غير مصنف

قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج23

ولازلنا نستكمل قصة أم الأولاد (الشرع حلل أربعة) بكل أحداثها الشيقة والموجعة للقلوب أيضا، قصة تجسد لنا واقعا مريرا لبعض من حولنا.

قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج23

قاطعته منى قائلة: “ولكن ماذا؟!، تريد أن تضعني في البيت من جديد؟!، تريد أن تعيد خيانتك لي مجدداً؟!

عمر إنني لست ضد أن الزوجة تمكث في المنزل على الإطلاق، ولكني ضد أن أي رجل يرى القوامة في نفسه لمجرد أنه يعمل ويأتي بالمال، ضد أي رجل يرى في نفسه كبرا لعمله؛ على فكرة يا أستاذ أنت على خطأ كبير، إن الزوجة تحمل فوق عاتقها عبئا كبيرا للغاية فهي تقوم بحمل المنزل حرفيا.

أتعلم جرب أنت امكث في المنزل وهي تخرج للعمل، ستجد أن المرأة قادرة على العمل، ولكنك ستجد نفسك عاجز عن عمل البيت؛ ألا تدري أن هناك الكثير من النساء توفي أزواجهن فصرن لأبنائهن أبا وأما في نفس الوقت، تجدهن يعلمن أبنائهن ويربيهن من خلال عملها خارج المنزل، وعندما تعود تقوم بالأعمال المنزلية من طهي للطعام وغسل الملابس وما إلى ذلك، تجدها تقسو أحيانا وتكون اليد الحنونة التي تهون وتذلل صعاب الحياة على أبنائها.

إن الرجل لا يتحمل بقدر ما تتحمله المرأة، الرجل لا يتحمل حياته وحيدا حيث أنه وبكل بساطة لا يستطيع تحمل مسئولية بيت كامل من مال وأعمال منزلية بخلاف المرأة، فالزوجة باستطاعتها أن تكون أبا وأما، أفهمت شيئا؟!”

عمر باضطهاد: “هل انتهيتِ؟!”

منى باستفزاز: “نعم”.

عمر ببرود أعصاب: “لا عمل لكِ يا منى”

منى باستفزاز: “وفي حالة أنني صممت على عملي؟!”

عمر باستفزاز: “إذاً في هذه الحالة حكمتِ على نفسكِ أن تعيشي طوال حياتكِ مطلقة”.

منى: “عمر لقد نسيت شيئا في غاية الأهمية، أنست أن أختك مطلقة؟!، وغير ذلك لست أفهم ما بها المطلقة؟!، لو أنك يا أستاذ قادر على تحريم الطلاق فحرمه إذاً، ولكنك لن تستطيع فعل ذلك؛ إن المطلقة ما هي إلا زوجة لم تستطع التأقلم على الحياة مع زوجها فاختارت الطلاق حلا للخلاص مما هي فيه.

ولكن الأدهى من ذلك نظرة مجتمع أقل ما يقال عنه ووصف يليق به أنه عقيم يشعرها بالنقص، ولا يشعرها بالنقص إلا لكونه ناقصا؛ إن الطلاق ليس بصمة عار تطبع على جبين المطلقة”!

عمر بابتسامة مستفزة للغاية: “أيضا لن تعملي يا منى”!

منى: “حسنا يا عمر إنني لن أستطيع أن أخبر الأستاذ أحمد هذا القرار، هل يمكنك أن تساعدني في ذلك؟!”

عمر بفرحة انتصار: “سآتي معكِ وأخبره أنا وأمنع عنكِ الإحراج بشكل نهائي”.

منى: “لا توجد بيدي أية حيلة”.

عمر بشموخ: “حسنا يا منى”.

ذهب “عمر” مع “منى” لمكتب رئيسهما بالعمل الأستاذ أحمد على الفور…

أحمد بتعجب شديد: “عمر.. ومنى مع بعضهما البعض؟!”

عمر: “كما ترى مع بعضنا البعض يا أستاذنا، لقد أتيت إليك لأخبرك بأمر ما بخصوص منى”.

أحمد بتعجب: “ماذا؟!، منى… أنتِ قلتِ له شيئا؟!”

منى: “لم أخبره شيئا بعد يا أستاذ أحمد، ولكني سأخبره الآن”.

التفتت منى لعمر: “عمر.. إن أستاذ أحمد يريد أن يخبرك شيئا”.

عمر بفضول: “ماذا هناك؟!”

أحمد: “عمر لقد تقدمت لخطبة الأستاذة منى وأخيرا وافقت”!

عمر بصدمة: “ماذا؟!! منى وافقت؟!!”

منى باستفزاز: “أكنت تريد أن تخبر الأستاذ أحمد بشيء يا عمر؟!”

لم ينطق “عمر” بحرف واحد من أثر الصدمة التي سقطت عليه كالصاعقة..

منى: “عمر أين تذهب لم تجبني”.

أحمد: “لقد رحل يا منى”!

منى باستفزاز: “عمر.. ألن تنتظر الشربات؟! يا للخسارة لقد رحل بالفعل”.

ومرت الأيام وانتهت معها أشهر العدة الثلاثة، وأعلنت “منى” عن خطبتها من مديرها رسميا، وأقامت حفلا حضره جميع معارفها وأصدقائها باستثناء عمر!

ولازالت “منى” على حالها تنفرد كثيرا بنفسها لتحسب كل خطوة على أعتابها لتتخذها أو حتى اتخذتها وتحسب فب نتائجها وعواقبها: “يا ترى هل تسرعت في خطبتي من أحمد؟!، أقسم أنني لا أدري هل هذه الخطوة صحيحة أم أنني تسرعت في اتخاذها حرفيا، ولكن كل ما أعلمه أن أولادي في غاية الحزن والاستياء من هذه الخطوة.

يا ربي لقد جلست معهم وتحدثت إليهم وشرحت لهم موقفي وظروفي، ولكنهم في صميم قلبهم تعمق الحزن.

أما عن النساء فما أكثر من ثرثرتهن، يا لهن من قساة القلوب، لقد رأيتها في أعينهن انظروا إليها بمجرد أن تم طلاقها تمت خطبتها من رجل غيره!، ولا أقسى على النساء من النساء!

إنهن يرجمون الأرملة والمطلقة إذا تجرأت على مجرد التفكير في الزواج مجددا، وكأن على الأرملة والمطلقة يجب عليها أن تموت مع من مات، وتزهق روحها وراء من رحل، وفي حال أنها آثرت العيش وحيدة ليتهن يتركنها وشأنها بل إنهن يترصدن لها وينصبن لها الفخاخ، يعددن لها المقاعد والمجالس ليحسبن عليها الخطوات والأنفاس.

ألا لعنة الله على كل من يتحدث عن عرض امرأة لا ذنب لها إلا أن كتب عليها الفراق والألم؛ أما عني فلن أفني عمري ولن أضيعه هباءً منثوراً، لن أضيع نفسي بعدك يا عمر، لك أن تذهب حيث تريد وتقع في حب من تريد وتتزوج بمن تشاء، ولكني سأحيى من أجلي، لأجل نفسي أولا ولأجل أولادي ثانية.

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

وتزداد الأحداث إثارة وتشويق بين الثنائي الجميل، هل تعرف أحدا مر بمثل هذه التجربة الواقعية؟! شاركنا بها.

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج17

وأيضا..قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج16

وقصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج15

وأيضا..قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج14

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى