إن الحب الحقيقي يعيد للقلب حياته ويعد للنفس اتزانها ويعيد للشفاه الابتسامة.
فهنيئا لكل من وجد حب حياته الحقيقي..
أُعلّلُ قَلبي في الغرامِ وأكتمُ
ولكنَّ حالي عن هَوايَ يُترجمُ
وكنتُ خَليّاً لستُ أَعرفُ ما الهوى
فأصبحتُ حَيّاً والفؤادُ متيّمُ.
قصــــــة “عاشقة ذات قلب طفولي” الجزء السابع
غادر الشاب وهي غرقت في دموعها، كانت حزينة لخسارته وفراقه والفكرة السيئة التي أخذها عنها، ولا تشعر أتحقد على صديقة عمرها أم تلتمس لها أعذارا؟!
ولا تدري أتلوم صديقتها لأنها كانت سببا في تعرفها عليه، أم تلوم نفسها لأنها لم تلتزم بحدودها واستحلت شيئا لم يكن ولن يكون لها يوما؟!
كان الشاب بسيارته وبه من الأحزان ما كان كفيلا ليجعله يسرد أمام عينيه شريط ذكرياته بالفتاة التي أحبها ولا زال يحبها من أعماق قلبه، وكل المواقف التي جمعته به عندما عاد للوطن، فتذكر..
اليوم الممطر الذي جاءت به الفتاة للعمل وقد كان شعرها حينها فوضويا للغاية، وتضاعف حجمه، فعندما كانا صغارا حدث مثل ذلك الموقف لدرجة أنه نبهها لشعرها، وهي أصابها الخجل من ذلك.
تذكر اتصالها به وهي في حالة استياء من كثرة قسوته في التعامل معها، لقد كان يجد نفسه منجذبا لها ولأفعالها ودائم التفكير بها، فكان يصرف نفسه عن ذلك بأن يوبخها على الدوام ولا ترضيه أفعالها مهما كانت، كان ينزعج عندما تتلعثم أمامه، ولكنه بات الآن يعرف السبب وراء تصرفاتها بغرابة.
تذكر تسميتها لإشارة المرور الخضراء بالانطلاق، كانت في صغرها تطلق عليها هكذا وأيضا حينما كبرت.
تذكر كرهها للمطر، وتذكر عندما شعر بالخوف من المطر وقد غطى جسده بالفعل ترجلت وأخذت وشاحها وجعلته فوق رأسه، نفس ما كانت تفعله معه وهي صغيرة.
تذكر ضحكاتها عندما رأته يقوم بعزل البازلاء من طبق الخضار خاصته، فهو لم يكن ليحبها منذ صغره. كانت الذكريات تمر أمام عينيه، وعينيه تدمع، لم يكن ليستطيع أن يتحكم في مشاعره، لقد شعر بارتباكه لخطأ كبير ولن تغفره الفتاة له، لم يتعرف عليها على الرغم من كم الحب الذي يقع لها بقلبه.
في هذه الأثناء كانت الفتاة الحقيقية مع الشخص الذي يحبها من أعماق قلبه، كانا قد تراهنا على شيء وخسرته الفتاة، وكان على الخاسر تنفيذ ثلاثة رغبات للفائز، وكانت الشاب بالفعل استهلك رغبتين فبقيت الثالثة..
الشاب: “أعتقد أنني سأستعمل الطلب الأخير الآن، طلبي الأخير اليوم هو..”، وقبل أن ينهي كلامه أخذها وجعلها بين ذراعيه في أحضانه.
الشاب: “إذا كنتِ مترددة كل هذا القدر، وتعجزين عن الذهاب إليه فلتأتي إلي إذا”.
تركها فنظرت إليه ولا تدري بماذا تطيب خاطره، ولا بماذا تخبره.
الشاب: “إنني أيضا أحتاج فرصة ثانية مثله”.
تركها من حضنه لكنه أمسك بيدها، كان مثبتا عينيه في عينيها وعلى الرغم من شخصيته الهزلية على الردوام إلا أنه كان في هذه اللحظات جاد وصارم للغاية ولم يكن ليجعلها تبتسم كعادته.
الفتاة بتلعثم وتردد، كانت تائهة ولا تدري بماذا تخبره: “إنني… إنني..”
وإذا بالهاتف يدق بيدها، لقد كان مديرها صديق وحبيب طفولتها، انتبه الشاب على اسمه فدعاها لتجيب على اتصاله.
مديرها بصوت متقطع: “لقد مر كثير من الوقت على لقائكِ”.
الفتاة بتعجب أصابها: “مر وقت طويل؟!، عذرا ولكننا من ساعات قليلة فارقنا العمل”.
المدير: “لقد اشتقت إليكِ صديقتي”.
في هذه اللحظة انهمرت الدموع من عينيها.
المدير: “أين أنتِ؟!، أريد لقائكِ حالا”.
وكأن قلبه يشعر بما يقال لها..
الشاب: “لا تذهبي إليه، أرجوكِ ألا تفعلي هذا بي”.
الفتاة: “لا أعرف كيفية الاعتذار إليك، ولكنني..”، وتلعثمت في كلامها من جديد، فحملت نفسها على الذهاب بعيدا عنه للقاء حبيب طفولتها.
تركته ولا تدري مدى الجرح الذي ألحقته بقلبه من فعلتها به، ولكنها أيضا كانت في غاية السعادة فأخيرا ستجتمع بصديق طفولتها وحب حياتها الأول والأخير، كانت في حالة من النشوة والسعادة لا تسمح لها بتقييم أمور الحياة الأخرى.
ومثل موقفهما الأول الذي كان مقدرا لهما، كانا يتحدثان لبعضهما البعض بالهاتف حتى يعثر كل منهما على مكان الآخر، وإذا به تعطه ظهرها بينما تبحث بعينها بالجهة المقابلة، فيمسك بيدها ويجعلها تلتفت إليه، وما إن تقع عينيها عليه حتى تجد عليه آثار البكاء، وكانت دمعة محتبسة بإحدى عينيه.
المدير: ” وأخيرا وجدتكِ”!
يتبــــــــــــــــــــــــع..
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص رومانسية مترجمة جريئة بعنوان أحببت غريبة أطوار ج1
متى يتم وضع الاجزاء الاخرى