قصص حب

قصة مسلسل طائر النمنمة ونجاح دام سنوات بتركيا والوطن العربي

مسلسل طائر النمنمة حقق نجاحا باهرا بتركيا والوطن العربي، وأيضا بكثير من الدول الأجنبية حول العالم.

وقد حظي بهذا النجاح الباهر بعد عرضه على الشاشات حول العالم بأكثر من لغة، صنف هذا العمل من أفضل الأعمال التي قامت بها تركيا في السنوات الأخيرة لذلك كان النجاح حليفا للعمل أينا عرض، ولاقى ترحيبا واسعا من جماهير كثيرة مختلفة حول العالم.

ولازال العمل يحصد الكثير من النجاحات خارج تركيا على الرغم من أنه تم عرضه بتركيا منذ سنوات طوال مضت، لقد تم عرضه على الشاشات لأول مرة عام 2013 ميلاديا، ولازال حتى الآن يتم عليه الطلب من دول خارج تركيا.

ويرجع المسلسل لرواية الكاتب التركي الشهير “رشاد نوري غونتكين” والتي انتشرت انتشارا واسعا، كما أن هذه الرواية تعتبر رائدة للأعمال الأدبية التركية الكلاسيكية، وحتى يومنا هذا لاتزال هذه الرواية الأكثر شعبية وقراءة؛ ترجمت للعديد من اللغات الغربية والشرقية أيضا، ونقلت للشاشات البيضاء والفضية في كثير من المرات أحدثها المسلسل التركي الذي حمل اسم الرواية نفسها “طائر النمنمة” والذي كان من بطولة “بوراك أوزجيفيت” و “فهرية أفجان”.

قصـــة مسلسل “طائر النمنمـــــــة”

بوراك
الوسامة والجمال والإنفراد “بوراك أوزجفيت”

“فريدة” كانت لاتزال طفلة صغيرة عندما توفيت والدتها، كانت هذه الطفلة المسكينة لم تعي بعد معنى الموت والفراق، أمضت الليلة كاملة نائمة في حضن والدتها التي كانت قد غادرت الحياة فعليا.

نجحت الطفلة على الرغم من صغر سنها في إخفاء مشاعر ألمها وحزنها غلى فقدها لأمها من خلال شقاوتها وكثرة لعبها لتبدو قوية متماسكة أمام الجميع.

دللتها خالتها لدرجة أن ابنتها “نجمية” باتت تغار من الطفلة الصغيرة اليتيمة.

أبى والد “فريدة” أن يمس شيئا من أمواله، وقام بجمع كافة أمواله كاملة وقام بوضعها عند “سيف الدين” زوج بسيمة كأمانة لابنته فريدة حتى بلوغ سن الزواج تعطى لها، يأخذ “نظام الدين” بيد ابنته فريدة ويوصلها للمدرسة بيديه ومن بعدها يودعها، وبالعطلات الدراسية كانت تذهب “فريدة” لمنزل خالتها والتي كانت تفرط كثيرا في تدليلها والاعتناء بها على عكس ابنتها “نجمية” التي كانت تغار منها ولا تحب قدومها، وكانت دوما تفتعل معها المشكلات لتنغص عليها طيب عيشها، أما عن “فريدة” فكانت عنيدة للغاية ولا تقبل بالانهزام فكانت أيضا تفتعل مع “نجمية” المشاكل حيث أنهما كانتا دائمتي المنافسة، فقد اعتبرت “نجمية” فريدة منافستها الوحيدة بالحياة والتي أخذت منها حضن والدتها.

كلمة طائر النمنمة عندما تطلق على أحد ما، فإن ذلك يعني إما على قلة عقله أو على كثرة شقاوته وافتعاله المشاكل، وهذا أدق وصف لشخصية فريدة الطفلة اليتيمة التي كانت تخفي كل آلامها خلف شقاوتها والتي كانت تظهرها بشدة أمام كل من حولها لتظهر أمامهم قوية متماسكة لم يؤثر بها كل ما مرت به من صعاب.

توفيت والدتها وكانت فريدة طفلة صغيرة لا تعي أي معنى للموت بكل ما تعنيه هذه الكلمة المؤلمة من معنى، لدرجة أن هذه الطفلة الصغيرة اعتقدت أن والدتها تمزحها بكونها مينة أمامها، وآثرت أن تستلقي في حضنها حتى حل الصباح وأتى والدها ليرى هذا المشهد الحزين الذي أدخل على قلبه الحزن والمأساة.

ولم تعي الطفلة فريدة المعنى الحقيقي للموت حتى سمعت ذات مرة ابنة خالتها “نجمية” تتهامس مع أخيها وأصدقائهم قائلة: “لا ترقبوا فريدة لأننا إن قربناها سنأخذ منها العدوى حيث أن والدتها توفيت، وإن أخذنا منها العدوى ستموت أمهاتنا أيضا مثل والدتها”.

وفي هذه اللحظة شعرت الطفلة فريدة بأن الموت مرض من الممكن أن يعدى به أي شخص، واعتقدت أيضا بأنها حامل المرض نفسه فمن الممكن إن قربها أحد يموت مثل والدتها، لذلك انكمشت على نفسها ولم تقرب أحد، كانت الطفلة فريدة قد تعقدت من الأساس من موت والدتها، وانكمشت على نفسها.

وبعد وفاة والدة فريدة “غوزيدة” لاقت الطفلة الفريدة شفقة كل من حولها نظرا لحالها، فقد كانت طفلة صغيرة في عمر الزهور ولم ترى من حياتها شيء بعد، تفقد أمها أولى نبوع الحنان بالنسبة لها، لذلك عرضن كل خالاتها على والدها الإبقاء على الطفلة المسكينة مع إحداهن نظرا لطبيعة عمل والدها القاسية حيث أنه دائم التنقل من بلد لآخر، ليعوضنها حنان والدتها ورعايتها التي فقدتها إثر فقدها هي شخصيا؛ ولكن أباها رفض كل تلك المساعدات وآثر إرسال ابنته الوحيدة إلى المدرسة الداخلية الفرنسية.

وكان قرار والدها “نظام الدين” قرارا صائبا واتخذه لعدة أسباب أولها ألا تكون طفلته حملا ثقيلا وعبئا على أحد، وأن تتابع دراستها على أعلى مستوى وبأفضل الإمكانيات، وبأيام العطلة تأتي الطفلة فريدة لمنزل خالتها “بسيمة” والتي كانت غير راضية كليا على قرار والدها حيث أن تعليم الفتيات في هذه الآونة كان يعد شيئا مستهجنا فلا يلوذ به الكثيرون منهم.

لم تستطع الخالة “بسيمة” معارضة “نظام الدين” والد فريدة على قراره بشأن تعليمها وإبقائها بمدرسة داخلية أيضا، وخاصة أن الطفلة فريدة تمتلك من القصر حصة مماثلة لحصة خالتها “بسيمة” وهي حصة والدتها المتوفاة غير أن والد فريدة أبى أن يأخذ قرشا واحدا من إرث زوجته الراحلة حيث أن والدها عارض زواج ابنته “غوزيدة” من رجل “نظام الدين” يعمل بالجيش، إلا أنه تزوجها رغما عن والدها.

كانت خالتها “بسيمة” تحبها كثيرا وتحاول جاهدة تعويضها فقدها لحنان والدتها، فكانت كثيرا ما تضم الطفلة الصغيرة لحضنها؛ أما عن “كامران” ابن خالتها فكان دائما ما يتجاهل فريدة تصرفه هذا كان يسبب لفريدة الكثير من الغيظ عليه، أما عن الطفلة الصغيرة فكانت دائما ما تسبب المشاكل وتفتعل المقالب بكل من حولها، لذلك لقبوها بطائر النمنمة نظرا لكثرة حركتها وشقاوتها وتسلقها الأشجار بصورة غير طبيعية.

وربما كانت الطفلة فريدة تفتعل كل ذلك بسبب فراغ في حياتها إثر موت والدتها، ومن ثم رحيل والدها أيضا، فكانت تشعر دوما بأنها وحيدة على الرغم من كل جهود خالتها بسيمة لسد الفراغ التي كانت تشعر به.

أًبح ابن خالته “كامران” طبيبا، وكان مولعا بحب امرأة أرملة سيئة السمعة وكذلك تكبره بسنوات عديدة، كان “كامران” يخاف ن البوح باسمها، وعن الإفصاح عن علاقته بها؛ كما كانت “فريدة” توهم كل صديقاتها بأن هناك علاقة حب تجمع بينها وبين ابن خالتها الطبيب على الرغم من أن فريدة لم تكن تقتنع كليا بأمور الحب والغارم إلا إنها اضطرت لقول ذلك عندما عاب صديقاتها عليها عدم دخولها في أي علاقة مثلهن، فاضطرت لمجاريتهن على الرغم من أنها لا ترغب في ذلك مطلقا، وفعلت كل ذلك حتى تتخلص من اتهاماتهن إليها بصورة متكررة.

أما عن “نجمية” شقيقة “كامران” فهي غارقة في حب “سليم” طبيب وصديق أخيها، شاب فقير اضطرته ظروف فقره أن يلجأ لرجل نصاب “ليفنت” أن يصرف عليه أثناء تعليمه ودراسته، وبعد إنهاء دراسته يريد “سليم” أن يستغل الصبية الثرية “فريدة” لسداد كل الديون التي عليه عن كل تلك السنوات الماضية، كان يرغب “سليم” في الاستئثار بفريدة لنفسه والحصول على كافة ثرواتها، وبالفعل استطاع أن يتمكن من فعل ذلك ودون معرفة صديقه “كامران” الذي يعتبر قريب فريدة أيضا.

وفي إحدى المرات حدث سوء تفاهم بين سليم وكامران فهم إثره سليم أن فريدة مريضة للغاية، وأن أمامها أيام معدودات بالحياة، فيخبرها سليم بما فهم فتتأثر فريدة كثيرا وتشعر بالأسى والضيق بصدرها؛ كانت فريدة منذ صغرها تأبى أن تسقط دمعة واحدة أو أن تظهر ضعفها أمام أحد، فدائما ما تتصنع القوة والتماسك أمام الآخرين جميعهم، وكانت في الحقيقة تخفي آلاما وجروحا قوية بداخل قلبها غير أن السيد “سيف الدين” كان الوحيد الذي يقدر مدى الآلام اتي تعيشها هذه الفتاة المسكينة، وكان دوما يحاول التقرب منها والتخفيف عنها، حتى أنها لم تكن تستحي أو تخشى من البكاء أمامه.

لقد كان السيد “سيف الدين” بمثابة والد لفريدة، فقد كان دوما يجفف دمعها ويمسح على رأسها ويحاول نصحها وإرشادها بكل حب، ومن ناحية أخرى تكتشف فريدة علاقة “كامران” بالأرملة “ناريمان”، وعلى الفور تساومه وتعقد معه اتفاق أن تحفظ سره وألا تكشفه أمام أحد في مقابل أن يمثل أمام صديقاتها أنه يحبها، في البداية اعترض على ما طلبته منه إلا إنه أمام شقاوتها وذكائها المتقد وجد نفسه يوافق على ما تطلبه منه، يرضخ الطبيب الرزين أمام مطلب الفتاة الشقية الصغيرة، وعلى الرغم من أنه يجد من الغرابة كثيرا من مطلبها إلا أن اللعبة تنقلب على رأسهما فيحب كل منهما الآخر.

فيطلب “كامران” من والديه الزواج بفريدة، والتي تسعد كثيرا وتملأ السعادة قلبها غير أنها تتركه قبل زفافهما بيوم واحد لأنها تكتشف خيانته لها مع نفس المرأة الأرملة “ناريمان” التي كان يحبها، تترك فريدة المنزل بأسره هاربة بجروح قلبها.

تعمل فريدة مدرسة في أنطاليا على الرغم من جروح قلبها الكبيرة والتي لحقت بها جراء خيانة حبيبها لها، تضطر الفتاة للتنقل من بلدة لأخرى وذلك لأسباب وظروف كثيرة، لقد كانت هذه الفتاة أينما حلت وجدت الفساد من حولها والمكائد التي تحاك ضدها، ولاسيما من التحرش بها من قبل الرجال نظرا لجمالها الآسر الخلاب، فكانت بكل مرة تلوذ بالفرار، ودام ذلك لسنوات عديدة.

تتبنى فريدة طفلة صغيرة “مانيسا”، وتعلم أن “كامران” قد تزوج من الأرملة “ناريمان”، وتصاب بحزن جديد عندما تموت الطفلة التي تبنتها، تغادر عملها من جديد وتتعرف على الطبيب “خير الله”، وذاك رجل كبير في السن يعاملها كابنته، ولكن فريدة تضطر في النهاية للزواج من الطبيب “خير الله” لإسكات كل الإشاعات التي كانت تدور من حولها، وذات يوم تقرر زيارة خالتها “بسيمة”، وهناك تجد “كامران” قد أصبح أرملا ومعه طفل صغير.

وبمجرد رؤيته لها يتجدد حبه لها داخل قلبه من النظرة الأولى لها كما يتجدد ألم فراقها عنه، أما عنها فيتجدد بداخلها ألم خيانته لها، يوضح لها “كامران” بأنه قد تزوج من “ناريمان” لأنه وصل إليه أنها قد أحبت رجلا غيره، وأنه حينها لم يرد لها إلا السعادة.

وقبل رحيل “فريدة” بيوم واحد تخبر “نجمية” ابنة خالتها أن زواجها بالطبيب “خير الله” لم يكن زواجا فعليا، وأنه توفي من الأساس، وتقوم فريدة بإعطائها دفترا به مذكراتها لتعطيها لكامران، والذي يعرف من خلالها أن فريدة لم تكف يوما واحدا عن حبه.

وتنتهي قصة المسلسل بأن فريدة وكامران يعودان لبعضهما البعض، ويعترف كامران لها بخيانته وبمدى أسفه وندمه الشديد على فعلته.

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

قصص واقعية طويلة مؤثرة جدا للفتيات

قصص حب مؤثرة طويلة قصة بعنوان من يصلح الملح إذا الملح فسد؟!

قصص حب طويلة وكاملة قصة حمدا لله أني أحببتك يوما

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى