قصص جن

قصة “نباش القبور” الجزء الثالث

نعرف جميعنا أن للميت حرمة لا يمكن انتهاكها، ولكن إن سولت لأحد نفسه بانتهاك هذه الحرمة فكيف ستكون نهايته؟!

هل يدفع الثمن باهظا بطريقة لا يمكن تخيلها؟!

أم يحذر في البداية من أشخاص لا يعرفهم ولكنهم يعرفوه جيدا، يعرفوه لدرجة أنه بإمكانهم مصارحته بأشياء عن نفسه هو في الأصل قد نسيها منذ زمن بعيد.

فهل يرجع من الطريق التي يسلكها؟!، أم يكمل بها ويتلقى أشد العقاب؟!

قصــة “نباش القبور” الجزء الثالث

مدخل مقبرة مخيف.
رعب بالمقابر بلا حدود.

عادت الزوجة وجلست بين زوجها وأبنائها، ولكنها لم تكن مطمئنة بما حدث، هل من الممكن أن تكون هذه رسالة تنذر عن شؤم بطريقه إلينا؟!

ونظرا لكونها لا ترغب ببث الرعب والخوف إليهم لم تذكر الموضوع نهائيا، وتظاهرت بتناول الطعام معهم؛ وباليوم التالي ورد للحارس خبر بأن يجهز نفسه حيث أن هناك نعش في طريقه إليه، وبالفعل قام بكل ما عليه فعله، وما إن أنهى عمله وخرج ليتقاضى أجره، شعر وكأن الزمن قد توقف به، وإذا بالرجل الميت الذي اقتلع سنته الذهبية ينظر إليه وقد رسمت على وجهه ابتسامة تثير الخوف بالنفس.

كل من حوله من الرجال لاحظ تغيرا على وجهه وكأنه قد رأى شبحا أمامه، لقد فتحت عينيه على مصرعها وتصبب عرقا، حتى أنه لم يأخذ أجره من ابن الميت الذي كان قد مدها عليه قرابة الخمسة دقائق، ولكنه لم يهتم به ولم يره من الأساس.

سأله أحدهم: “هل هناك شيء مخيف لهذا الحد يا رجل؟!”

أمسك بالأموال ولكنه لم ينطق بحرف واحد، وأخذ يبحث بينهم عن الرجل الميت ولكنه لم يجده؛ عاد لغرفته مهموما حزينا شاردا، لم يفهم ما حدث معه، لقد قضى العديد من السنوات كحارس للمقابر ولم يرى طوال هذه السنوات ظاهرة مثل هذه، لقد استيقظ الميت ليطارده؟!

بهذه المرة لم يفعل بالميت مثلما يفعل كل مرة، لقد كان خائفا ومرعوبا من رؤية ذلك الميت المستيقظ المطارد مجددا، كلما تذكر وجهه القبيح ونظراته المخيفة المفزعة يشعر وكأن قلبه يكاد يقتلع من صدره من شدة الرهبة التي تقع بنفسه؛ توالت الأيام ولم تتكرر معه أية حوادث من هذا النوع مرة أخرى، لقد نسي ما كان يشعر به من هول ما حدث معه لدرجة أنه اعتقد أنها ربما تخيلات، وتناسى كل شيء بمرور الوقت.

وبيوم من الأيام ذهبت الزوجة للسوق لتشتري كل احتياجاتها، وهناك من شدة تركيزها على المشتريات وألا تنسى شيئا كيلا تعود من جديد، اصطدمت بسيدة عجوز بالكاد تتمكن من المشي على أقدامها، سقطت العجوز أرضا، فهمت الزوجة بلحاقها حتى لا تضرر من أثر السقوط، وما إن همت لتعتذر إليها أنها لم تنتبه لها، أمسكت العجوز يدها واقتربت من أّنها تهمس قائلة: “أخبريه يا ابنة (وذكرت اسم والدتها) أن للميت حرمة لا يمكن انتهاكها”.

لقد فزعت الزوجة من حديثها المخيف، وبينما كانت تسير العجوز، كانت الزوجة تثبت عينيها عليها ولكنها اختفت في لمح من البصر، اختفت بطريقة تذهب العقل!

لم تشتري الزوجة ولا شيء آخر، بل عادت للمنزل مسرعة لحذر زوجها، فهي غريبة عن كل أهل القرية ولا أحد يعلمها فكيف لهذه العجوز أن تعلم اسم والدتها؟!

أدركت الزوجة أن هناك بالفعل شيء مريب، وأرادت أن تحذر زوجها منه، وأن تجعله يرجع من هذه الطريق التي يسلكها ودوما ما حذرته منها؛ أول ما وصلت المنزل ألقت الأشياء من يدها وبدأت في البحث والنداء على زوجها، ولكنها لم تجده، خرجت خارج الغرفة ونادت عدة مرات باسمه، وأخيرا جاء.

الزوجة: “ألم تكف عما تفعله؟!، أخبرني ماذا تريد أن يفعل بنا؟!، ألا ترى أن لديك أبناء وزوجة؟!، حقا ألا تخاف علينا؟!”

الزوج: “ماذا حدث معكِ لكل هذا؟!”

الزوجة: “لقد اصطدمت بعجوز غريبة بالسوق وحذرتني من أفعالك، أخبرتني أن أبخرك بأن للميت حرمته ولا يمكنك انتهاكها؛ ألم أتحدث إليك مرارا وتكرارا بهذا الخصوص، انظر بنفسك ها هي قد علمت بأمك وغدا كل أهل القرية سيعلمون بما تفعله بأمواتهم”.

وضع يده على فمها قائلا: “هل جننتِ؟!، لم يراني أحد من قلب، ومن هذه المرأة وكيف أنها تعلم هذه الأشياء عني ولم ترني من قبل”.

الزوجة: “لقد علمت كيفما علمت، إنها حتى تعلم اسم والدتي”.

الزوج: “غريب أمرها، ومن أين علمت هذا أيضا، إننا غرباء ولا يعرفنا أحد هنا”.

الزوجة: “قلبي يحدثني بأن هناك أمر خاطئ”.

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

قصص رعب عن القبور بعنوان نباش القبور! الجزء الأول

قصة “نباش القبور” الجزء الثاني

قصص جن واقعية قصيرة بعنوان الساحر التائب الذي قتل الجن أولاده وزوجته ! الجزء الأول

قصة الساحر التائب الذي قتل الجن أهله عند توبته وإعراضه عنهم! الجزء الثاني

قصة الساحر التائب الذي قتل الجن أهله عند توبته وإعراضه عنهم! الجزء الثالث

قصة الساحر التائب الذي قتل الجن أهله عند توبته وإعراضه عنهم! الجزء الرابع والأخير

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى