قصص حب

قصــــــــة حب يتحدى الزمان والمكان! ج2والأخير

إن الحب من أروع الأشياء التي حباها الله سبحانه وتعالى للبشر، فبالحب نجتاز كل الصعاب والعقبات، وبه تحلو الحياة وتحلو مرارة أيامها. من منا لا يبحث عن شريك لحياته يعينه على ما يأتي بها، يشعر بالاطمئنان لمجرد تواجده بجانبه؟! بعضنا يجد مبتغاه والبعض الآخر لا يوفق لذلك، فيقضي ما تبقى من حياته بحثا وراء إيجاد الحب الحقيقي، ومحظوظ للغاية من وفق لذلك حقا.

وقصة حب يتحدى الزمان والمكان للبروفيسور عبدالله الطيب من أجمل قصص الحب التي تجسد الحب الحقيقي على الإطلاق، قصة حب قائمة على صدق المشاعر وصدق الأفعال، لذا جسدت نجاح باهر لدرجة أنها صارت قصة يحتذى بها.

قصــة حب سودانية تتحدى الزمان والمكان ج2 والأخير

لقد كان الرباط بينهما أقوى من أي من روابط الحب الذي ضرب بها المثل قديما وحديثا، وأكثر من شهدوا على نجاح قصة حبهم وزواجهما السعيد كانوا الطلاب الذين قام البروفيسور بالتدريس لهم، فقد كانوا شاهدين على مدى الانسجام والود والتآلف بينهما على نحو غير مشهود في المجتمع السوداني.

والسؤال الذي حير كثير من الناس ما هو السبب الرئيسي والأساسي لفشل العديد من العلاقات الزوجية والتي من المفترض أنها مبنية على قصص حب حقيقية ولاسيما قصص حب السودانيين الذي تزوجوا من أجنبيات وتحديدا اللائي جئن من دول الغرب ليعشن بدولة السودان، وهناك العديد من الأمثلة التي بالفعل مخيبة للآمال بخلاف قصتنا والتي أثبتت في معانيها السامية مدى عظمها…

جاءت سيدة من دولة رومانيا إلى السودان مع زوجها قبل  عشرين عاما، وكان زوجها طبيبا وقد سافر لرومانيا لدارساته العليا وتزوجها هناك، وعندما انتهى منها عادا سويا إلى السودان، وبعد فترة زمنية اكتشفت أنه متزوج من أخرى دون أن يخبرها فطلبت منه الطلاق، وبالفعل طلقها ولبى لها رغبتها غير أنه أمعن في إذلالها بأن جعلها تجري جري الوحوش في المحاكم الأسرية، وكان معسرا في نفقتها ونفقة أبنائها الشهرية، كل ذلك تأديبا لها لأنها طلبت الطلاق منه وحصلت عليه، ولكنها كانت قوية كفاية لتكمل في السودان من أجل أبنائها.

ومثال آخر… سيدة أخرى ألمانية تزوجت برجل سوداني عندما كان يدرس في ألمانيا، زوجته طبيبة ألمانية الجنسية تعمل في إحدى المراكز الطبية الخيرية، طلبت الطلاق منه ولم ترغب في إكمال حياتها الزوجية معه عندما علمت بأمر زواجه من غيرها، وكان زواجه إثر ضغط من أهله الذين لم تجد منهم ترحيبا بها منذ أن وطئت قدماها السودان برفقة زوجها، واستمرت في السودان من أجل أبنائها أيضا.

وهناك الكثير والكثير من القصص الواقعية التي تعكس فشل العلاقات الزواجية، أما عن العلاقات الزوجية الناجحة تعتبر قليلة لحد ما، فمعظم الرجال السودانيين الذين تزوجوا من أجنبيات تعتبر حالتهم المادية ممتازة للغاية بما يعني أن المال الوفير يغطي على كثير من السلبيات؛ إلا أن هناك حالتان من زواج السودانيين بالأجنبيات حققتا نجاحا باهرا على الرغم من أن حالتهما المادية عادية وربما كانت متوسطة، وهما البروفيسور “عبدالله الطيب” وزوجته السيدة “جيرزلدا”، والثانية قصة زواج الأديب الراحل “النور عثمان أبكر” وزوجته ألمانية الجنسية “مارجريت”.

فكلاهما قد اندمج زواجهما في المجتمع السوداني، وكان النسيم الخفيف على قلوب كل السودانيين، كما أن مشاركتهما بالمجتمع السوداني كانت ملفتة بشكل ملحوظ للغاية للأنظار؛ وعندما أخذ بعض الأناس ظاهرة فشل زواج السودانيين بالأجنبيات بشكل شخصي للبحث في أسبابها وظواهرها، وقد اكتشفوا أن من أكبر أسباب هذا الفشل أنه عندما يتزوج السوداني بامرأة أجنبية ومن ثم يأتي بها للعيش في موطنه السودان فإنه يفتقد أهم عوامل نجاح أي علاقة زوجية في الكون بأسره ألا وهي الصراحة والوضوح والواقعية؛ وأي امرأة في الكون بما حوى لا تقع في عشق رجل إلا إذا كان صادقا واضحا واقعيا ومعتد بنفسه لأبعد الحدود، فكثيرون قد تزوجوا بأجنبيات ولكنهم لم يكونوا على قدر من الصراحة والوضوح مع زوجاتهم بشأن الكثير من الأمور الحياتية والضرورية للغاية كالعادات والتقاليد وطبيعة الحياة القاسية بالمجتمع السوداني…

كان هناك أحد الشباب وكان سودانياً، وقد كان يدرس الطب بروسيا، وأثناء فترة دراسته ارتبط بفتاة روسية زميلته بالدراسة وتعلق قلبه بها بشدة، وعلى الرغم من حبه الشديد لها إلا إنه كان صادقا معها من اللحظة الأولى إذ أوضح لها أنه يستحيل أن يعيش إلا بموطنه السودان وذلك نظرا لعائلته الكبيرة، كما أنه كان صريحا معها في كافة العادات والتقاليد بالحياة بمجتمع السودان؛ وفي عامه الأخير من الدراسة أخبرها بأنه لن يستطيع أن يجعلها تعيش بمجتمع كالسودان حيث بيئة من المؤكد أنها ستكون قاسية عليها، كما أنه لن يستطيع أن يسعدها بأن يوفر لها الحياة الترفة هناك، حزم حقائبه وعاد لموطنه وقلبه ينفطر على حبيبته التي لا يملك السبل الكافية ليجعلها ملكا له وللأبد، وكانت المفاجأة أنها وبعد مرور ستة أشهر لحقت به الفتاة وقدمت للسودان من أجله لأنها أحبته لصدقه ووضوحه معها، وكانت النتيجة أنهما يعيشان حياة سعيدة على الرغم من بساطتها.

وهذا ما وجدته السيدة “جريزلدا” في زوجها، وكانت أخلاقه السامية التي اتصف بها طوال حياته هي ما جعلتها تعشق موطنها الثاني السودان وتتعلق بكل تفاصيله حتى قبل أن تأتي إليه، ومن رأيي المتواضع للغاية أن من أهم أسباب وسبل نجاح أي علاقة أسرية هي الصراحة والوضوح.. الصدق في كافة التفاصيل الصغير منها قبل الكبير، فالزواج السعيد واستمراره ليس هبة وقسمة ونصيب بقدر ما هو شيء نجتهد كثيرا لإنجاحه وجعله سعيدا إلى آخر أعمارنا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.

اقرأ  أيضا عزيزنا القارئ:

قصص حب سودانية بعنوان حب يتحدى الزمان والمكان! ج1

وأيضا… قصص حب سودانية قصة أحببتك أكثر من روحي ج١

قصص حب سودانية احببتك اكثر من روحي كاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى