قصص وعبر

3 قصص وعبر في ذكر الله والاستغفار والدعاء قيمة للغاية

قصص وعبر في ذكر الله

إن للذكر الكثير من الفوائد العظيمة، فوائد نعلمها وأخرى لا نعلمها أيضا.

إن الذكر من أجل الأعمال وأفضلها على الإطلاق، ويكفينا من الذكر أنه يجلي القلب وينقيه..

قال أبو الدرداء رضي الله عنه وأرضاه: “لكل شيء جلاء، وجلاء القلوب ذكر الله عز وجل”.

القصة الأولى بعنوان “أفضل خاتمة لأفضل ذكر”

بداية جلسات الذكر:

كان في إحدى جلسات الذكر يلقي خطيباً خطبته عن الذكر وفضله على المؤمن الذي يداوم على ذكر الله، وبدأ الخطيب خطبته وهو يحث الحاضرين في المسجد على أهمية ذكر الله ومدى تأثيره على الإنسان وأخذ يستدل من القرآن الكريم والسنة النبوية؛ حيث ذكر الخطيب لهم حديث النبي صل الله عليه وسلم “كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم”، وذكر الخطيب مدى أهمية تنبيه الغير ونصحه وإرشاده على المداومة على ذكر الله، وقام بتوعيتهم على ذلك وحفزهم بالحسنات التي سينالها من ذكر الله ونصح الغير الذين سيصبحون من الذاكرين بفضل من يذكرهم وينصحهم، فاستدل الخطيب وقال لهم حديث النبي صل الله عليه وسلم” نضَّر الله امرأً سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره ، فإنه رب حامل فقه ليس بفقيه ، و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه” ومن ضمن الحضور كان رجل عجوز منتبه بقلبه قبل مسمعه لكلام ذلك الخطيب الذي جذبه بذلك الحديث وبذلك الذكر لأنه أول مرة يسمعه فهو لا يقرأ ولا يكتب فهو أمي التعليم.

العجوز وأهل بيته:

ما إن خرج هذا العجوز من جلسة الذكر بعد انتهائها حتى توجه إلى بيته من ثم جمع زوجته وجميع أبنائه وأخذ يحدثهم عن أهمية الذكر وفضله والدرجة التي سيصبح فيها المسلم بفضل المداومة على ذكر الله، ثم ذكر لهم نفس الحديث الذي سمعه من الخطيب وهو قول النبي صل الله عليه وسلم “كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم”، وتكرر ذلك الاجتماع يومياً حتى أصبحت تلك الكلمات هي التي ترطب ألسنتهم، ثم اتضح بعد ذلك بفضل ذكر الله وخاصة تلك الجملتين من الذكر تحولت الأسرة إلى أفضل وعم الرضا في قلوبهم بأقدار الله ويحمدون الله على ما وصلوا إليه.

العجوز والقرية:

لم يقتصر ذلك العجوز على أهل البيت فقط بل خرج في الشارع وفي حقول الزراعة وأخذ ينصح الناس بأن يذكروا الله كثيراً وتركهم لهو الحديث وغيره من الأمور التافهة، ثم أخذ ينصحهم بفض الذكر على حياة المسلم وأن الذكر يرفع قدر المسلم عند ربه ويجعله في مكانة أفضل بكثير، ولكن ذلك العجوز لم يؤثر فيه غير حديث النبي صل الله عليه وسلم الذي قاله الخطيب وجذب قلبه، ففي كل مجلس يجلسه العجوز لا يقوم منه إلا وقد ذكر ذلك الذكر الذي أخبرنا به نبينا نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام، فأصبحت بعد فترة قصيرة تلك القرية كل أهلها مداومين على ذكر الله بفضل العجوز الذي نصحهم فقط بقول النبي صل الله عليه وسلم “كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم”.

العجوز والمرض:

الذي غير حياته وحياة كل من حوله، ومرت الأيام إذ يمرض ذلك العجوز وتتدهور حالته الصحية فيذهبوا به إلى المستشفى، ولكن كان العجيب أن ذلك العجوز لم يقابل أحد إلا وقد حدثه بذلك الذكر الذي يتلذذ به لسانه وقلبه وملأ حياته بالرضا والشعور بالراحة والطمأنينة، فكل من دخل إليه من أطباء ومساعدين إلا وذكرهم بذلك الذكر.

حسن الخاتمة:

وما هي إلا أيام قليلة وتدهورت حالة العجوز كثيراً، فجاء من إحدى البلاد العربية طبيباً ماهراً ظنوا أهل بيته أنه سوف يساعد ذلك العجوز في الشفاء، وعندما دخل ذلك الطبيب على العجوز أول ما تحدث به العجوز هو الذكر الذي أخبرنا به النبي صل الله عليه وسلم ولكن ابتسم الطبيب وأخبره أنه مسيحي معتنق الديانة المسيحية وبعد ذلك انتقل العجوز لجوار ربه فمات وهو يردد “كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم”.

فضل الذكر:

فاندهش الطبيب من ثقة العجوز في كلامه وعدم تردده في قوله، ومرت الأيام والطبيب لم ينسى تلك الحالة العجيبة التي لم يقابل مثلها في حياته، وسرعان ما أخذ الطبيب بعين الاعتبار بالبحث في الدين الإسلامي حتى نطق الشهادتين وداوم على الذكر الذي مات عليه العجوز، هنا يتبين لنا فضل المداومة على الذكر ونصح الغير به فكم عدد الناس الذين داوموا على الذكر بفضل العجوز وذلك يزيد في حسناته ويرفع درجاته، فتلذذ القلب بالذكر فمات وهو يردده، وأخيراً أسلم على يديه نصراني ودخل الإسلام، فهنيئاً لذلك العجوز ونسأل الله حاله.

ما الذكر الذي تداوم عليه، وما قصته معك (شاركنا به إذا أحببت لنشارك به الآخرين).

القصــــــة الثانية بعنوان ثبات ويقين زوجة مخلصة

قصة فتاة متدينة للغاية، وعلى الرغم من كثرة المتقدمين لها بالزواج إلا أنها كانت تأمل أن تتزوج من شاب على خلقٍ ودين.

لقد كانت جميلة للغاية، وبالفعل تزوجت من شاب على خلق ودين غير أنه كان فقيرا، ولكنها لم تتعامل مع فقره بأنه شيئا يقلل من شأنه بل يزيده علواً على علوه.

كانت الفتاة تعمل معلمة بإحدى المدارس الحكومية، وكان راتبها على راتب زوجها بالكاد يكفيانهما طوال الشهر، كانا يعيشان بسعادة بالغة.

أما عن الفتاة كانت تحلم بالسيارة التي تنقصهما، حيث أنهما يملكان منزلا جميلا للغاية بأثاث فاخر، كانت تكرر حلمها مرارا وتكرارا في دعائها.

حاول الزوج العمل الإضافي بجانب عمله الأساسي غير أنه لم يتمكن أيضا من تدبير مبلغ السيارة، وعندما رأته زوجته الجميلة حزينا متغير الملامح سألته عن السبب فأخبرها.

فقالت له الزوجة التقية: “لا تحزن نفسك، نحن نفعل ما علينا والله سبحانه وتعالى قادر على أن يرزقنا بكل ما نتمناه”.

وبعد شهر واحد من حديثها مع زوجها أتته فرصة عمل بإحدى الدول الخليجية، وعلى الرغم من شدة تعلق قلبه بزوجته إلا إنه آثر أن يفرح قلبها بالسيارة التي تحلم بها وبتيسير معيشتها.

قبل الزوج بالعرض على الرغم من عدم موافقة زوجته على سفره والبعد عنها؛ وبينما كان بالبلاد البعيدة جاءه اتصال من شخص مجهول، كان مفاده أن زوجته تخونه في غيابه، وأنه قرر السفر بعيدا والغربة عن الأهل والأوطان لأجلها وماذا نال في المقابل؟!

لم يصدق الزوج حديث الشخص المجهول، وخاصة أنه يعرف زوجته ويعرف أخلاقها يقينا؛ ولكنه قرر أن يقطع كل الشكوك باليقين فاتصل على زوجته منتحلا شخصية أحد آباء طلابها بالفصل، وأنه يريدها أن تعطي ابنه درسا خاصا، ولها ما تشاء من الأجر.

كانت الزوجة تتحدث معه بكل حسم، ورفضت عرضه المقدم وأخبرته بأنها لا تحتاج للمال، وأنها ضد فكرة الدروس الخصوصية والخروج من المنزل.

وبعد شهر كامل أعاد الزوج الاتصال على زوجته مرة أخرى، وبهذه المرة كان منتحلا شخصية مدير لمدرسة أجنبية خاصة، عرض عليها مبلغاً ضخما من المال مقابل أن تعمل بمدرسته، وعندما سألته عن السبب أخبرها بأنه يسعى لأن يجعل كل معلمي مدرسته معلمات فائقات الجمال، رفضت الفتاة في الحال عرضه وأغلقت الخط في وجهه.

كانت الفتاة بكل مرة تستعين بالله سبحانه وتعالى على أمور الحياة التي صارت صعبة منذ رحيل زوجها عنها وسفره، تحاول قدر المستطاع ألا تجعله يشعر بما يحدث معها حتى لا تقلقه عليها.

كانت على قدر المسئولية التي أوكلت إليها، وبعد شهر كامل أعاد زوجها الاتصال عليها وبهذه المرة انتحل شخصية رجل ثري للغاية يريد أن يخطبها لابنه الوحيد حيث أنه رآها مرة أمام باب المدرسة وأعجب بجمالها الباهر.

أخبرته الفتاة بأنها امرأة متزوجة، وأن زوجها عندها بكنوز الأرض وما عليها.

اشتاقت الفتاة لزوجها وتمنت وجوده بجانبها، وبهذه المرة لم تستطع أن تصبر أكثر من ذلك دون أن تخبره وتطلب منه العودة إليها؛ فاتصلت عليه وطلبت منه العودة وقصت عليه كل ما حدث معها منذ أن سافر.

فقص عليها الحقيقة كاملة حتى الاتصال المجهول الذي ورده وجاء بما جاء به من ظلم وافتراء في حقها، وعلى الرغم من بعده عنها إلا إنه شعر بالحزن الذي ألم بقلبها.

هدأ من روعها واستطاع الوصول لقلبها الذي امتلكه عليها، طلب منها أن تنظر من النافذة، وإذا بها ترى شقيقها يقف بجوار السيارة التي لطالما حلمت بامتلاكها وبيده العقد باسمها ومفاتيحها.

القصــــــة الثالثــــــة بعنوان نيل المنى بالاستغفار

فتاة ولدت في أسرة مصرية فقيرة للغاية، كن تسع فتيات هي الكبرى بالنسبة لهن جميعا.

توفي والدها في عمر صغير، وثقل الحمل على والدتها فأعياها التعب وهتكت جسدها كثرة الأمراض.

تحملت الفتاة الكبرى الهموم منذ صغر سنها، فكانت تعمل أي شيء وكل شيء مقابل حصولها على المال، عودتهن جميعا والدتهن على اتقاء الله في السر والخفاء قبل العلن.

كانت تعمل كثيرا وتكسب القليل من المال الذي بالكاد يكفي علاج والدتها وقوت اليوم لشقيقاتها الصغار.

وعلى الرغم من الفقر المدقع إلا أنها أيضا عافرت واستطاعت إتمام تعليمها، كانت تذهب لمدرس يعطي دروس خصوصية وتشكي إليه من حالتها وظروف أسرتها المريرة.

كانت تتمكن من حضور بعض الدروس، وبالفعل تمكنت من الالتحاق بالجامعة.

كانت تعمل وتدرس وتوفر الأموال لأسرتها، وبيوم من الأيام سمعت ما غير حياتها، سمعت أحاديثا نبوية عن فضل الاستغفار، والآيات القرآنية…

(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا) سورة نوح.

ومن حينها التزمت بالاستغفار، فكانت تسير كل يوم الكثير من الكيلومترات وتلتزم في كل خطوة بالاستغفار، تقسم الفتاة أنه لم يمر عليها إلا فترة وجيزة وكانت إذا تناست الاستغفار وجدت لسانها نفسه رطبا بذكر الله والاستغفار.

وبيوم من الأيام كانت الفتاة عند الخياطة وكانت تعمل معها، فطلبت منها الذهاب بالملابس التي حاكتها لإحداهن، وكانت امرأة ذات مكانة مرموقة بالمجتمع تبحث عن عروس ابنها الوحيد والذي كان تعليمه عالي ومكانته مرموقة أيضا وعلى خلق ودين.

وكانت الخياطة قد سردت لهم حكاية الفتاة كاملة واصفة إياها عن مدى أخلاقها وجمالها وتصبرها على مرارة الأيام.

أحبها الشاب منذ النظرة الأولى وذهب مع عائلته لوالدتها وقام بطلب يدها للزواج بها، وأخذها كما هي وأقيمت الأفراح.

تقسم الفتاة أنها لازمت الاستغفار منذ ذلك الوقت فأتاها الله سبحانه وتعالى البنين والبنات، واختلفت حياتها كليا، فأتمت تعليمها بل وساعدتها خبرتها بالحياة على الرغم من صغر سنها العمل مع زوجها وتوسيع أعماله.

تغيرت حياة شقيقاتها كليا، وتزوجن جميعا، وباتت والدتها معها وقد تعافت من أسقامها بفضل حسن العناية الصحية بها.

ولم تتوقف يوما عن الاستغفار بعد كل ما نالته بفضل يقينها.

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

5 قصص وعبر wattpad تفيض بالدرر

قصص وعبر للشيخ محمد الصاوي قصة تاجر المخدرات الذي مات وهو ساجد

5 قصص وعبر واقعية pdf بعنوان علمتني الحياة

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى