قصص الأنبياء

قصة بقرة بني إسرائيل ج2

أكبر مشكلة مستعصية يقع بها بني آدم نسيان الحقيقة الحقيقية التي تربطنا بالشيطان الرجيم، وطبيعة علاقتنا ببعضنا البعض، نسيان العداوة التي تجمعنا منذ قديم الأزل.

لو علمنا جميعنا طبيعة هذه العلاقة وسرنا بها طوال حياتنا لأرحنا أنفسنا من كثير من مشاكلنا الحياتية، ولتغيرت حياتنا للأفضل بكثير من المراحل.

وتتلخص طبيعة العلاقة بيننا والقائمة على العداوة في الآية التالية، قال الله تعالى في كتابه العزيز بسورة الأعراف: ” قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ” صدق الله العظيم.

قصــــــــــة بقرة بني إسرائيل الجزء الثاني

الشيطان الرجيم.
الشيطان الرجيم.

الشاب: “اعذرني لقد بت أنسى معظم الأمور مؤخرا”.

الغريب: “وما الذي يجعلك تنسى كل شيء، في ماذا تفكر يا صديقي، وما الذي يشغل بالك وتفكيرك؟!”

الشاب: “بالتأكيد هموم الحياة، إنني لا أجد مالا لأنفق منه”!

الغريب: “وكيف يعقل ذلك؟!، كيف لا تجد مالا تنفق منه وعمك أغنى أغنياء كل هذا السبط؟!”

الشاب: “إنه لا يعطيني أي أموال، كما أنه يبخل علي بابنته الوحيدة ويرفض أن يزوجني إياها”.

الغريب ادعي الاندهاش والغرابة من كلام الشاب: “ولماذا يرفض زواجك بابنته؟!”

الشاب: “بسبب كوني عاطلا بلا مال ولا عمل”.

الغريب: “وكيف لأصحاب الأموال الطائلة أن يكترثون لمن لا يعمل، فلديهم من الأموال الكثير وفي النهاية أنت ابن أخيه”.

الشاب: “أخبر عمي بكل ذلك يا هذا، فأنا أعلمه جيدا”.

الغريب: “إن عمك يا صديقي رجل عنيد ولا يهتم ويأخذ بكلام أحد”.

وهم الشاب بالرحيل، ولكنه شكر ذلك الغريب من أعماق قلبه لتفهمه وضعه وكل ما يمر به من أحوال سيئة…

الشاب: “إنك حقا لصديق وفي وصدوق، أشكرك من أعماق قلبي”.

الغريب: “لا تشكرني على واجب، فليس بين الأصدقاء شكر”.

لقد كان ذلك الغريب نفسه الشيطان الرجيم، وله في ذلك الأمر شيء يخفيه في نفسه، وشرع في التقرب لذلك الشاب بهدف في نفسه الخبيثة.

وبمنزل الشيخ العجوز مالك البقرة ذات اللون الأصفر الفاقع السار للناظرين….

الشيخ العجوز: “يا بني إنني لست بالغني لأكفيك وأزيل عنك هموم الحياة وصعابها، فكل ما أملكه يا بني هذه البقرة الجميلة ولا شيء غيرها، حتى أنني لا أملك حقلا لأجعلها تعمل به، لذلك فإنني قلق عليك يا بني عندما أرحل عن هذه الحياة الدنيا”.

الابن الصغير بتأثر شديد: “لماذا تقول ذلك يا أبتي، أطال الله في عمرك، والحمد لله فهذه البقرة الجميلة تعطينا الكثير من الحليب الدسم والذي نصنع منه الجبن والزبدة والسمن، فنأكل ما يكفينا ويشبعنا كما أنه يتبقى لدينا الكثير من الفائض عن احتياجاتنا فنبيعه ونشتري بماله ما نحتاجه من أشياء أخرى كالخبز وما شابه ذلك، وماذا ينقصنا إذا يا أبتي؟!، لا شيء حمدا لله الكريم”.

والده الشيخ العجوز: “إنك طيب القلب يا بني، وابن صالح وبار بوالديه؛ حافظ على بقرتك يا بني ولا تبعها إلا عندما تكبر”.

الابن: “لك ما تريد يا أبتي، سأفعل كل ما تريده مني وتوصيني به”.

البقرة الصفراء الجميلة في نفسها: “مسكينة صديقتي، تريد أن تقنعني بوجود الشر بعالم البشر، أين هذا الشر الذي تتحدث عنه؟!، إنني أعترف بكوني لا أجيد لغة البشر ولا أفهمها ولكنني أفهم مدى الطيبة والبراءة في حديثهم، يا ليتكِ هنا وتستمعين لقول مالكي وابنه الصغير يا صديقتي، ولكن ما يشغل بالي الآن حقا هو فكرة كون مالكي مريض ويزداد مرضه سوءا يوما بعد يوم”.

وبصباح اليوم التالي كانت البقرة الصفراء مع صديقتها بالحقل….

البقرة الأولى: “ليتكِ كنتِ رأيتِ حقل الفول الأخضر الذي كنت به أمس”.

البقرة الصفراء: “هل كان جميلا ومذاقه مختلف؟!”

وفجأة ظهر لهم الشيطان الرجيم متنكرا أيضا في هيئة البشر…

ذهلت البقرتان منه ظهوره فجأة بينهما.

الغريب فجأة: “ألا تتوقفان عن التحدث عن الأكل؟!”

البقرة الأولى: “ومن أنت؟!”

الغريب: “إنني صديق مخلص ووفي، ولكن لماذا تسمحون للبشر بأن يستغلونكم معشر البقر أسوأ استغلال، فهم يأخذون حليبكم ويصنعون منه الجبن والسمن والقشدة، كما أن البقرة التي لا تصلح مجددا لهذه العملية الاستغلالية يتم ذبحها ليؤكل لحمها، لماذا لا تثورون على أفعال البشر هذه بكم؟!”

البقرة الصفراء: “ماذا تقول يا هذا، اعذرني ولكنني لم أفعل من حديثك شيء”.

الغريب: “كل ما ذكرته يتلخص في إذا ثار معشر البقر حدث هناك اختلال بتوازن حياة بني البشر”.

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

قصة بقرة بني إسرائيل ج1

قصص القران طريق الإسلام “آدم عليه السلام”

قصص القران نواف سالم قصة اصحاب القرية

قصص القران بدون انترنت قصة هدهد سليمان وقصة الصحابة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى