قصص دينيةقصص وعبر

قصة صافي بن صياد الدجال

الدجال أعظم فتنه على مر التاريخ كله على البشر، ما من فتنه أعظم من فتنة الدجال والمصيبة أنه فتنة في الدين وليس فتنة في الدنيا، ما مر على البشرية ولن يمر عليها فتنة كفتنته، كل الرسل والأنبياء من لدن نوح حزروا قومهم من الأعور الدجال، لأن فتنته عظيمة وخطبه شديد.

هذا الدجال متى سيخرج ؟؟  سيخرج في آخر الزمان وخروجه علامة من علامات الساعة الكبرى، لكن الغريب وما سنقصه عليكم في هذه القصة هو أنه كان هناك صبي على أيام النبي صل الله عليه وسلم كان الناس يشكون في أمره هل هذا هو الدجال أم لا؟.

بداية القصة:

لما هاجر النبي صل الله عليه وسلم إلى المدينة كان هناك فتى من اليهود اسمه “صافي بن صياد”، فتى صغير حتى أنه لم يبلغ الحلم، انتشر خبره بين الناس أنه الدجال وأن الفتى يزعم أنه الدجال الأكبر، حتى النبي صل الله عليه وسلم لم يطلعه الله على حقيقة هذا الفتى هل هو الدجال الأكبر أم لا، بدأ الناس يخافون من هذا الفتى هل هو فعلا الدجال الأكبر أم هو ساحر يتعامل مع الشياطين أم كاهن، كان الفتى ” صافي بن صياد” يخبر الناس بأمور كثيرة يصدق فيها أحيانا ويكذب أحيانا أخرى، الفتى كان غريب الطباع وكان يأتى بأفعال وحركات تخيف الناس.

أراد النبي صل الله عليه وسلم أن يستطلع أمره لكي يتبين حقيقته، هل صافي هذا هو الدجال الأكبر فيحزر الناس منه أم أنه مجر ساحر؟؟ ذهب النبي صل الله عليه وسلم إليه في مزرعة لهم ووصل إليه وكان الفتى وقتها قارب على بلوغ الحلم أي أنه في العاشرة أو الحادية عشر من عمره وقد يكون أصغر من هذا السن بما أنهم في زمنهم كانوا يبلغون الحلم في سن صغيرة.

قال له النبي صل الله عليه وسلم يا صافي أتشهد أني رسول الله؟

قال صافي : أشهد أنك رسول الأميين، أي أنك رسول العرب وليس رسول لليهود، ثم قال الفتي لرسول الله صل الله عليه وسلم أتشهد أنت يا محمد أني رسول الله؟

يا الله فتي لم يبلغ الحلم تخرج منه هذه الكلمات الكبيرة الخبيثة!!!

فقال النبي صل الله عليه وسلم أعوذ بالله آمنت بالله ورسوله، وهذه اجابة تدل على تعجب النبي صل الله عليه وسلم من رد هذا الفتي الصغير، ثم قال له النبي صل الله عليه وسلم ماذا تري يا صافي؟؟

قال الفتي:أرى صادق وكاذبا

فقل النبي صل الله عليه وسلم : خلط عليك الأمر، أي أنك لا تعرف الحقيقة، ثم قال له النبي خبأت لك خبيئة أي شيء في صدري أريد منك أن تعرفه

فقال الفتى : الدخ

فقال النبي صل الله عليه وسلم اخسئ فلن تعلو قدرك

فسأل النبي صل الله عليه وسلم ماذا خبأت له في صدرك، فقال صل الله عليه وسلم أنزلت على سورة الدخان

فإذا الشياطين تنقل له ما سمعته من الملائكة ولكنه لم يسمعوا الكلمة كاملة أو أنهم سمعوها وأخذ بعضهم ينقلها لبعض وتنقص بينهم إلى أن وصلت له كلمة الدخ فقط ولم يعرف ماذا في صدر النبي صل الله عليه وسلم.

اختلف الصحابة في أمر هذا الفتي فانقسموا قسميين بل إن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أقسم على أن هذا الفتي هو الدجال الأكبر، وكان يقول أنه كان يقسم على هذا الأمر في حضرة النبي صل الله عليه وسلم ولم يرده النبي صل الله عليه وسلم أو يعارضه في هذا.

أراد النبي صل الله عليه وسلم أن يتبين حقيقة الفتى أكثر من هذا، وهذا إن دل فيدل على أن الأنبياء لا يعلمون الغيب، فلو كان صل الله عليه وسلم يعلم الغيب لما خفي عليه أمر هذا الفتى، وفي يوم من الأيام جاء إليه النبي صل الله عليه وسلم إلى هذه الفتى ووقف بيين الأشجار، أراد صل الله عليه وسلم أن يعرف ماذا يفعل هذا الفتى ومن يقذف في قلبه هذه الكلمات ومن أوصله إلى هذه المنزلة من الكذب والدجل، لكن أم الفتى رأت النبي صل الله عليه وسلم يقترب من ابنها فنادت عليه وقالت يا صاف هذا محمد قد جاء إليك.

فزع الفتى حين سمع نداء أمه ورأى النبي صل الله عليه وسلم، وكان الفتى في وضع غريب يقول عنه النبي صل الله عليه وسلم لو تركتنى ” يعني أم الفتى” لتبينت أمره،  هل يتلقى علومه من الشياطين أم من الذي يخبره بتلك الأمور.

انتشر خبر ابن صياد في المدينة وبدأ الكل يحظر من هذا الفتى شأنه عجيب وأمره غريب حتى النبي صل الله عليه وسلم كان يقف عندها، وبعد أن كبر صافي بن صياد وأصبح شابا أراد سيدنا عبدالله بن عمر أن يتأكد من أمر هذا الشاب هل هو الدجال أم لا، وفي يوم من الأيام كان يمشي بن عمر رضي الله عنها في الطريق فرأى بن صياد أعور العين، تعجب سيدنا عبدالله بن عمر من أمر هذا الشاب لأن من علامات وأوصاف الدجال أنه أعور وها هو صافي بن صياد يقف أمامه أعور العين، تعجب سيدنا عبدالله وشك في الشاب أكثر من ذي قبل، وأراد أن يزداد يقينا فقال له يا ابن صياد ما بال عينك؟

فقال صافي : ما بالها؟

قال بن عمر: إنها عوراء!

فقال بن صياد: وإذن

فقال بن عمر: كيف صارت عوراء وكانت سليمة؟

قال بن صياد: لا أعلم استيقظت من صباحي فإذا هي عوراء

فجادله يسدنا عبدالله بن عمر وقال: وكيف صارت عوراء؟

فقال بن صياد: كما تكون في عصاك، وهو رد لا معني له يريد أن ينهي به كلامه.

فغضب عليه سيدنا عبدالله بن عمر رضي الله عنهما مما جعل صافي بن صياد يغضب غضبة بدأ ينتفخ منها، يقول الراوى حتى ملئ السكة من شدة انتفاخه حتى أغمي على سيدنا عبدالله بن عمر، ولما أفاق أسرع إلى بيت اخته أم المؤمنين حفصة بنت عمر فلامته السيدة حفصة وقالت له : ماذا صنعت يا عبدالله

قال سيدنا عبدالله بن عمر: ماذا؟ أردت أن أتأكد

فقالت السيدة حفصة :يا عبد الله ألم تسمع رسول الله صل الله عليه وسلم يقول ” يخرج الدجال في غضبة يغضبها” ، أتريد ان تغضبه؟ ماذا لو كان الدجال وخرج على الناس إثر هذه الغضبة.

مواقف أخرى محيرة لابن صياد:

بعد زمن من وفاة النبي صل الله عليه وسلم أسلم صافي بن صياد، لكن بعض الصحابة لا زال متشككا في أمره، وفي يوم من الأيام خرج بن صياد مع نفر من الصحابة من المدينة إلى مكة يريدون العمرة، وكان من بين الصحابة الصحابي الجليل أبو سعيد الخضري رضي الله عنه، وفي الطريق ذهب كل واحد منهما ليقضي حاجته أو لبعض أمره ولم يبقى عند المتاع يحرسه سوى سيدنا أبو سعيد الخضري، ثم فجأه جاء صافي بن صياد ليجلس بجواره، ضاق صدر سيدنا أبو سعيد الخضري فأراد أن يتحجج لابن صياد فقال له : خذ متاعك وضعه تحت الظل أفضل لك من هنا كل المكان مشمس.

ففعل ابن صياد ووضع متاعه تحت الظل، ثم رأى غنم فجاء بقدح كبير وحلب بعض الشياه وذهب بلبنها إلى سيدنا أبو سعيد الخضري رضي الله عنه فقال له اشرب.

فقال أبو سعيد: الجو حار واللبن حار ولا أريد أن أشرب، ويقول أبو سعيد والله ما أريد سوى فراقه.

فرد ابن صياد على أبو سعيد: فقال يا أبو سعيد أنت من أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم، والله وددت  ان أربط حبلا في شجرة وألف بها عنقي وأقتل نفسي مما يقول الناس أني الدجال، يا أبا سعيد أنت سمعت أحاديث الدجال من رسول الله صل الله عليه وسلم، أما تعرف أن الدجال كافر وأنا مسلم؟، بدأ أبو سعيد يهدأ

فقال ابن صياد: ألم يقول رسول الله صل الله عليه وسلم أن الدجال لا عقب له أي ليس له أولاد؟

فقال أبو سعيد: نعم

فقال بن صياد: ألم أترك أولادي في المدينة؟

قال أبو سعيد:بلى

فقال ابن صياد: ألم تعلم أن الدجال لا يدخل مكة والمدينة وها أنا ذا خارج من المدينة وسأدخل معكم مكة.

ارتاح أبو سعيد لكلامه وبدأ يهد ثم ما لبس أن انقلب ابن صياد وعاد لطبيعته الغريبة

فقال: أما إنى أعرفه وأعرف أباه وأمه وأعرف أين مكانه يقصد الدجال، وأكمل حديثه قائلا: ولو عرض على ما اعترضت، أي لو عرض على أن أكون الدجال لما اعترضت

ففزع أبو سعيد مرة أخري وشك في أمره.

بعض الرواة الذين تكلموا عن ابن صياد يقولون أنه ارتد مرة أخرى ومات أولاده جميعا وأنه اختفى في معركة أيام سيدنا على بن أبي طالب ولم يرى له جثه، ، حتى قال بعض العلماء أنه شيطان في صورة انسان وأنه قرين الدجال، وفي النهاية نقول أن أمر هذا الرجل غريب ولا يعرف حقيقته إلا الله عالم الغيب.

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى