قصص حبقصص قصيرة

قصص حب بعد انتقام “على فطرتها السليمة في عالم قساة القلوب” – الفصل الأول-

قصص حب بعد انتقام

ما أغرب قصص الحب، لا يستطيع الإنسان السيطرة على قلبه فيها مطلقا، وليس لديه حق حتى في الاختيار حيث ينبض القلب لحبيبه مرة واحدة ودون سابق إنذار حتى، وما لنا حيلة سوى الدعاء إلى الله، إنه مقلب القلوب والأبصار.

نوعية تلك القصص كثيرة، وأجمل ما بها أنها تسعد قلوب حائرة بعد معاناتها من ألم وحزن، هذه النوعية من القصص “حب بعد انتقام” دائما ما تبدأ بكراهية بين شخصين غريبين عن بعضهما ومن ثم تتحول تلك الكراهية إلى محبة عظيمة بإمكانها تغيير مصير كلا الحبيبين.

أحداث القصة:

كانت هناك فتاة بأولى سنواتها بالجامعة “جامعة الطب” من وسط فقير للغاية، كانت يتيمة الأم والأب وليس لديها إخوة، عمدت عمتها الوحيدة إلى تربيتها حتى أنها رفضت كل عروض الزواج التي قُدمت إليها في شبابها وآثرت تربية ابنة أخيها الوحيد المتوفى؛ كانت تعمل جاهدة لتوفير كل متطلبات ابنة أخيها، وبفضل الله استطاعت العمة أن تكون على قدر المسئولية ولم تقصر يوما؛ فبالرغم من تكاليف كلية الطب الباهظة إلا أن العمة استطاعت توفيرها لحبيبة قلبها والتي دائما ما كانت تنال شرف المرتبة الأولى بكل دراساتها، فدائما ما كانت تضع في اعتبارها عين عمتها الساهرة عليها والتي لا تشتكي أبدا من ضغط العمل عليها، فبجانب عملها بمصنع لتفصيل الملابس الجاهزة إلا أنها تقوم بكل الواجبات المنزلية، ودائما ما تحرص على إطعام ابنة أخيها طعاما صحيا به كل العناصر الغذائية، وتلبسها أفضل الملابس التي تحيكها وتصممها بنفسها.

أول يوم بالجامعة:

الفتاة استيقظت باكرا قبل آذان الفجر كعادتها لتصلي صلاة التهجد وتذكر الله قبل أدائها لصلاة الفجر، جاءت العمة لتوقظها فوجدتها جالسة على سجادة الصلاة تذرف دموعا غزيرة، فرق قلب العمة للفتاة واقتربت منها واحتضنتها وهي مثلها تسيل الدموع من عينيها قائلة: “لا اعتراض على قضاء الله يا حبيبتي، فنحن له عبيد يفعل بنا ما يريد، والله لا يرضى لأي عبد من عباده سوى الخير، إنه بعباده خبير بصير”.

الفتاة: “أجل يا عمتي ولكني يصعب علي فراقهما، كم أتوق لرؤيتهما وحنانهما يا عمتي…” واستكملت بكائها على غير إرادة منها، والعمة تسكتها رغم أنها تبكي مثلها.

العمة: “الحمد لله يا صغيرتي، ألا تملأ عينيكِ الجميلتين عمتك؟!”، وضحكة العمة وهي تريد أن تغير الموضوع حتى تكف الفتاة عن البكاء بمثل ذلك يوم سعيد.

الفتاة: “إنكِ أجمل عمة رأتها عيناي”، وطبعت الفتاة قبلة حارة على جبين عمتها الحنون.

العمة: “هيا ارتدي ملابسك بسرعة إلى أن أجهز لكِ فطورا فخما يليق بمولاتي الأميرة الصغيرة”.

الفتاة: “حاضر يا عمتي”.

بأول محاضرة:

الفتاة ذهبت للجامعة بكل حماس وأمل وتفاؤل باكرا، فهي دائما ما تأخذ كل شيء بمسئولية على عاتقها، وقامت بنقل محاضراتها وتعرفت على أسماء كل أساتذتها وذهبت لأول محاضرة بيومها الأول أيضا، ولكن ليست الدنيا كلها تحوي أناسا طيبي القلب سليمي النية، لقد كانت هناك شلة من الشباب يجلسون في انتظار الطالبة المتفوقة الفقيرة ليثبت كل واحد منهم جدارته في كسب الرهان القائم بينهم على الإيقاع بالفتاة في حبه الأبدي، هم مجموعة مكونة من سبعة شبان أغنياء أبناء لرجال أعمال مشهورين وشهرتهم أشهر من نار على علم، تعرف الفتاة آبائهم جيدا لأنها فتاة مثقفة وعلى دراية جيدة بكل ما حولها بجانب أنها فتاة ملتزمة دينيا وأخلاقيا وكل هذه أسبابا كافية ستوقع بها في شرك هؤلاء القوم الجبارين.

أول مداخلة منها:

تلك الفتاة من كثرة رغبتها وإصرارها على التفوق عمدت إلى شراء كتب قديمة لمناهج سنة أولى طب، وأثناء شرح الدكتور الجامعي للطلبة الذي من عادته يحب أن يشارك معه الطلاب ليشعر بأنهم يفهمون ما يقول لهم ويوضح، تدخلت الفتاة معه أكثر من مرة مما أثار إعجاب الدكتور لها شخصيا، وإعجاب كل من معها بالمحاضرة، ولكن لسوء حظها أن السبعة فتية معها بالمحاضرة، ففي بادئ الأمر كانوا قد علموا بأمر تفوقها فلقد كانت الأولى على الثانوية العامة ولكن بعد مداخلاتها كبرت الفكرة في رءوسهم جدا، فبدأ كل منهم بخطة لتسهيل الأمور عليه، تكلم ستة منهم مع الفتاة بأول يوم لها، كل واحد منهم بحجة مختلفة عن غيره ولكن طباع الفتاة التي نشأت وتربت عليها جعلتها ترفض الحديث معهم نهائيا مما زاد كراهيتهم لها، أما الشاب السابع فكان يفوقهم ذكاءا فبالرغم من استسلامهم هم الستة وتخليهم عن الرهان إلا أنه مازال مصرا على الفوز بالرهان.

مكائد خبيثة:

اتضح أن الفتاة لا تقبل مطلقا بالتحدث إلى شاب، فقرر الشاب السابع أن يستعين بفتاة على صلة بها لتمكنه من الفتاة المقصودة، فطلب من مصادقتها وبالتدريج معرفة كل أسرارها حتى يجد لها نقطة ضعف يستطيع الدخول منها إلى الفتاة.

صديقة زائفة:

وبعد مرور أيام رسما معا (الشاب وصديقته) خطة محكمة ليمكن صديقته من كسب ثقة الفتاة، وهي أن تمثل صديقته عليها دور البراءة والطيبة والأهم من ذلك تظهر لها مدى احتياجها الشديد إلى صديقة مقربة وفية مثيلة لها لتقيها من بأس الناس.

الصديقة: “أيمكنني أن أستعير منكِ المحاضرات السابقة لأنني لم أكن موجودة، إذا لم يكن ذلك يضايقكِ أو يضركِ في دراستكِ بالتأكيد”.

الفتاة: ” بالتأكيد يمكنكِ أخذها، فأنا أتمتت دراستها وأمامنا أسبوع كاملا على محاضرتها”.

الصديقة: “بارك الله لكِ، من غيركِ الله أعلم بحالي كيف له كان أن يصير”
…..يـــــــــــــتبـــــــــــــــــــــــــع….

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى