قصص أطفال

حكايات أطفال مكتوبة بعنوان قليل من الملح!

ولا أروع من قراءة حكايات أطفال مكتوبة ولاسيما قبيل النوم، دائما ما نلاحظ أبنائنا وشغفهم الغير محدود تجاه سماع قصة قبل النوم، وعلى الدوام نجدهم إما يرددونها أو طبعت داخل عقولهم؛ لذا علينا أن نستغل هذا الشغف لغرس قيم هادفة مفيدة.

حكاية من حكايات أطفال مكتوبة:

في نهار يوم من الأيام دق جرس الباب، فأسرعت “منة” تفتحه لتستقبل صديقتيها “أسماء” و”سارة” واللتان قررتا قضاء عطلة نهاية الأسبوع مع صديقتهما “منة” وشقيقتها “حبيبة”.

كانت حبية تنتظر قدومها بغرفة المعيشة، وكانت قد أعدت لهما مسبقا الكثير من الشطائر المتنوعة والشهية والعصائر الطازجة، وما إن قدما الأختان حتى شرعن جميعا في الحديث معا وتبادلن أطراف الحديث، وباتت كل واحدة منهن تروي موقف حدث معها في أثناء الإجازة، وبينما كن يتحدث لبعضهن البعض كن أيضا يتناولن الطاعم اللذيذ، وفي أثناء تناولهما الطعام أرادت “حبيبة” أن تعرف رأيهما بطعامها، فسألتهما قائلة: “ما رأيكما في الطعام الذي أعددته؟!”

باتت كل واحدة منهما تثني على الطعام ومدى جودته وطعمه الشهي غير أن إحداهما قالت: “ولكنه ينقصه قليل من الملح”، فابتسم حبيبة ولكنها شعرت بشيء من الضيق والضجر من رأي صديقة شقيقتها ولكنها لم تبدي لها وأخفتها في نفسها.

في هذه اللحظة قررت “منة” أن تقترح عليهن أن يلعبن لعبة (بدون كلام) فوافقن جميعا على اقتراحها وبالفعل قسمن أنفسهن لفريقين، كل شقيقتين مع بعضهما البعض لتتنافسا، وفي أثناء اللعب قالت أسماء: “لقد أصابني الممل من هذه اللعبة، لنفعل شيئا غيرها”، قالت منة: “ما رأيكن أن نشاهد فيلما؟!”

أسرعت حبيبة قائلة: “أنا أعلم جيدا الفيلم الذي سنشاهده، فلدي ما يجب أن تشاهدنه وستعجبن به كثيرا، أنا واثقة من ذلك”، وبالفعل نهضت مسرعة وقامت بتشغيل فيلمها المفضل، وجلسن جميعهن ليستمتعن بمشاهدة الفيلم، وحينما انتهى الفيلم كل واحدة منهن أرادت أن تعطي رأيها في الفيلم، وهنا تباينت آرائهن واختلفت فيما بينهن، فإحداهما أعجبت كثيرا بالفيلم أما الأخرى فكان لها بعض الملاحظات على الفيلم، وأخبرت جميعهن بملاحظاتها، في هذه اللحظة ظهرت على “حبيبة” علامات الضيق والضجر ولم تتمالك نفسها، فحملت نفسها ورحلت من غرفة المعيشة تاركة صديقتي شقيقتها وشقيقتها في حيرة من ردة فعلها والتي لم يكن لها سبب في ما فعلته.

استأذنت “منة” من صديقتيها وذهبت وراء شقيقتها لتعلم ما الذي حملها على فعل ما فعلته، وعندما سألتها “منة” عن سبب غضبها، قالت حبيبة في حزن: “إنني حزينة لأن اختياراتي لا تحظى على الدوام بإعجاب الجميع”؛ فقالت لها شقيقتها منة في هدوء بالغ بعدما اقتربت منها كثيرا: “الأمر لا يستدعي حزنكِ يا حبيبتي، فالأمر ليس كما تظننين على الإطلاق، فقد أعجبتا بكل شيء، وأكبر دليل على ذلك إنهما تستمتعان بقضاء وقتهما معنا”.

فأسرعت حبيبة بقول: “ولكنهما قالتا إن الطعام ينقصه قليل من الملح، فلم يعجبهما الطعام الذي أعده، والفيلم المفضل بالنسبة لي لم يعجبهما أيضا”، ضمتها “منة” لصدرها قائلة: “لقد قالت صديقتي أسماء أنها أصابها الملل من اللعبة التي اقترحت لعبها، وعلى الرغم من ذلك لم أشعر بالضيق.. أختي إن اختلاف الرأي لا يفسد بيننا للود قضية، وكل منا له اختياراته الشخصية، وعلى كل منا ألا يقيد نفسه باختيارات الآخرين وأن يبدي رأيه وحسب في أي شيء من حوله دون أن يجرح الآخرين، أختي أنا أرى أن كل واحدة منهما أبدت رأيها الشخصي دون أن تجرح أحد منا وإلا ما بقيا معنا حتى هذه اللحظة ولا استاءتا وحزنتا لحزنكِ”.

فكرت “حبيبة” قليلا في حديث شقيقتها والتي من المفترض أنها تصغرها في العمر إلا إنها اكتشفت أن شقيقتها تمتلك الكثير من رجاحة العقل والحكمة والرزانة، قالت حبيبة لشقيقتها منة وكانت قد اتسمت بالكثير من الهدوء على عكس ما كانت عليه منذ دقائق قليلة: “أتعلمين إنكِ محقة في كل حرف ذكرتيه يا أختي، لقد بالغت في رد فعلي، ولكن من الرائع أنكِ ساعدتني في رؤية الأمر بشكل واضح وجلي ومن زاوية أخرى”.

صمتت حبيبة ثم قالت وقد بدا عليها الحرج الشديد: “أعتقد أنه يجب علي أن أعتذر لهما على ردة فعلي وتصرفي المفاجئ والمبالغ فيه، أرجو من الله ألا تكونا قد شعرتا بالإحراج مما فعلت”.

ابتسمت في وجهها منة وقالت: “دعكِ من كل هذا، علينا أن نستمتع بوقتنا وألا نضيع ثانية واحدة”، وعند دخول الأختان لغرفة المعيشة مرة ثانية بعد عودتهما ضحكت “منة” وهمست لشقيقتها “حبيبة” قائلة: “انظري يا أختي العزيزة فجميع الأطباق قد باتت فارغة”!

ضحكت حبيبة وكانت تغمرها سعادة بالغة وقالت لشقيقتها: “إن دل هذا على شيء، فإنما يدل على أن الطعام الذي أعددته قد نال إعجابهما”.

وللمزيد من القصص الهادفة والممتعة لأبنائنا الأعزاء بناة المستقل يمكنك من خلال:

حكايات قصيرة للاطفال الصغار جميلة ومفيدة

وأيضا: قصص أطفال جديدة جداً ومعبرة لأبعد الحدود اغتنميها لأطفالكِ

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى