قصص قصيرة

3 قصص قصيرة معبرة لا تمنع نفسك فوائدها!

ولا أجمل من القصص القصيرة المعبرة والتي نأخذ منها أجمل وأسمى العبر والفوائد في أسرع وقت ممكن على الإطلاق، وكلما قرأنا أكثر كلما ازددنا معرفة وكلما ازدادت شخصيتنا قوة وأصبح لدينا القدرة الكبيرة على التحليل وعلى صناعة القرارات المثلى وبات لدينا خبرات واسعة في النقاشات في كل مجالات  الحياة.

فالقراءة أهم وسيلة ممكنة على الإطلاق للمعرفة والاطلاع، والقراءة سببا أساسيا ورئيسيا لتقدم ونهضة الشعوب، ومن أهم الأشياء التي ينصب عليها تركيز واهتمام المربين للصغار والكبار هي القراءة، ولا يمكننا أن ننسى مطلقا أن أول آية نزلت على رسولنا الكريم بالقرآن الكريم كانت: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ).

القراءة غذاء للعقل والروح والكتاب خير جليس بكل الحياة، وأهم شيء يمكننا تناوله عند الحديث عن أهمية القراءة وتلخيص قصة قصيرة للأطفال ، أن أهمية القراءة تتعدى من الفرد القارئ للمجتمع بأكمله، فأهمية القراءة لا تنحصر على صاحبها وحسب بل وكل من خالطهم طوال حياته.

القصـــــــــــة الأولى:

بيوم من الأيام سأل أحد عن الدنيا، فقام آخر وأجابه إجابة ما أبسطها، قال له: “لقد اختصر أبو العتاهية الدنيا في ستة أبيات”…

نأتي إلى الدنيا ونحن سواسية

طفلُ الملوكِ كطفل الحاشية

ونغادر الدنيا ونحن كما ترى

متشابهون على قبور حافية

أعمالنا تُعلي وتَخفض شأننا

وحسابُنا بالحق يوم الغاشية

حور، وأنهار، قصور عالية

وجهنمٌ تُصلى، ونارٌ حامية

فاختر لنفسك ما تُحب وتبتغي

ما دام يومُك والليالي باقية

وغداً مصيرك لا تراجع بعده

إما جنان الخلد وإما الهاوية.

العبرة من القصــــــــــــــــة:

بكل بساطة شديدة أن حالنا جميعا هو الحال التشابه، جميعنا كنا أطفالا صغارا وجميعنا منتهانا القبر، لن يفرق سواء أكنا أطفالا لملوك أم كنا أطفالا للحاشية!

ولكن ما نختلف فيه حقا أننا بيوم الحساب هناك من سيعلى بأعماله وهناك من سيكون أسفل أسفلين، هناك من ستكون القصور والحور من نصيبه، وهناك منا من سيصلى بنار حامية؛ وعلى كل حكيم منا أن يختر لنفسه ما يريده حقا قبل انتهاء الأعمار وفنائها، قبل الندم والحسرة فإما أن يختار لنفسه العمل الذي سيمكنه من دخول جنات الخلد وإما جحيم مقيم.

القصــــــــــــــة الثانيـــــــــة:

في يوم من الأيام كان اجتماعا للآباء بإحدى المدارس، وكان من بين الحضور معلمة قضت الكثير من سنوات عمرها في الدراسة والتعلم لتعاليم دينها الحنيف، وقد ألقت بعض الكلمات المعدودات والتي كانت قيمة ومعبرة للغاية للآباء…

علينا أن نعلم جميعا… أن سيدنا “نوح” عليه السلام لم يقصر في تربية ابنه ولا دعوته لعبادة الله وحده لا شريك له، فقد كان نبيا، ولم يكن بيده حيلة ليطبع الكفر على قلب ابنه؛ وآزر والد سيدنا “إبراهيم” عليه السلام لم يجتهد في تربية ابنه وإصلاحه ليكون رسولا ونبيا؛ وسيدنا “يعقوب” عليه السلام لم يزرع بقلوب أبنائه الغيرة والحسد والحقد والبغضاء من أخيهم الصغير “يوسف” عليه السلام لدرجة أنهم أرادوا قتله والتخلص منه نهائيا.

القصة بأكملها تكمن في أن الهداية وصلاح أبنائنا بيد الله وحده سبحانه وتعالى، فليس علينا أن نفتخر وننسب لأنفسنا هداية وصلاح أبنائنا ومدى أدبهم، وننسى أن التوفيق لكل ذلك بيد الله وحده وأنه سبحانه وتعالى يهدي من يشاء ويوفق من يشاء لما يشاء؛ وليس علينا أن نجلد ذاتنا إن أمضينا سنوات في التربية وضلوا الطريق.

العبرة من القصـــــــــة:

قال تعالى في سورة القصص (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)، لا شيء بهذه الحياة إلا بتوفيق من الله سبحانه وتعالى لذا علينا ألا نغتر بأعمالنا ولا نقنط من رحمة خالقنا.

القصـــــــــــــــــة الثالثـــــــة:

قامت ناشيونال جيوجرافيك بإجراء تجربة غاية في الروعة، قاموا بإجراء تجربة على قردين وضعا في قفصين متجاورين بحيث يرى كل منهما الآخر، وفي اليوم الأول قام الحارس بإعطاء كل قرد منهما حصوة صغيرة، ومن ثم يطلب الحارس من القرد استعادة الحصوة الصغيرة وما إن يعيدها القرد حتى يحصل على مكافأة من الحارس.

فعل هذا الأمر مع القرد الأول ونجح القرد في إعادة الحصوة الصغيرة للحارس والذي أعطاه قطعة من الخيار كمكافأة، فالقرد أخذ يرقص من شدة سعادته بقطعة الخيار وكان يستمتع ويتلذذ بأكلها؛ أما بالنسبة للقرد الثاني الذي أعطاه الحارس عنقودا من العنب الأحمر اللذيذ كمكافأة له عندما استعاد منه الحصوة الصغيرة، وكان حينها القرد الأول مراقب للوضع بأكمله.

وفي اليوم الثاني أعيدت نفس التجربة، وعندما أعطى الحارس للقرد الأول الحصوة الصغيرة وطلب منه استعادتها، أعادها له القرد ولكنه عندما أعطاه الحارس قطعة الخيار كمكافأة قام القرد بإلقائها بوجهه؛ ومن جديد أعطى الحارس للقرد الثاني عنقودا من العنب الأحمر كمكافأة له على إعادته للحصوة، والقرد الأول يرقب ويشاهد جيدا.

وفي اليوم الثالث أعيدت نفس التجربة، قام القرد  الأول بإلقاء الحصوة الصغيرة بوجه الحارس دون أن ينتظر منه المكافأة من الأساس، ومن جديد أعطى الحارس للقرد الثاني عنقود العنب كمكافأة!

العبرة من القصة:

هذه التجربة وعلى الرغم من أنها تتحلى بالبساطة إلا إنها معبرة للغاية، وقد أثبتت أن العدالة الاجتماعية صفة فطرية وليست مكتسبة؛ وأنه على الرغم من كونه قردا إلا إنه أبى الازدواجية في التعامل؛ فالقرد في بداية الأمر فرح كثيرا بقطعة الخيار والتي حصل عليها بمجهود بسيط منه، ولكنه عندما رأى بعينه أن نفس المجهود يفعله قرد مماثل ولكنه يحصل في المقابل على عنقود من العنب الأحمر، فكانت بالنسبة إليه مكافأة أقيم من مكافأته هنا لم يرضى عن قطعة الخيار وشعر بمرارة طعمها بعدما كان يستلذ بها.

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى