قصص الأنبياء

قصة النمرود كاملة pdf من تحدى الله وسجد لإبليس مع نبي الله إبراهيم

إن النمر من أعظم ملوك الأرض الذين حكموا كل الأرض ومن عليها، كما أنه أول إنسان يتعلم السحر وعلى يد إبليس نفسه شخصيا.

النمرود أول من ادعى الألوهية، نشأ النمرود بمدينة بابل حيث كانت من أعظم الحضارات الموجودة حينها وتاريخها يشهد بذلك.

لقد حباه الله سبحانه وتعالى كل شيء، لقد كان عصر النمرود مزدهرا وعصر رخاء، لقد كان ملكا عظيما تخشاه كل ملوك زمانه، وقد امتلك جيشا جباراً تهابه كل جيوش الأرض بحيث لا يجرؤن على تحديه ولا المثول أمامه.

لقد تكبر وتجبر في الأرض، فكان لا يقبل فكرة وجود ملك بكل الأرض غيره، فكان دائم القول بأنني أنا إلهكم من ملكت الأرض وما عليها.

كانت شعوب بابل حينها تعبد الشمس والكواكب، أما النمرود فقد كان يعبد الأصنام، ومن كرة تجبره وطغيانه قام بصناعة تمثال يشبهه وأمر كل اناس من حوله أن يبعدوه ويسجدوا له!

تعريف بالنمرود:

النمرود بن كنعان بن كوش بن حام بن نوح عليه السلام، كان النمرود ملكاً متكبرا متجبراً يحكم كل العالم من مملكته، لقد كان يحكم شعبه بالحديد والنار وكان متسلطاً عليهم.

لقد على في الأرض علواَ كبيرا، ولكنه كان ملكاً كافراً بأنعم الله وكافراً بالله سبحانه وتعالى، كما أنه ادعى الربوبية والألوهية.

النمرود كان أول من وضع التاج على رأسه، وكان أول من تعلم السحر وقد تعلمه على يدي إبليس لعنة الله عليه نفسه.

لقد بنى النمرود أحد عجائب الدنيا السبع، ألا وهو برج بابل عظيم الصرح.

النمرود في صغره وقبل أن يتولى الملك:

قبل أن يصبح النمرود ملكاً ويرث الأرض وما عليها بإذن من الله سبحانه وتعالى، كان يتنعم الترف ورغد العيش، كما كان حلمه الأول والأخير بأن يصير حاكما للبلاد وما عليها، حاكما بلا منازع له.

وفي أحد الأيام بينما كان النمرود يغتسل ومن حوله مجموعة كبيرة من النساء الحسناوات، وإذا برجل أحدب يرتدي الأسود من الملابس التي كانت تغطيه، دخل فجأة لدرجة أن النمرود نفسه تعجب من وصوله لمثل هذا المكان بقصره..

قال الرجل الأحدب بصوت تملأه السخرية والتهكم: “أأنت إذاً من ستملك الأرض ومن عليها؟!”

استشاط النمرود غضباً وأمر بقتل الرجل الأحدب في الحال وكل الجواري اللاتي كن معه بالحمام نظرا لسماعهن الكلام الذي تفوه به الأحدب، وما أمر به النمرود كان فقد قتل الرجل وكل من كان حوله، وعندما صعد النمرود لغرفته وجد الرجل الأحدب بها نفس الرجل الذي قتل أمام عينيه لتوه، فقال والعجب يملأ نفسه: “من أنت؟!”

قال الرجل الأحدب: “أنا ملك النور يوم أن خلق النور!، وإذا أردت أن تصبح ملكاً عظيماً حاكماً لكل البلاد وما عليها فسيتوجب عليك رؤية هيئتي الحقيقية”.

فجاءه الرد بالموافقة من النمرود في الحال، وإذا بالرجل الأحدب يتمثل في هيئته الحقيقة وقد ظهر رجلاً عظيم البنية يكسوه الشعر بسائر جسده، وقد كان ذلك الرجل هو إبليس!

أمره إبليس اللعين أن يسجد له مقابل منحه القوة، وكان لإبليس ما أراد فسجد النمرود لإبليس، وكان النمرود أول إنسان يبيع روحه للشيطان مقابل حصوله على النفوذ والسلطة، علمه إبليس السحر وعلمه كيفية سحر الناس ليصير أعظم حاكم عليهم.

وبعدما أتقن النمرود كل فنون السحر على يدي معلمه الأكبر إبليس اللعين، أمره إبليس بقتل أباه حتى تسمح له الفرصة بالاستيلاء على حكمه من بعده؛ فاستجاب النمرود لكل أوامر إبليس وقام بقتل والده، وبذلك أصبح له الحكم من بعده فصار ملكا جبارا متسلطا وكذلك ساحرا قويا، لا يعلم أحد مدى حدود قوته ونفوذه وسلطانه.

وبالفعل أصبح النمرود ملك الأرض وما عليها، كان قويا يملك جيوشا لا تقهر، كان أول من وضع التاج الذهبي على رأسه، ويمها قال: “نحن ملوك كل الدنيا وما عليها”.

كان يستثمر جيشه الجبار في غزو كل البلاد من حوله، ولازال يغزو الأراضي حتى أصبح ملك الأقاليم السبع؛ كان النمرود يملك القمح والطعام وله الأحقية الأولى والأخيرة في التصرف بهم كيفما يشاء يؤتيهما من يشاء ويمنعهما عمن يشاء.

رؤيا النمرود في صغره:

لقد رأى النمرود حلماً بمنامه جعله يضطرب حيث أنه رأى كوكباً طلع في السماء فذهب ضوء الشمس لدرجة أنه لم يبق منها ضوء.

وأرسل في طلب كل الكهنة والمنجمين لتفسير وتأويل رؤياه، فكان ردهم عليه بأنه سيولد ولد سيكون هلاكك على يديه!

وما كان من طاغية متجبر إلا أن أمر بذبح كل غلام يولد، وبهذه السنة ولد سيدنا “إبراهيم” عليه السلام ولكن والدته أخفته من شدة خوفها على ابنها المولود، وعندما كبر سيدنا “إبراهيم” عليه السلام تحدى النمرود وكان سببا فعليا في هلاكه وزوال إمبراطورية ملكه العظيمة.

قصة سيدنا إبراهيم نبي الله مع أكثر ملوك الأرض تجبراً وتكبراً:

وكان الناس يخرجون من كل فجاج الأرض يبغون الطعام من النمرود ملك الأرض وما عليها، وبيوم من الأيام خرج نبير الله سيدنا “إبراهيم” عليه السلام ليختار الطعام مثلهم، فرأى سيدنا “إبراهيم” عليه السلام ملكاً يمر بين الناس، ويسألهم على الدوام: “من ربكم؟!”، فتأتيه الإجابة منهم على سؤاله: “أنت ربنا الأعلى”.

وإذا بالملك يمر على سيدنا “إبراهيم” عليه السلام ويسأله نفس السؤال المعتاد على لسانه: “من ربك؟!”

فأجابه سيدنا “إبراهيم” عليه السلام قائلا: “ربي الذي يحيي ويميت”.

فقال النمرود بن كنعان: “أنا أحيي وأميت من أشاء”، فأمر النمرود رجاله بإحضار انين من الرجال، فقتل أحدهما وأمر بإطلاق سراح والعفو عن الآخر.

فقال سيدنا “إبراهيم” عليه السلام: “إذاً أحيي من قتلته”.

فعجز النمرود عن تحدي سيدنا “إبراهيم” عليه السلام وفعل ما أخبره به، ولازال الكبر يملأ قلبه فقال لسيدنا “إبراهيم” متهكم: “وماذا يفعل ربك؟!”

فأجابه سيدنا “إبراهيم” عليه السلام: “إن ربي يأتي بالشمس من المشرق فأتي أنت بها من المغرب”.

فعجز النمرود عن فعل ما أبخره به سيدنا “إبراهيم”، وما كان من عجزه إلا أنه نف عن غضبه بأن منع سيدنا “إبراهيم” عن أخذ طعامه.

فطلب سيدنا “إبراهيم” عليه السلام أن يأخذ البعض من رمل المدينة رغبة في أن يتطيب أهله برائحته، وعندما عاد سيدنا “إبراهيم” لبلده ومنزله ووسط أهله نزل عن الرحال ونام، وأثناء نومه فتحت زوج سيدنا “إبراهيم” عليه السلام الرحال وإذا بها تجد أطيب الطعام برحال زوجها، فقامت وأعدته وهيأته، فكان أطيب ما يكون.

وعندما مت زوجه إليه الطعام، سألها عليه السلام: “من أين هذا؟!”

فأجابته: “أنت من أحضرته معك”!

فعلم سيدنا “إبراهيم” يقينا، وقال عليه السلام: “بل هو من عند الله سبحانه وتعالى”.

حمد الله سبحانه وتعالى وأثنى عليه وتناول طعامه، وبعدها ذهب لقومه يدعوهم لعبادة الله وحده لا شريك له ويكفون عن عبادة النمرود، وما كان من قومه إلا أن كذبوه ورفضوا ما جاء به.

وفي أحد الأيام ذهب قوم سيدنا “إبراهيم” عليه السلام خارج البلاد للاحتفال، فذهب سيدنا “إبراهيم” إلى الأصنام التي كانوا يعبدونها دون الله سبحانه وتعالى وكسرها جميعها إلا الصنم الأكبر.

وعندما جاءوا واكتشفوا ما حل بآلهتهم، أتوا بسيدنا “إبراهيم” عليه السلام وسألوه: “من فعل هذا بآلهتنا يا إبراهيم؟!”

فأجابهم قائلا: “لقد فعلها بهم كبيرهم هذا فاسألوه”.

فأجابوه متسائلين: “وكيف لصنم لا يضر ولا ينفع أن يفعل ما تقول”.

وأخذوه إلى النمرود ليلقى عقابه، وهناك كانت الفرصة قد سنحت للنمرود أن ينتقم من سيدنا “إبراهيم” عليه السلام على ما فعله به من قبل؛ فأمر النمرود بأن يجمعوا حطبا كيرا ويحفروا حفرة عظيما، ويضرموا بها النيران، وبالفعل كان ما أراده النمرود، فقد كانت أعظم نار تقام بكل المدينة، ولقد رموا بسيدنا “إبراهيم” عليه السلام بالنيران، وجعلوها تأكل فيه عدة أيام، ليتمكنوا من جمع رماده حيث أنه أول من تجرأ على آلهتهم الصماء.

وبعدما انطفأت النيران بعد عدة أيام وجدوا أن سيدنا “إبراهيم” عليه السلام كما هو لم تمسه النار غير أنها أكلت قيوده، غضب النمرود غضبا شديدا عارما، كما أن الناس بدأوا يؤمنون برب سيدنا “إبراهيم” عليه السلام، ويؤمنون ويصدقون بما جاء به.

ولم يجد النمرود إلا طريقا واحدا، فطلب المساعدة من إبليس لعنة الله عليه، فأخبره إبليس اللعين بأن سيدنا “إبراهيم” عليه السلام إنما هو شيطان من الشياطين، لذلك لم تمسه النار بسوء؛ ولم يخبره اللعين بأن سيدنا “إبراهيم” عليه السلام إنما هو نبي من أنبياء الله مرسل بالحق من عند الله سبحانه وتعالى.

فسأل النمرود بنفس التكبر والتجبر والغرور: “وما الذي يملكه إبراهيم ولا أملكه أنا؟!”

فأجابه إبليس اللعين قائلا: “إنه لا يملك شيئا سوى الحيلة””!

هجوم جيش البعوض على النمرود وجيوشه العظيمة:

أعلن النمرود تمردا عظيما على إبليس اللعين، والذي كان بالنسبة إليه حليفه الوحيد؛ فأرسل الله سبحانه وتعالى إلى النمرود ملكاً من السماء يدعوه لعبادة الله وحده لا شريك له، ويبقى على ملكه.

فقال النمرود المتكبر على الملك المرسل إليه: “وهل هناك إله غيري؟!، فقد ملأ قلبه الكبر فأصبح غير قادرا على رؤية الحق من الباطل.

رفض النمرود ما جاءه به الملك، فأرسل الله سبحانه وتعالى إليه بملك آخر فرفض، وأرسل سبحانه وتعالى إليه بملك ثالث فرفض، فقال له النمرود: “اجمع جموعك خلال ثلاثة أيام”.

وجمع النمرود جموعه في ثلاثة أيام، وعندما كان اللقاء أرسل الله سبحانه وتعالى إليهم بجيوش من البعوض أكلت من لحومهم وشربت من دمائهم، ترك جيشه من حوله عظاما باديا، ولم يترك من كل الجيوش إلا النمرود، فسلط الله سبحانه وتعالى عليه بعوضة دخلت بأنفه واستقرت بدماغه، كان لا يهدأ النمرود منها إلا إذا ضرب المطارق الحديدة والأحذية أيضا.

كان النمرود يتوسل إلى خدامه ليضربوه بالمرازب الحديدة حتى يهدأ عنه الألم ولو قليلا؛ قيل أن النمرود تعذب بهذه البعوضة طيلة أربعمائة عام، وكانت نفس المدة التي حكم فيها بتجبر وتكبر وتعالٍ علة الناس، لقد عذبه الله سبحانه وتعالى ببعوضة صغيرة حتى كانت السبب في هلاكه، يقال أيضا أن النمرود مات جنوناً لكثرة الضرب الذي تعرض له وكان برغبة منه وتوسل أيضا.

قال “زيد بن أسلم”: “وبعث الله إلى ذلك الملك الجبار ملكاً يأمره بالإيمان بالله، فأبى عليه.

ثم دعاه الثانية فأبى عليه، ثم الثالثة فأبى وقال: “اجمع جموعك وأجمع جموعي، فجمع النمرود جيشه وجنوده وقت طلوع الشمس، فأرسل الله عليه ذبابا من البعوض بحيث لم يروا عين الشمس، وسلطها الله سبحانه وتعالى عليهم، فأكلت لحومهم ودمائهم وتركتهم عظاما بادية.

ودخلت واحدة منها في منخر الملك، فمكثت في منخره أربعمائة سنة؛ عذبه الله سبحانه وتعالى بها، فكان يضرب رأسه بالمرازب في هذه المدة كلها حتى أهلكه الله عز وجل بها).

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

لكل ظالم نهاية قصة سيدنا ابراهيم مع النمرود مختصرة بقلم : غرناطة الطنطاوي

قصة سيدنا إبراهيم علية السلام مع قومه ومع النمرود ومع ابنه إسماعيل

قصص الانسان فى القران قصة النمرود

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى