قصص أطفال

قصة أطفال الغابة الجزء الأول

قصة أطفال الغابة

ما أبشع الظلم بكل الحياة!

وبخاصة عندما يكون من أناس نثق بهم ثقة عمياء.

أناس لا يمكنهم خيانتنا والتلاعب بنا، إلا إنهم في الحقيقة وراء تزييفهم يريدون أن يفتكوا بنا فتكا ويريدون زوالنا من الوجود.

أطفال الغابة الجزء الأول

الأمراء الصغار وكيد عمتهم
وأحيانا الشر يكمن في أقرب ما إلينا (كيد العمة)

في إحدى الممالك العظيمة كان هناك ملك وزوجته يعيشان بسعادة غامرة، لديهما من الأبناء أميرين وأميرة صغيرة، كانت تتغمد قلوبهم الفرحة والهناء.

ومن المتعارف أن دوام الحال من المحال، لذلك لم تدم سعادتهم طويلا إذ مرضت الملكة مرضا شديدا توفيت وفارقت الحياة إثره، كان الأمراء حينها مازالوا صغارا في السن.

كان أبوهم ملكا صالحا أخصل لرعيته فأخلصوا له، كان محبوبا من جميع وزرائه ومستشاريه علاوة على كل رعاياه، حزن الجميع لفراق الملكة لهم، كما حزنوا جميعا على حال الملك زوجها من بعدها فقد كان يحبها حبا جما، وعلى حال أبنائها الصغار.

كان الملك أباهم يعوضهم عن حنان وعطف والدتهم، لذلك كان لا يبرح مكانا إلا وجعل ثلاثتهم بجانبه، لا يأكل شيئا إلا وجعلهم بجانبه وأطعمهم منه قبله، كان إذا خرج أوصى عليهم وإذا عاد أرسل إليهم.

وبالرغم من مشاغل مملكته العظيمة إلا إنه دوما اختلق لهم الوقت ليجلسهم بجانبه ويحاورهم ويضحك ويمرح معهم؛ ومن جديد دورة مصاعب الحياة، كان للملك أخت واحدة تعيش معه بالقصر الملكي وكانت شديدة الغيرة على أخيها من أبنائه الأيتام، لقد كانت غيرتها مرضا ليس له علاج.

توعدت للصغار وأرادت التخلص منهم طوال الحياة، كانت تشعر بالنيران تأكل جسدها عندما ترى اهتمام أخيها بأبنائه، لذلك عمدت بيوم من الأيام خرج فيه الملك لتفقد أحوال وشئون مملكته وملكه نادت على الصغار دون أن تلفت انتباه أحد بالقصر إليها من خدم ومربين لهم.

وكالأطفال العاديين يسهل الضحك عليهم بكلمات معسولات، ونظرا لأنها عمتهم كانوا يثقون بها ثقة عمياء، كانت تبث لهم السم داخل كلامها المعسول، أخذتهم معها لقلب الغابة المظلمة الموحشة بحجة اللعب معهم، وأن بالغابة أشياء غريبة وحيوانات جميلة يتمنى أي إنسان النظر إليها ولو من بعيد.

استأنس الأطفال بصحبتها وخرجوا معها، سارت بهم لمسافات طويلة أصابهم بفضلها التعب الشديد وآلام بالأقدام وبالمعدة من شدة الجوع ومن شدة العطش، ومن كثرة تعبهم رأت العمة الشريرة النعاس بعيونهم فآوت بهم تحت ظل شجرة كبيرة ضخمة ادعت أن الجنيات تأتين إليها ليلعبن مع الصغار، وكل ما يتوجب عليهم فعله هو النوم في سبات لكي يرون الجنيات فور استيقاظهم من النوم، وقد حملن معهن أشهى المأكولات لأجل أجمل الأطفال.

نام الأطفال وكانوا مطمئنين بوجود عمتهم بجوارهم، ولكنها كانت قد لاذت بالفرار فور نومه، كانت لا تريد لهم البقاء بالحياة، ترغب بموتهم بأبشع الطرق والكيفيات، لقد تركتهم لوحوش الغابة الضارية ليأكلوا عظامهم قبل لحومهم ونظرا لكونها أطفالا ففرص النجاة لهم معدومة كل العدم.

عادت العمة الشريرة للقصر، ومن حسن حظها لم يراها أحد حين خروجها بالصغار ولا حين عودتها دونهم، تظاهرت بالنوم، وعندما عاد الملك من الخارج دعا صغاره لتناول الطعام سويا، ولكنه لم يجد أحدا منهم.

لقد بحث عنهم الخدم بكل مكان داخل القصر الملكي وخارجه ولكن لم يستدل على وجود أحد منهم، خرج وقد جن جنونه وكاد يفقد عقله من شدة حزنه على فقده لأبنائه الثلاثة دفعة واحدة، خرجت معه كامل حاشيته من وزراء وأمراء ونبلاء وحتى عامة الشعب يبحثون عن مكان الصغار ليردوا عليه قلبه، ولكن دون جدوى.

مكث العديد من السنوات على هذه الحالة يبحث في مشارق الأرض ومغاربها رغبة في العثور عليهم وإخماد النيران المشتعلة بقلبه ولكن لم يعثر على دليل واحد يمكنه إيصاله إليهم.

كانت حالته تستاء يوما تلو الآخر، وأخته تراه ينهار ويذبل أمام عينيها وكأنها لم ترى ولم تسمع ولم تفعل شيئا، كان الجحود يملأ قلبها والسواد يغطي كل جزء به، لقد غابت الابتسامة من كل أرجاء المملكة والحزن عم على قلوب الجميع، والعمة في منتهى السعادة والفرحة لاستيلائها على حب أخيها بمفردها وبالملك من بعده.

وللأطفال رب رحيم يحميهم من كل الشرور…

عندما استيقظوا فعليا وجدوا ثلاثة من الجنيات، كن يقمن طوال نومهم على رعايتهم وحمايتهم من كل الوحوش والحيوانات الضارية التي بالغابة المظلمة، أثناء نومهم كانت الجنيات الثلاثة يتحدثن لبعضهن البعض حول حال الصغار الأبرياء والسبب الذي كان وراء قدومهم لهذه الغابة المظلمة المخيفة..

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع..

اقرأ أيضا:

قصص أطفال بالفرنسية مترجمة Trois perroquets jaloux الثلاثة ببغاوات شديدي الغيرة

3 قصص للأطفال حيوانات الغابة مفيدة وجميلة

قصة خيالية قصة ليلى والذئب للأطفال مسلية جداً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى