قصص وعبر

قصص وعبر عن الغدر موجعة للقلوب

قصص وعبر عن الغدر

كثيرا ما يطمئن ابن آدم للدنيا وما بها من لذات وشهوات وينسى ما قاله عنها رب العباد وكل تحذيرات سيد الخلق منها، وكثيرا ما يضع المرء منا ثقته في من لا يقدرها ويستخف ويستهين بها ليجد قلبه بعدها مكسورا وبه شرخ لا يمكن مداواته حتى بمرور الزمان، وكثير منا من يضع نفسه فداءا لأناس أنانيين لا يحبون سوى أنفسهم وأول ما يجدوا طريقهم يتخلوا عن أقرب ما لهم وأولهم من مد لهم يد العون، وكثيرا ما نحب ونودع، وكل هذه من سنن الحياة التي يجب أن تستمر بحلوها ومرها حتى نقضي العمر الذي كتبه الله لنا فيها، ولكن أهم شيء ألا نفعل شيئا إلا في طاعة الله وإلا سيكون الخسران الأكبر الذي لا يوجد له إصلاح.

قصة شاب محزنة جداً
قصة شاب محزنة جداً

قصة غدر الزمان

كان هناك شابا في بداية عمره، كان معروفا بوجهه الجميل ونقاءه وعذوبة شخصيته وخفة دمه، كان دائما مبتسما ولا يوجد شيء يضاهي ابتسامته الجميلة وهي تنير وجهه، كل من رآه كان يتمنى أن يحل محله ويلعب دوره في الحياة ولكنهم كانوا يجهلون بما ألم بقلبه من الأوجاع والأحزان.

حكايته:

بداية رحلة تعليمه بالثانوية العامة، أثناء الامتحانات كان من شدة تفوقه وحبه للعلم والإصرار على تحقيق حلم عمره “أن يصير دكتورا ناجحا ومتمكنا وبإمكانه أن يصنع فرقا في معالجة الأمراض الخطيرة المنتشرة بالمجتمعات مؤخرا”، كان لديه أصدقاء يحسنون الاستفادة من حبه لهم، وبأيام الامتحانات أقنعوه بأن يغششهم أسئلة الامتحانات، لقد كان طيب القلب ودائما ما يلتمس الأعذار للآخرين، ويساعد الغير ولو حتى على حساب نفسه، فوعدهم بالمساعدة وبآخر مادة تم اكتشاف أمره وعندما أمسكه مراقب اللجنة لم يتفوه بكلمة تضر بأصدقائه، وكانت النتيجة رسوبه في تلك المادة إذ قيد ضده محضر غش.

بالجامعة:

التحق الشاب بالجامعة ولكنها لم تكن التي يريدها، وكل أصدقائه لحقوا بجامعات قمة وكانوا في مكانة أرفع وأعلى من مكانته ماديا واجتماعيا، إنه لم يتفوق عليهم إلا بذكائه الخارق الذي يتمتع به؛ في بداية الأمر كان يترك دراسته ويذهب إليهم ليعيد الود بينهم من جديد ولكنهم كانوا يتجنبون لقائه ويتهربون منه، وعندما تكرر معه الأمر أيقن بأنهم لا يريدونه بعد الآن.

قصة حب جديدة:

قرر الانتظام بدراسته لتحقيق هدف ما بها، وعدم تضييع ما تبقى من عمره عبثا؛ وأثناء إحدى المحاضرات رأى فتاة أسرت قلبه، لقد حبها من النظرة الأولى، لقد كانت متفوقة وطلقة اللسان فحديثها طوال المحاضرة بدل على مدى تفوقها وإصرارها على فعل شيء ما بحياتها مثله، دارت بينهما أحاديث كثيرة في المحاضرات التي كانت تجمعهما إلى أن جاء اليوم الذي قرر فيه الشاي الاعتراف لها بحبه، لقد كان يحبها حبا يفوق الخيال، كان يراهن عليها بالسعادة الأبدية التي سيوفرها لها وأنه سيحيى كل حياته ويموت فداءا لها ومن أجلها؛ ولكن كانت فاجعته الكبيرة عندما رفضت الفتاة حبه لها، وأنها من صغر سنها متقدم لها ابن عمها وبمجرد انتهاء دراستها ستتزوج منه؛ وقعت كلماتها على مسامعه كالصاعقة، ضاقت عليه الأرض بما رحبا لقد وضع كل ما تبقى لديه من حب والجزء المتبقي من قلبه في حبه لهذه الفتاة التي رفضت حبه بكل بساطة.

نهاية كل أمل:

تعب الشاب تعبا شديدا وما هي إلا أيام معدودات وخر ساقطا بالحرم الجامعي، وجاءت سيارة الإسعاف لنقله إلى أقرب مستشفى لاطمئنان عليه والتأكد من سلامته؛ وبع إجراء العديد من الفحوصات الطبية والتحاليل تبين أن الشاب مصاب بمرض خطير وسيلاقي مصرعه في خلال أيام قلائل ومعدودات، إنها كانت أمنيته وقد استجاب الله له، حيث أنه شعر بأن الأرض عليه خاوية لا أهل بها ولا أصدقاء وحتى من أحبها لم تكن من نصيبه؛ وحينما علم ما ألم به من حسرة وألم وبعد فرقا كل من أحبهم اسودت الدنيا بوجهه، ترك جامعته وبدأ المرض في التهام جسده البالي؛ ومن شدة الألم : ألم جسده بسبب المرض وألم قلبه بسبب بعد من أحب بصدق أقبل على الانتحار ولكن الله لم يرد له إلا كل خير حيث وافته المنية بسبب مرضه ليقابل ربه قبل قدومه على فعل ما فكر به “الانتحار”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى