قصص حب حزينة بنهاية مؤلمة ألا وهي الفراق
هناك أشخاص كثيرون كان لهم من الحب النصيب الأسوأ على الإطلاق، ولم يكونوا ليتخيلوا يوما أن من أحبوهم بعمق هم أنفسهم من سيكونون سببا في أذية قلبهم إلى الأبد!
الحب أصعب مآسي الحياة على الإطلاق، فإن وجد الإنسان منا حبه الصادق أتيحت له الحياة بأسرها وإن لم يفعل فيا لحظه العسر حينها!
القصــــــــــــة الأولى:
يحكى أنه كانت هناك فتاة اتسمت بأنها فنانة موهوبة، كانت ترسم بقلبها قبل يديها، وفي يوم من الأيام التقت بشاب وقد كان عالم فيزياء فلكية في معرض فني. انجذب كل منهما للآخر من النظرة الأولى، هي بجمالها ورقتها، وهو بعمق تفكيره وهدوئه، وتطورت علاقتهما بسرعة، فكانا يقضيان الأمسيات يتحدثان تحت النجوم، يرسمان معًا، ويتبادلان الأحلام.
كان حبهما كلوحة فنية، كل يوم يضيفان إليها لمسة جديدة من الألوان الزاهية، وفي إحدى الليالي تعرض الشاب لحادث سيارة مروع، نجا منه إلا إنه فقد ذاكرته بشكل كامل، تحديدًا عن السنوات الخمس الأخيرة من حياته.
تلك السنوات التي قضاها مع حبيبة عمره، وفي اليوم الذي استعاد فيه وعيه نظر إليها بغرابة، وكأنها غريبة عنه تمامًا، لم يتعرف عليها، قلبها تحطم إلى آلاف القطع.
حاولت الفتاة بكل قوتها أن تعيد إليه ذكرياتهما، كانت تزوره يوميًا، تروي له قصصهما، تظهر له صورهما، تعزف له الأغاني التي كانا يحبان الاستماع إليها سويا، كانت تلمس يديه، على أمل أن يشعر بشيء، ولو لمسة من الماضي.
كان الشاب معها لطيفًا ومحترمًا، لكن عيناه كانت فارغة من أي حب لها، لم يتذكر رحلاتهما إلى الجبال، ولا نزهاتهما في الحقول بين الأزهار؛ وبعد أشهر من المحاولات اليائسة، أدركت الفتاة أن الذي أحبته قد رحل، على الرغم من أنه كان أمامها مباشرة، أدركت أن الحب لا يمكن أن يعيش على الذكريات وحدها، خاصة عندما يكون أحد الطرفين قد فقدها كليا، وكان عليها أن تتخذ قرارًا مؤلمًا.
وبقلب مثقل بالحزن، قررت الفتاة الابتعاد، فكتبت له رسالة أخيرة تروي فيها كل تفاصيل حبهما، وكيف كانت تتمنى لو أن يذكرها، وضعتها بجانبه وهو نائم وغادرت.
لم تستطع رؤيته يبني حياة جديدة بدونها، وهي التي كانت جزءًا لا يتجزأ من حياته القديمة، وعاشت بقية حياتها تتذكره، لقد كان الحب الوحيد الذي عرفته، والذي فقدته ليس بسبب الموت، بل بسبب أقسى منه ألا وهو النسيان.
للمزيد من قصص حب حزينة يمكننا من خلال: قصص حب حزينة بعنوان انجبرت على الزواج!
القصـــــــــــــــــــة الثانيـــــــــــــــــــــــة:
يحكى أنه في قرية صغيرة تقع على سفح جبل، نشأ شاب وفتاة معًا، وكانا رفيقي لعب منذ الطفولة، وبات يتحول حب الطفولة تدريجيًا إلى شغف عميق مع تقدمهما في العمر.
كان حبهما معروفًا في جميع أنحاء القرية، حب نقي لا تشوبه شائبة مليء بالضحك والتفاهم؛ وعدا بعضهما البعض بالزواج بمجرد أن يتمكنا من بناء مستقبل مستقر، كان الشاب حالمًا يرغب في استكشاف العالم، بينما كانت الفتاة متجذرة في قريتها، تحب بساطة الحياة فيها.
وفي البداية لم يكن هذا الاختلاف عائقًا في علاقتهما، بل كان يضفي على علاقتهما نوعًا من التوازن، ولكن ومع مرور الوقت بدأ الشاب يشعر بالاختناق، كان يريد أن يرى ما وراء الجبال، بينما كانت الفتاة ترى عالمها في الشاب نفسه.
وجاءت اللحظة التي أخبر فيها الشاب فتاته بقراره بمغادرة القرية والبحث عن فرصة في المدينة الكبيرة، تفاجأت بقراره وصدمت، حاولت إقناعه بالبقاء وبدأت تذكّره بوعودهما وأحلامهما المشتركة، ولكنه كان مصممًا، مؤمنًا بأن هذا هو الطريق الوحيد ليوفر لكليهما حياة أفضل.
وقبل أن يغادر، وعدها الشاب بالعودة. قال لها: “سأعود وسأبني لنا بيتًا لا مثيل له، وسنعيش معًا هنا كما وعدتك.” وصدقته الفتاة، وودعته بقلب توقف عن الخفقان بمجرد ذهابه بعيدا عنها.
في البداية، كانت الرسائل تأتي بانتظام من الشاب وقد كانت مليئة بالحب والشوق، تحدث فيها عن صعوبات الحياة في المدينة، ولكنه أكد دوما على حبه لها، كانت الفتاة تنتظره بشوق، تقضي أيامها في رعاية حديقتها الصغيرة، وتتخيل اليوم الذي سيعود إليها فيه.
ولكن بمرور السنوات، بدأت الرسائل تتناقص شيئا فشيئا حتى انقطعت بشكل تام، كان قلب الفتاة يتمزق مع كل يوم يمر دون رسالة.
سمعت إشاعات بأنه وجد النجاح، وأنه تعرف على فتاة غيرها في المدينة، لم تصدق في البداية ولكن الصمت الطويل كان أبلغ من أي إشاعة وصلت إليها ليبرهن لها عن مدى صحة ما يصلها من إشاعات عنه.
عاشت الفتاة بقية حياتها في انتظاره، رافضة كل عروض الزواج لها، وبقيت في القرية، عينيها تراقب الطريق، وكل غروب شمس كان يذكرها بوعد لم يتحقق بعد.
كان حزنها عميقًا وهادئًا، مثل النهر الذي يجري ببطء عبر القرية؛ وفي كبرها باتت قصة حبها وانتظارها لحبيبها أسطورة في القرية.
رحلت عن الحياة وهي تحتفظ بصورته صورة الشاب في يدها، ولم تتوقف عن حبه أبدًا، حتى عندما تخلى عنها.
شاركنا برأيك إذا كنت ترغب في قراءة المزيد من القصص الحزينة، أم تفضل نوعًا آخر من هذه النوعية من القصص؟
وللمزيد من قصص حب حزينة يمكننا من خلال: قصص حب حزينة بعنوان جروح غائرة لا تلتئم بالقلوب!