أبرهة الحبشي وخرجوا متجهين إلى اليمن ودخلوا في حرب مع دنوان انتصر فيها الأحباش وبهذا استطاعوا أن يسيطروا على اليمن وحكم قيصر ولكن كانت فترة حكمه صعبة جدا وظالمه .

فقرر أبرهة تجهيز جيشا كبيرا يقابل به جيش قيصر وكان قائده أليار فتقابلا واستطاع أبرهة الانتصار على أليار واخذ الحكم من قيصر فعندما علم النجاشي  ملك الحبشة بهذا غضب غضبا شديدا فكيف للاحباش ان يقاتلوا بعض وعزم على أن يذهب إلى أبرهة ويحلق له شعره قبل أن ينزل على تراب أرض اليمن فعندما علم أبرهة حلق شعره وأرسله مع تراب اليمن وهو يقول أنهم لم فعلوا هذا إلا بعد ظلم قيصر فهدأ النجاشي وسحب قراره وانتهت المسألة إلى هذا الحد ولكن أبرهة ظل خائفا من ردة فعل النجاشي فأمر ببنا كنيسة وسماها القلى وأرسل له يدعوه اليها وللصلاة فيها وأمر العرب بأن يحجوا إليها بدلا من الكعبة فخرج له واحدا ممن أهل اليمن لم يعجبه قول أبرهة الحبشي فتسلل ليلا إلى كنيسة القلى وقام بإخراج حاجته فيها وبعدها قام بتلطيخ الحوائط بها بالإضافة إلى ذلك  رفض طلب إبرهة  من قبل اهل اليمن والعرب فهم يحجون إلى الكعبة في مكة كل عام فلما عرف أبرهة بهذا الأمر غضب غضباً شديداً و عزم على تحضير جيش كبير من جنوده وعلى رأس هذا الجيش وضع فيلاً ضخماً وكان اسمه محمود وعزم على هدم الكعبة وأخذ جيشه وانطلق نحو مكة ولكنه لم يكن يعرف الطريق جيدا فكلما سأل احدا رفض ان يدله على الطريق ماعدا واحد فقط وهو ذو النفر دله على طريق مكة والكعبة بل وخرج معه أيضا

فكان مكروها من اهله والعرب لهذا الموقف وتوفى وهو معهم في الطريق ودفن بين مكة والطائف وأصبح قبره مرجماً لأهل العرب جميعاً وعندما أقبل أيرهة على أطراف مكة وجد بعير كثيرة فأخذها هو وجيشه وضموها لهم فعلم عبد المطلب جد النبي بهذا الحدث كانت البعير تخصه فطلب مقابلة أبرهة وبالعفل قابله وطلب منه أن يرجع البعير له ولقبيلته فتعجب أبرهة من هيبة عبد المطلب الذي ذل نفسه وجاء يتوسل من أجل بعض بعير ولم يطلب منه التوقف عن هدم الكعبة  فقال عبد المطلب أنه رب البعير ويحميها ولكن الكعبة لها رب يحميها فأعطاه البعير وخرج مع جيشه والفيل متجهين نحو الكعبة لهدمها

وعندما اقتربوا من الكعبة خرج رجل من أهل العرب ووقف أمام الفيل وقال أبرك يا محمود أبرك فبرك الفيل ولم يتجه نحو الكعبة فتعجب الجيش لهذا فأداروا وجهه نحو اليمن فتحرك فكلما حركوا وجهه في اتجاه تحرك إلا اتجاه الكعبة فكانت تلك هي المعجزة ثم نظروا للسماء فوجدوها مليئة بطيور صغيرة تسمى أبابيل وكل طير يحمل حجارة في فمه وبين قدميه يرموها على جيش أبرهة فتنزل عليهم كالحمم وبهذا أباد الله تعالى جيش أبرهة كله حتى أنه كان يهرب ولكن لحقته إحدى الطيور ورجمته هو أيضاً ونزلت فيهم السورة الكريمة ( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجين فجعلهم كعصف مأكول )

أبرهة والفيل محمود وقصة هدم الكعبة .
أبرهة والفيل محمود وقصة هدم الكعبة .

وسمي هذا العام عند العرب بعام الفيل وأصبحوا يستخدمونه في التقويم فيقال قبل عام الفيل بعام او بعده بعام وفي عام الفيل ولد النبي الكريم عليه الصلاة والسلام

وبهذا نكون عرفنا كيف دخلت عبادة الأصنام لمكة وكيف دخل الفرس والأحباش الى اليمن ولنا موعد في المقال القادم مع ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم .

اقرأ ايضاً

سلسلة السيرة النبوية كاملة قصة بناء الكعبة في عهد سيدنا إبراهيم

سلسلة السيرة النبوية كاملة الجزء الثاني قصة دخول اليهودية والنصرانية وعبادة الأصنام

ابتسام احمد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى