قصص الأنبياء

قصة سيدنا شعيب عليه السلام مختصرة خطيب الأنبياء

تعتبر لقصص الأنبياء الكثير من العظات والعبر، كما أن لها العديد من الفوائد والأهمية الكبيرة في معرفة حال الأمم السابقة وحال العصاة منهم والطغاة، وكيف كان عقاب الله سبحانه وتعالى لهم على كفرهم وطغيانهم.

أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه سيدنا “شعيب” إلى أصحاب الأيكة ألا وهم قوم مدين، وقد سموا بأهل مدين نسبة لمدين التي كانوا يسكنون بها وهي تقع بأرض الحجاز بالقرب من مدينة معان والتي تقع بالأردن.

أما عن قوم مدين فقد كانوا من الأقوام الظالمة لنفسها الطاغية والمتعدية على حقوق الله سبحانه وتعالى، كانوا لا يوفون الكيل إذا اكتالوا ويبخسون الناس أشياءهم ويسعون في الأرض مفسدين، كما أنهم كانوا يعبدون الأصنام من دون الله سبحانه وتعالى؛ قال الله تعالى في كتابه العزيز بسورة الأعراف (وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).

دعوه سيدنا شعيب عليه السلام لقومه:

تمثلت دعوة سيدنا شعيب عليه السلام كسائر الأنبياء من قبله، فدعا قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له وترك عبادة الأصنام وجميع المنكرات التي كانوا يداومون عليها، كان يذكرهم عليه السلام بأنعم الله سبحانه وتعالى الكثيرة عليهم، كما أنه كان يذكرهم بحال الأقوام والأمم السابقة، وكانت دعوته لهم بكل لين ورفق وتودد إليهم حتى لا يصروا على عنادهم وكفرهم بالله سبحانه وتعالى.

موقف قوم سيدنا شعيب من دعوته:

قابل قوم مدين نبيهم شعيب عليه السلام بالاستهزاء والنكران والجحود، واستمروا في ضلالهم وظلمهم لدرجه أنهم كانوا يسخرون من دعوته؛ وعلى الرغم من حلم سيدنا شعيب معهم واستمراريته بالدعوة لهم لتوحيد الله سبحانه وتعالى، إلا إنهم واصلوا استكبارهم وظلمهم وتكبرهم وتجبرهم في الأرض ولم يؤمنوا بما جاء به.

عقاب قوم سيدنا شعيب عليه السلام:

حينما ازداد ظلم قوم سيدنا شعيب وازداد إصرارهم على الطغيان المبين وإلحاق الأذى بالناس من نقص بالميزان والمكيال وعدم استجابتهم لدعوة نبيهم شعيب عليه السلام أرسل الله سبحانه وتعالى عليهم العذاب.

وكان عقاب الله سبحانه وتعالى بأن سلط عليهم حراً شديداً في أحد الأيام، فكانوا بداخل بيوتهم لا يطيقون الحر فخرجوا منها عندما رأوا سحابة ليستظلون بها، وتجمعوا تحت السحابة وإذا بنار  تنزل عليهم من السماء لم تبقي منهم أحداً؛  وكان ذلك مصير المشركين والمستهزئين برسالة ربهم، أما عن سيدنا شعيب عليه السلام فلم يحزن على ما أصاب قومه إذ أنه قام برسالة ربه على أكمل وجه ولكنهم لم يستجيبوا لدعوته وأصروا على كفرهم وطغيانهم.

الاستشهاد بالآيات من القرآن الكريم من سورة هود:

قال تعالى سبحانه وتعالى: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ، وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ، بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ، قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ، قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ، وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ، وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ، قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ، قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ، وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ، وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ، كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلاَ بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ).

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ: قصة سيدنا إسماعيل عليه السلام للأطفال وبنائه للكعبة الشريفة

وأيضا: قصة سيدنا شعيب عليه السلام للأطفال مبسطة وسهلة

ولا تنسى أن تقرأ: قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام للأطفال وكيف بنى الكعبة ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى