قصص نجاح

قصة نجاح شخص أراد نجاة أهله مؤثرة للغاية

ولا أعظم من كلمات بقرآننا الكريم لتحفيزنا على النجاح والمثابرة للوصول لكل أهدافنا بهذه الحياة، قال تعالى في سورة النجم: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ، وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ، ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ، وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنْتَهَىٰ)؛ وبطريقك للوصول لأهدافك إنك لن تجد الحياة سلسلة أمامك، بل ستجدها مليئة بالأحجار والعثرات، فاجمعها جميعها وابني بها سلما نحو النجاح المنشود، ولا تنسى أبدا أن أجمل لحظة طوال حياتك هي تلك اللحظة التي يتحقق فيها بالنهاية ما صبرت لأجله.

قصــــــــــــة نجاح شخص أراد النجاة لأهله:

قصة نجاح شخص أراد النجاة لأهله من أجمل قصص النجاح على الإطلاق، وستحكم عليها نفس الحكم بنفسك…

في يوم من الأيام عادت من عملها، وكان في مدينة مجاورة لتلتقي بجدتها، وكعادتها أول شيء فعلته دخلت المطبخ لتصنع حلوى للنزلاء بفندق جدتها، قلقت صديقتها والتي تعمل مديرة الحسابات بالفندق من دخولها للمطبخ، وكان قلقها في محله بالتمام.

وكلها دقائق معدودات من دخولها للمطبخ وإذا بجهاز إنذار الحريق يعمل!، في هذه الأثناء كان هناك نزيلا بالفندق يملأ البيانات، تعجب كثيرا من الدخان المتصاعد وصوت الإنذار وما تعجب منه أكثر عندما وجد الموظفة تتعامل معه في تجاهل تام لما يحدث؛ تركها وذهب بنفسه لمكان الدخان وإذا به يتفاجأ بفتاة جميلة هناك تحاول إسقاط جهاز الإنذار من مكانه لتوقفه، فسألها عما تفعله، فأجابته بعفوية مطلقة أنها تصنع كوكيز للنزلاء!

اقترب من الفرن ليخرج الكوكيز منها والتي كانت قد اشتعلت النيران بها من الأساس!، وجاءتها جدتها لتحتضنها إذ أنها افتقدتها كثيرا، وأول ما سمعت صوت جهاز الإنذار أيقنت بأن حفيدتها قد قدمت؛ أعلمتها جدتها بعد استقبال حار بينهما واشتياق بأن الشاب طاهي عالمي وأنه استقال من الدنيا بأسرها وقدم للفندق الخاص بهما بسبب أخاه الذي فقده في انفجار الطائرة، تأثرت الفتاة كثيرا بما سمعته من جدتها، وأنها لم تكن تعلم عنه شيئا على الرغم من شهرته الواسعة.

وفي اليوم التالي تفاجأت الفتاة بأن الفندق عليه ديون وربما يضطر الدائنين للحجز عليه، فحزنت كثيرا ولاسيما أنه الذكرى الوحيدة الباقية من كل أهلها؛ لم تجعل جدتها تكتشف أنها علمت الحقيقة، وبينما كانت تجلس حزينة إذا بها تسمع في الإعلان عن مسابقة للطهاة وأن الجائزة بقيمة 500000 دولار، تحمست كثيرا للاشتراك بها وأنها بمجرد الفوز يمكنها أن تحل أزمة جدتها ولن يضطرا للاستغناء عن الفندق.

ومن هنا بدأت قصة نجاحها، ذهبت للطاهي وتحدثت إليه بعض من الوقت، طلبت منه مساعدتها في أمرها وسردت عليه الحقيقة كاملة، وأنها لن تتمكن من إعطائه أجرا على مساعدته لها في تعلم فنون  الطبخ ولكنها ستكون ممتنة وشاكرة له طوال حياتها، تأثر كثيرا بما حدثته وعلى الرغم من عزوفه عن العالم بأسره إلا إنه قرر مساعدته، ولاسيما عندما علم صدفة أن جدتها مريضة أورام!، فقرر أن يرسم الابتسامة على وجهيهما.

وبالفعل في اليوم التالي ساعدها على الالتحاق بالمسابقة، وكان صارما للغاية أثناء تعليمها، لا يقبل بأي خطأ مهما كان بسيطا، أما عنها فكانت تتدرب ليلا نهارا بسبب ألا فرصة أمامها ولا خيار إلا النجاح وإلا خسرت كل شيء؛ وأثناء تواجدهما معا في التدريبات والتعليم وجد الشاب نفسه يفتح لها قلبه ويتحدث إليها عن أخيه، وكيف أنه فقده وكيف أنه كان بالنسبة إليه الدنيا بأسرها، لقد كان أباه الذي لم يراه حتى أنه كان الداعم له في كل ما توصل إليه من نجاحات متتالية، وبفقده فقد الشغف للحياة بأسرها، لذا قدم للفندق إذ أنه بعيدا عن الأضواء ويمكنه البقاء فيه بعيدا عن الكون بما حوى.

وجدها والدموع تسيل من عينيها، وبدأت في قص حكايتها وكيف أنها خسرت والديها في حادث سير، ولم يتبقى لها إلا جدها وجدتها وقاما بالاعتناء بها كثيرا حتى اكتشفت أن جدها مريضا بداء خطير، ولم يلبث فيهم طويلا ورحل عن الحياة حتى قبل أن يتم تشخيص حالته من الأساس؛ تفانت في العمل، وقرر القائمين على المسابقة بإجرائها بالفندق الخاص بالجدة، سعدت كثيرا الفتاة بهذا القرار حيث أن كل القائمين بالمسابقة وبأعدادهم الكثيرة سيكونون نزلاء بالفندق، وقررت البقاء وعدم مغادرته وتخلت عن عملها وعملت بالفندق مع جدتها.

وعندما رأى المدير التنفيذ الشاب حاول أن يقنعه بالالتحاق بالمسابقة ومن وجهة نظره أراد الاستفادة من شهرته الواسعة إلا أن الشاب رفض ذلك بشدة؛ وهنا تدخلت الفتاة وأقنعته بأنه يستحق أن يحيا الحياة بكل حب وأنها أكثر شخص بالحياة تعلم وتقدر حجم خسارته لأنها جربت هذا الإحساس من قبل، وأنها مهما حزنت ومهما اكتأبت إلا أنها وجدت نفسها مضطرة لإكمال الحياة مجددا.

اقتنع بحديثها وأخبرها بأنه لا يريد أن يكون منافسا لها، فأخبرته بأن أقدار الله نافذة، فالتحق بالمسابقة ونالوا إعجاب الجميع حتى وصلوا للنهائي والذي كان يضم ثلاثة طهاة الفتاة والشاب ومتنافسة أخرى وقد كانت طاهية ماهرة ولها قدر من الشهرة أيضا كحال الشاب، وفي الجولة الأخرى فاجأت الفتاة الجميع بنجاحها وفوزها بلقب المسابقة وبالجائزة والتي قيمتها 500 ألف دولار.

كانت نفسها لا تصدق بأنها حققت الفوز الساحق وانتصرت حتى على نفسها، سألها المذيع ماذا ستفعل بالمال فأجابته بأنها ستنقذ منزلها ومنزل جدتها، وكانت تقصد الفندق؛ قام الشاب بإعداد أشهى المأكولات احتفالا بها وبالنجاح الذي حققته بعد كثير من الجد والاجتهاد والمثابرة في العمل، وبينما كان الجميع يحتفل ذهب الشاب للمطبخ وافتعل حريق صغير ليجعل جهاز الإنذار يعمل، ركضت الفتاة للمطبخ وإذا بها تفاجئ بأنه فعل ذلك ليتذكر أول لحظة جمعته بها، ويعطها هدية بمناسبة فوزها ونجاحها ويعترف لها بأنها أعظم انتصاراته ونجاحاته بالحياة، ويتقدم لها بالزواج فتقبل لتحقق نجاحا آخر.

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى