غير مصنف

قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج18

ولازلنا نستكمل قصة أم الأولاد (الشرع حلل أربعة) بكل أحداثها الشيقة والموجعة للقلوب أيضا، قصة تجسد لنا واقعا مريرا لبعض من حولنا.

قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج18

منى: “ماذا يا عمر؟!”

عمر: “ماذا؟!، وأنتِ من تسألين أيضا؟!

أترفعين علي قضية خلع؟! .. خلع يا منى؟!، أنتِ أكيد أصابكِ الجنون!”

منى: “أنا عقلت يا عمر، وتجننت عندما تأخرت كل هذه المدة في اتخاذ هذه الخطوة، عمر لا أريدك بعد الآن”!

عمر: “أنتِ تكذبين، أنت لا تزالين تحبينني”.

منى: “عمر إنك شخص مريض، أتعلم إنني كنت أحبك عندما كنت تستحق هذا الحب، أما الآن فأنت بالنسبة لي ولا شيء.

أتعلم ماذا تعني كلمة ولا شيء؟!

إنني عندما تزوجت بك أحببتك من كل قلبي، أحببتك لأنك كنت أحلامي وأماني بالحياة، كنت بمثابة كل شيء لي بهذه الحياة؛ إنني أعترف لك الآن أنني كنت ساذجة؛ ومن الممكن أنني لم أكون من الأساس قد أحببتك يوما، أساسا إنني لم أعرف طوال حياتي رجلا غيرك، لم أعرف رجلا قبل الزواج بك، لقد أعطيتك كل شيء عندي، أعطيتك كل مشاعري التي وهبني الله إياها بقلبي وهبتها لك، وبعد الزواج أكلمت بنفسك ما بدأه أهلي، سجنتني في سجنك الذي أسميته بعش الزوجية، منعتني من كل الناس، ومنعتني عن كل أصحابي، ربيت بداخلي الإحباط من العمل ومن إكمال دراستي؛ حتى الرسم الذي أكنت أعشقه كرهتني فيه، وكل هذا وأنا راضية وموافقة أعيش طوال عمري بهذه الكيفية لأجلك، أنت ماذا فعلت؟!

لقد رأيتني امرأة بسيطة للغاية، لا تعرف شيئا عن الدنيا، عمر.. لو أنني كنت لا أعرف شيئا عن الدنيا فهذا بسببك أنت، ولو أنك تراني لا أفهم بأشياء كثيرة، وهذا يعود لأنك ناقص يا عمر!

الناقص وحده يا عمر من يخاف من نجاح الآخرين؛ والآن يمكنني أن أطلب منك أخرج من هنا!”

عمر: “كل هذا تحملينه بداخلك يا منى؟!، كل هذا؟!”

منى بجدية: “أحمل أكثر من ذلك يا عمر، ولكني أتحدث مع رجل أعمى القلب والضمير، ولو ضميرك يا عمر حكم لك بأنك تتزوج علي امرأة أخرى، وتبيع وتشتري في عمري، فيسعدني أن أخبرك بأن ضميرك ظالم وحكمه باطل مثلك أنت، وبالنسبة للقضية سأكسبها يا عمر بإذن الله وسأخلعك من كل حياتي”.

عمر برفق: “يا منى ولكنني أحبك، أقسم بالله أنني أحبك ولا يمكنني تخيل حياتي دونكِ، اطلبي أي شيء تريدينه وسأنفذه لك في الحال”.

منى بضيق: “لا أريد منك أي شيء”.

عمر: “ولكنني أحبكِ يا منى، اعتبريني ابنكِ الصغير وأخطأ في حقكِ، ألن تسامحيه؟!

منى.. إنني على أتم الاستعداد أن أقبل يديكِ وقدميكِ أيضا إن كنتِ تريدين ذلك، ولكن لأجل خاطري لديكِ تسامحيني وتبقي معي، إنني أحبكِ”.

منى: “أستحلفك بالله أن تكف عن كل ذلك، لا أريد من الحياة إلا أن أرتاح، أقسم لك بالله العلي العظيم أنني تعبت وقد فاض بي”.

عمر: “أتعتقدين يا منى أننا إذا انفصلنا وتطلقنا ستنالين راحتكِ؟!، أستشعرين بالراحة ونحن كلا منا يحب الآخر ولكننا متفرقين عن بعض، والأولاد مشتتين بيننا؟!”

منى: “ماذا تريد يا عمر؟!”

عمر: “نرجع لبعضنا البعض وسأطلقها لأجلكِ”.

لم ترد عليه “منى” بأي شيء، فذهب عمر عائدا لمنزله، لزوجته الثانية “سارة”…

سارة بتعجب: “عمر؟!، ما الذي أتى بك هنا؟!”

عمر: “سارة لقد جئت لأعتذر لكِ”

سارة: “وتعتقد أنني سأقبل اعتذارك؟!، ألم تقول لي بأنني قد خربت بيتك؟!”

عمر: “لقد أخطأت في حقكِ يا سارة، ولكني أريد منكِ أن تضعي نفسكِ مكاني ولو قليلا، لقد فقدت عقلي عندما فوجئت بأنها قد رفعت علي قضية خلع؛ سارة إنني لست برجل تخلعه امرأة مهما كانت هي”.

سارة: “وماذا ستفعل معها إذاً؟َ”

عمر: “سأرجعها المنزل هنا”.

سارة بدهشة: “نعم؟!”

عمر: “كما أخبرتكِ سأرجعها المنزل بطوعها وإراداتها، ومن ثم أنا من سأطلقها وألقي بها خارجاً”

ومن ناحية أخرى كانت تجلس “منى” مع نفسها جلسة تحاول أن تعيد حساباتها بالحياة ربما تجد حلا يريح بالها ويقر عينيها ويطفأ غضب قلبها..

منى بينها وبين نفسها: “أيمكن لمنزلنا أن يعود سعيدا كما كان تملأه الفرحة والسعادة والهناء في معظم الأوقات؟!
في الحقيقة إنني أرجو من الله سبحانه وتعالى ذلك، ولكن الأمر بداخلي أشعر وكأنه قد بات صعبا على نفسي، وصعب للغاية، ولكن مهلا.. ولم لا؟!

إن عمر إنسان مثله مثل سائر البشر، من الوارد أن يخطئ، والأهم من خطأه أنه قد اعترف به وقدم اعتذاره وأوضح مدى ندمه على فعلته، وبإمكاني أن أصلح الأمر وألا يهدم منزلنا، بإمكان منزلنا أن يعود كسابق عهده من جديد، ولكن.. لا أعرف كرامتي، لا يمكنني أن أتخطاها؛ ولكن ماذا عن الثلاث أولاد؟!

أيمكنني أن أحسن تربيتهم وحدي؟!، وهل سأنجح في ذلك الأمر حينما أتطلق من والدهم؟!، وهل يمكنني أن أنجح في تربيتهم إن تزوجت برجل غير أبيهم؟!”.

قطعت حبل أفكارها ابنتها منادية عليها عدة مرات….

روان: “ماما… ماما… ماما…”.

منى: “نعم يا حبيبة قلبي، تعالي لحضن أمكِ”.

روان والحسرة قد رسمت على وجهها: “هل حقا أنتِ وأبي ستتركان بعضكما البعض؟!”

روان: “وما الذي تريدينه يا حبيبتي؟!”

روان: “أمي أنا لا أريد شيئا إلا أن نعود كما كنا مثل سابق عهدنا يا أمي”.

منى: “بإذن الله نعود كما كنا يا روان”.

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

وتزداد الأحداث إثارة وتشويق بين الثنائي الجميل، هل تعرف أحدا مر بمثل هذه التجربة الواقعية؟! شاركنا بها.

للكاتبة الجميلة ياسمين  مصطفى

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج17

وأيضا…قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج16

قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج15

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى