قصص الأنبياء

قصص الأنبياء سيدنا نوح “أبو البشر الثاني” والدروس المستفادة منها

إن قصص الأنبياء مليئة بالدروس والعبر ولنا فيها القدوة، وقصة سيدنا نوح عليه السلام هي قصة لرسول من أولي العزم من الرسل، ومن القصة نتعلم المعنى الحقيقي للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وأساليب الدعوة وكيفية الصبر عليها؛ وأن الأمر كله بيد الله سبحانه وتعالى وحده وألا ملجأ منه إلا إليه، فوحده سبحانه من يدبر الأمر ومكره فوق مكر الماكرين الظالمين.

قصص الأنبياء سيدنا نوح “أبو البشر الثاني”:

إن سيدنا “نوح” عليه السلام هو حفيد سيدنا “إدريس” عليه السلام، فسيدنا “إدريس” هو الجد الرابع لسيدنا “نوح” عليهما السلام؛ وسيدنا “نوح” هو أول أولي العزم من الرسل الذين ميزهم الخالق سبحانه وتعالى، وهم للعلم..
سيدنا “محمد” صلَّ الله عليه وسلم
سيدنا “إبراهيم” عليه السلام
سيدنا “موسى” عليه السلام
سيدنا “عيسى” عليه السلام
سيدنا “نوح” عليه السلام

وأما عن مهنة أبي البشر “نوح” عليه السلام:

كان عليه السلام يعمل في رعاية الأغنام كما المتعارف عليه في جميع الأنبياء سلام الله عليهم، ومن بعدها عمل عليه السلام حينما أتاه الأمر من ربه نجاراً لصناعة السفينة.

وأبنائه عليهم السلام كانوا أربعة، وأسمائهم.. كنعان، سام، حام، ويافث.

وتبدأ قصة سيدنا “نوح” عليه السلام وقصة نبوته عليه السلام بأنه بعد وفاة نبي الله “إدريس” انتشر الفساد في الأرض وازداد الكفر، إذ أنه كان هناك خمسة رجال صالحين وكان الناس يحبونهم كثيرا لصلاحهم، وعندما رحلوا عن الحياة تراء لبعض تلاميذهم أن يضعوا بأماكن دفن هؤلاء الصالحين حجارة تخليدا لذكراهم، ووسوس الشيطان للناس مع طول الأيام ليتبركوا بهذه الحجارة، ومن ثم باتوا يعبدونها من دون الله سبحانه وتعالى، فبعث الله سبحانه وتعالى بنبيه “نوح” عليه السلام ليدعو الناس لعبادته وحده لا شريك له، قال تعالى في سورة نوح: (إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ، قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ، أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ، يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ ۖ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).

وكان سيدنا “نوح” عليه السلام مجدا في دعوته متفانيا مصرا على هداية الناس إلى سبيل الرشاد، قال تعالى في حقه بسورة نوح: (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا، فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا، وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا، ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا، ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا، فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا).

كان عمره عليه السلام عندما أرسل إليه خمسون عاما، ولبث في دعوة قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وعاش بعد الطوفان 350 عاما؛ وعلى الرغم من بذله في دعوة قومه والذين لم يؤمنوا بما جاء به ولم يدعوه وشأنه بل كانوا يستهزؤون به على الدوام، وعندما يأس منهم دعا الله عليهم حتى لا يلد من أصلابهم فاجرا كفارا.

فأوحى الله سبحانه وتعالى إليه أن يصنع الفلك، فبات يصنع سفينة على أعلى الجبل، وكلما مر عليه قومه سخروا منه كعادتهم التي جرت، وعندما انتهى وجاءته العلامة وهي أن يفيض التنور بالماء، حمل على السفينة من آمن معه ومن كل مخلوقات الله سبحانه وتعالى زوجين اثنين وكانت قد اصطفت بأمر من خالقها سبحانه وتعالى.

وصف المؤرخون السفينة بأن طولها كان 350 ذراعا، وكانت مؤلفة من ثلاثة طوابق ومغطاة؛ ترك سيدنا “نوح” عليه السلام زوجته وابنه كنعان إذ أنهما لم يؤمنا به؛ وبدأ الطوفان العظيم وفاضت السماء بأمطارها وأخرجت الأرض مياهها أيضا، قال تعالى في ذلك بسورة القمر: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ، فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ، فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ، وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ، وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ، تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ، وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ).

وعلا الموج وغرق كل من كان على الأرض من بشر ودواب، ولم يتبقى أحدا على وجه الأرض جميعها إلا من كان على ظهر السفينة مع سيدنا “نوح” عليه السلام، وعاشوا فيها لأشهر حتى قضي أمر الله سبحانه وتعالى، وأرسل سيدنا “نوح” عليه السلام الحمامات فعادت إليه تحمل غصن الزيتون، ومن يومها صارت علامة للسلام؛ واستقرت السفينة على جبل يقال أنه في أكثر الروايات أنه يقع بجنوب تركيا.

لماذا سمي سيدنا “نوح” عليه السلام بأبي البشر الثاني؟!

لأن الحياة بدأت من جديد بعد الطوفان، قال تعالى في كتابه العزيز في سورة هود: (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ ۚ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ).

الدروس والعبر المستفادة من قصة سيدنا “نوح” عليه السلام:

  • البعد كل البعد عن بدعة، فكل بدعة ضلالة، وخطوة أولى من خطوات الشيطان ولن تكون إلا سببا في هلاكه.
  • العلم سببا للنجاة من الشرك بالله سبحانه وتعالى، والعلم السبب الأساسي في النجاة من الشرك بخلاف الجهل والذي يكون السبب الأساسي والوحيد للوقوع في الشرك بالله والعياذ بالله.
  • الصبر والتحلي بكل وسائله للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وعلى الداعي أن يسلك كل السبل الممكنة في سبيل هداية الخلق إلى الإيمان بخالقهم سبحانه وتعالى.
  • على الإنسان المسلم أن يكون رحيما بإخوانه المسلمين شفوقا بأحوالهم، رحيما بهم محبا للخير لهم.
  • الثبات الدائم على الحق والدعاء بذلك فقلوب العبادة معلقة بين إصبعي من أصابع الرحمن يقلبهما كيفما يشاء.

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى