قصص طويلة

قصص قبل النوم طويلة بعنوان وقعت في حبي مختلة عقلية!

ليس كل الحب كما نعتقد جميلا ومفعما بالحياة والسعادة لأصحابه، هناك جانب آخر من الحب ولاسيما ذاك الحب الذي يأتيك من مختل عقلي!؛ ترى حينها نعيب على الحب أم على أنفسنا إذ أننا لم نحسنه؟!، مقولة انتشرت بيننا ومن الحب ما قتل!، هذا ما سنراه في قصتنا اليوم؛ رأيك يسعدنا كثيرا، ومشاركتك لنا بكتابة قصة مشابهة لها.

القصــــــــــــة:

قصة عن رجل يحب زوجته لأبعد الحدود، وكان أكثر شيء ينغص عليه حياته غيابها عنه بسبب ظروف عملها؛ لذا قرر أن يغير لها تصميم منزلهم كليا لتعجب به ولا تفكر في الرحيل عنه حتى وإن كان لعملها الذي لا ينقطع على الإطلاق.

استدعى مهندسة ديكور للمنزل وطلب منها أن تغير تصميم المنزل بالكامل، امتدح عملها كثيرا والذي كان قد عاينه مسبقا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها، وعندما شرعت في سؤاله عن المتطلبات التي يريدها بمنزله أو رأي زوجته عندما لاحظت خاتم الزواج بيده، أعلمها بأن عليها أن تتخيل المنزل منزلها وترسم الصورة التي في مخيلتها، واهم شيء عليها أن تبدع بدرجة لا يمكنها ترك المنزل ومغادرته، أعلمها أنه يريد أن يجعله مفاجأة لزوجته وابنته فور وصولهما من السفر.

وبالفعل أخذت المهندسة منه الأموال ونسخة من مفتاح المنزل، وعلى الفور بدأت في العمل، كان العمل نهارا وليلا وكانت تشرف على كل شيء بنفسها، كانت تجد في العمل  لدرجة أنها لم تكن تنعم بالراحة في أي وقت، ولكنها أولعت بحب مالك المنزل وأرادت أن توقعه في حبها، واليوم الذي قررت الاعتراف له فيه بحبها عادت زوجته وابنته من خارج البلاد، وبعدما كان يجلس بجوارها ويمدح في عملها والمنزل الذي بات على يديها قطعة من الجنة تهللت أساريره بسبب عودة زوجته وابنته.

تغيرت ملامح المهندسة فقد أحبته لنفسها وحسب، وسحبت نفسها وصارت داخل سيارتها تبكي من كثرة الغيرة عليه، ولكنها قررت أن تجعله لنفسها وحسب وتذكرت أن بحوزتها نسخة المنزل التي أعطاها إياها، وأنها لم تسلمه النسخة بعد، وبالليل وبينما الجميع نائما تسللت لحديقة المنزل ووضعت كاميرات مراقبة في كل مكان، وتسللت للمنزل بالداخل ووضعت كاميرات مراقبة بكل ركن حتى بداخل غرفة نومهما.

باتت تجلس بمنزلها تراقب الوضع بينهما، وكلما رأتهما سعيدين جن جنونها، فقررت أنها لن تجلس مكتوفة الأيدي فذهبت لموقع عمله وأضرمت النيران بداخله لتفرق بينه وبين زوجته وتعكر عليهما صفو حياتهما، وباليوم التالي وجد زوجته تريد السفر مجددا لاستكمال عملها وأنها لا تريد بذلك إلا مساعدته ماليا بعد الخسائر التي تكبدها بسبب حريق مكتبه؛ هنا فرحت المهندسة كثيرا وتهللت أساريرها فأخيرا استطاعت الإبعاد بينهما؛ وبنفس اليوم حملت الكثير من الحلوى وذهبت لزيارته بمنزله بحجة أنها تهنئه على المنزل الجديد، وعندما علمت منه بالحريق الذي نشب بمكتبه قررت أن تعيد له تصميمه كما كان سابقا، إذ أن المكتب الذكرى الوحيدة الباقية له من والديه، وبذلك هو عزيزا كثيرا على قلبه.

وباتت تتقرب من ابنته لتظفر بحبها وتكون بصفها حتى لا تجدها عائقا في زواجها بوالدها، وبالفعل قربت الابنة منها أثناء تصميم مكتب والدها فقد باتت تساعدها في كل شيء؛ وقبل أن تحين عودة زوجته قررت وضع خطة للتفريق بينهما نهائيا، فاستأجرت نجارا يعمل لديها وأعطته ملابسا أنيقة، واتفقت معه على مبلغ من المال وكانت قد حفظته بعض الكلمات التي كانت تتردد بين الزوج وزوجته بغرفة نومهما وهذا ما كانت تراه وتسمعه بينهما بفعل كاميرات المراقبة التي كانت قد دستها مسبقا، وأعطته محل عمل الزوج.

وبالفعل ذهب للزوج وتحدث إليه بفظاظة وكانت كل كلمة تلفظ بها مدروسة بينه وبين مهندسة الديكور وثبتت التهمة بالزوجة التي أرادت أن تلصقها إليها، وهي الخيانة!؛ ومن سوء الحظ كانت الابنة تقف وراء والدها وسمعت كل كلمة دارت بينه وبين الرجل الغريب وانهارت بالبكاء على والدتها وكيف لها أن تكون خائنة لوالدها وهي قدوتها بالحياة.

وجدت نفسها تركض للمهندسة لتلقي بنفسها في أحضانها وتسرد عليها ما حدث من والدتها في حق والدها، كانت المهندسة في أسعد لحظات حياتها، وعندما عادت الزوجة وجدت زوجها يوجه إليها تهمة خيانتها له، ومهما حاولت الدفاع عن نفسها كان بلا جدوى، فلم تجد حلا إلا الذهاب لصديقتها المقربة للبقاء معها وهناك قصت عليها كل ما حدث معها، وكانت تحليلات صديقتها بأنه ربما زوجها من الأساس يريد الطلاق، فسألتها فلماذا قرر تغيير المنزل بأكملها للبقاء معه طوال الوقت إن كان يريد الانفصال عني؟!، فأعلمتها صديقتها ربما كان المنزل من الأساس لامرأة غيرها!

كان النجار قد اختلف على المال مع المهندسة، فأراد تغيير الاتفاق ولاسيما أنه استشف أنها تريد الزواج من الرجل وفعلت كل ما فعلته لأجل ذلك، وأنه قد جاء برقم الزوجة وسيوضح لها كل شيء إن لم تعطه كل ما يريد، وبالفعل اتصل عليها وأخبرها اسمه كاملا وأن لديه معلومات تخصها وتخص زوجها؛ وفي هذه اللحظة أطلقت المهندسة النيران على صدره فخر قتيلا على الأرض!

وفي نفس اللحظة اتصل عليها الزوج يريد الزواج بها، فنسيت ما فعلته بالنجار، بل وحملته في سيارتها وألقت به من أعلى الجبل؛ كانت الزوجة قد بحثت وراء المتصل بها وعملت أنه على صلة بمهندسة الديكور وذهبت لمواجهتها فلم تجد أمامها حلا من أن تكشفها إلا قتلها، وبالفعل ضربتها بحجر على رأسها وتركتها سائحة في دمائها ورحلت معتقدة بأنها فارقت الحياة؛ ولكنها أسعفت وعلم زوجها وابنتها فذهبا للاطمئنان عليها، وما إن غادر زوجها حتى دخلت المهندسة متنكرة في زي ممرضة وقامت بنزع كافة الأجهزة عنها لتفارق الحياة، وفي هذه اللحظة تذكر الزوج هاتفه الذي كان قد نسيه بجانب زوجته فعاد لأخذه فوجدها بجانب زوجته فصرخ لينجدها الأطباء، وبالفعل أنقذوها واستعادت وعيها وانكشفت الحقائق كاملة ولاسيما عندما عملت الابنة على تغيير ديكور المنزل حتى ينسوا كل ما حدث معهم ووجدت الكاميرات!

أما عن المهندسة فقد تم القبض عليها وتحفظوا عليها بمستشفى للأمراض العقلية.

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى