قصص حبقصص طويلة

قصة “كفاح ونضال في ظل الحب” ج3

ونوقن جميعنا على الدوام أن أفضل سلاح للتغلب على الصعاب هو اختراقها، والإنسان منا ولد بطبعه متحديا كبيرا لا يقدر عليه أحد.

كل ما يحتاج إليه هي العزيمة والإصرار والحب الصادق الحقيقي ليقف بجانبه، وبكل ذلك بإمكانه أن يحقق المعجزات والمستحيل بعينه.

“كفاح ونضال في ظل الحب” ج3

صورة عن الحب الحقيقي
المعنى الحقيقي للاطمئنان بالحبيب

تمكن أحد أصدقائهما من العثور على سكن صغير بدور أرضي على الطوب الأحمر متألف من حجرتين صغيرتين ومطبخ وحمام، لقد كان بإحدى الأزقة الضيقة لأحد الأحياء الشعبية.

لقد كان السكن بالنسبة لهما بمثابة هدية الله من السماء، لقد كان صاحب السكن في أمس الحاجة للمال، لذلك سكنا بها على الفور؛ ولأول مرة يقومان بشراء أثاث لمنزل يجمعهما سويا، أثاث عش الزوجية والذي كان عبارة عن سرير ووسادتين ومكتب خشبي وكرسيين، أما عن الأواني المستخدمة في الطهي وصنع المشروبات الساخنة فتمثلت في براد للشاي وكوبين وحلة واحدة وطبق واحد وملعقة واحدة أيضا.

كان الثنائي يشعر بكثير من الراحة والاطمئنان، يشعران بسعادة فائقة لا توصف بوجودهما جنبا لجنب، يحكي الشاب عن زوجته وكونها قوية الإرادة والتنفيذ أيضا، لقد كانت قوية الشخصية ولا يضعفها كل ما يمران به من ظروف صعبة، كانت مدبرة لأبعد الحدود، فمرتب كلاهما كان يكفيهما للطعام والشراب والمواصلات أيضا بعد دفع الإيجار، كانت الزوجة الحمولة تتفنن في طهي الطعام لزوجها الحبيب.

كانا يعيشان في منزلهما حياة سعيدة للغاية، ولا ينغص عليهما طيب عيشهما سوى كثرة الفئران والحشرات بالمنزل، وعلى الرغم من انعدام كافة الترفيه كشراء الملابس الجديدة أو قطعة من الأثاث المريح إلا أنهما كانا متناغمين بحياتهما وكثيرا الشغف بها.

نشأت علاقة ود طيبة بينهما وبين جيرانهما بالحي البسيط، كان الثنائي يشعر بالكثير من السعاد والدفء بوجود المحبة الصادقة من جيرانهما البسطاء الأوفياء بمحبتهم وصداقتهم أيضا، وجدا بهم العزاء عن أهلهما الذين تخلوا عنهما ولم يتذكروا أن لهم ابن وابنة، فهؤلاء الجيران دون سابق معرفة بهما من قبل أغدقوا عليهما بالكثير من الحب والمساعدة أيضا.

كانت الجارات دوما تساعدن الزوجة حيث أنهما كانا طبيبان وبالكاد يمتلكان وقتا بعد عملهما، فكانت إحدى الجارات تساعدها في تنظيف المنزل بجد، والأخرى تساعدها في أخذ ملابسهما والقيام بغسلها، في البداية كانت الزوجة تعتذر وتشعر من داخلها بالسعادة الفائقة، ولكنهن كن يصرن على مساعدتها يوميا، شعرت بحنان الأهل ودفء الأجواء.

كثيرا ما تناسيا أهلهما كليا، ولكن بيوم من الأيام حدث شيء مروع ذكرهما بما كانا قد نسياه مسبقا، في إحدى الليالي وبعد منتصف الليل حيث كانا نائمين سعيدين في سبات عميق بعد انقضاء يوم طويل وشاق من العمل، إذا بمجموعة من الرجال العمالقة يخترقون باب المنزل على الثنائي ويقومون بتخريب كل شيء بداخل المنزل، فيكسرون الأثاث ويمزقون الكتب ويحطمون كل شيء، بثوا الرعب بقلبيهما لقد انهالوا عليهما بالكثير من التهديدات والوعيد، كانوا من قبل والد الزوج والذي صار ذا منزلة ومكانة عالية ومرتفعة بالدولة، أراد أن يوصل إليهما برسالة فحواها الاستسلام وتجاوز كل منهما عن حبه للآخر وتخليهما عن بعضهما البعض، واعتبر أن ما يفعلانه تحديا له ولمكانته التي باتت مرموقة في المجتمع.

وبعدما انصرفوا الوحوش عديمي الرحمة انحنى الزوجان يلملمان ما تبقى من أوراقهما وكتبهما الهامة، وقاما بإصلاح الأثاث على قدر استطاعتهما، غلبهما النعاس من كثرة التعب، فتعمد كل منهما أن يلف نفسه كاملا بالآخر ويحتمي به من غدر الزمان، وما قد تحمله لهما الأيام من أحزان وأوجاع.

علم الزوج باليوم التالي أثناء عمله حيث زاره صديق مقرب إليه وقد كان يتصف بالصدق والوفاء من صغره مع الجميع بأن والده يصر على التفرقة بينه وبين زوجته، وأنه لن يهدأ له بالا إلا بعودته لأحضانه مجددا ولكن بعد التخلص من الفتاة والتأكد من ذلك.

وأخبره أيضا عن خطة والده، وأنه ينوي أن يلفق قضية آداب لزوجته، وبذلك يضيع مستقبلها فتتأدب وتضييع هي ذاتها في غيابات السجن، لقد رتب لكل ذلك لولا صديقه علم بالصدفة فتدخل على الفور، وبين للوالد أن ما فعله ابنه من البداية خاطئا، صار يؤكد للوالد أنه بصفه وطلب منه أن يعطيه الفرصة ليغير من رأي الابن، وبين أيضا أنه لو فعل ذلك بزوجته وهو يعلم يقينا كم أن ابنه يحبها وضحى بكل شيء لأجلها لما لان إليه قلبه ولعاند أكثر وضاع هو ذاته مع الفتاة.

وكانت نتيجة كل ذلك اقتنع الوالد بكلام صديق ابنه وأعطاه الفرصة ليتحدث مع ابنه ويجبره على العدول عن رأيه وإلا لاقى ويلا مريرا…

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

قصة قبل النوم للحبيب بعنوان “كفاح ونضال في ظل الحب” ج1

قصة “كفاح ونضال في ظل الحب” الجزء الثاني

قصة قبل النوم للكبار قصة رامي والحب الابدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى