قصص وعبر

قصص وعبر بعنوان ظلم وقهر قلب بريء!

من أجمل ما قيل يوما.. الصدمة قد تفعل بك شيئان إما أن تدمرك كليا، وإما أن تصنع منك شخصا أقوى تصعب هزيمته مهما كان من تصدى له والأمر متروك بين يديك!؛ أما عن الظلم فطوال حياتنا ونعلم أن الظلم ظلمات، لذا لا تظلم أحدا حتى لا يؤلمك دعاؤه، فدعوة المظلوم رصاصة قوية تسافر في سماء الأيام بقوة لتستقر بإذن ربها في أغلى ما يملك الظالم.

القصـــــــــــــــــــــــة:

من أكثر القصص التي لها أثرا بالغ على النفس، قصص وعبر لنتعظ بها في حياتنا ونعتبر مما سبقونا….

في يوم من الأيام ذهبت الابنة الكبرى لمنزل عمها كما طلب منها والدها فعل ذلك لتساعد زوجة عمها في إعداد الطعام وتقديمه لعمال البناء، وعندما وصلت لمنزل عمها فوجئت بالفناء خاويا وعندما أرادت أن تلحق بزوجة عمها لاحظت ابن عمها والذي يبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاما يشير إليها، فأيقنت أن هناك خطب ما يريدها به وربما كانوا جميعا هناك، وبالفعل ذهبت إليه ولكنها لاحظت تصرفات غريبة منه، وما إن عزمت  على الرحيل حتى أمسك بها واعتدى عليها وعلى الرغم من كل صرخاتها واستغاثاتها إلا إنه نجح في مخططه الدنيء.

عادت الفتاة للمنزل ولا تدري ما الذي تفلعه فقد غلبت على أمرها، وقبل أن تنطق بكلمة واحدة وجدت والدها يدخل عليها غرفتها ويتهمها بأنها فرطت في عرضها، وأن ابن عمها قد رآها مع شاب غريب!؛ صدمت الفتاة مما سمعت هي الضحية والمذنبة أيضا في آن واحد؟!، وقبل أن تنطق بحرف واحد انهال عليها ضربا، جلست والدتها معها وتحدثت إليها وهنا سردت الابنة كل ما حدث معها بسبب فعلة ابن عمها، كان والدها قد أحضر بالفعل طبيبة ليتأكد من عذرية ابنته، كانت الفتاة ترتجف فما الذي عليها فعله؟!، وفي النهاية انكشفت الحقيقة فطفق والدها عليها ضربا حتى تغيرت كامل ملامحها، وعندما أعلمته زوجته بما قصت عليها ابنتها اتهم ابنته بأنها تلفق لابن أخيه التهمة لأنه تسبب في كشفها، وبالرغم من كل الدلائل التي قدمتها الفتاة إلا إن والدها لم يستمع إليها، بل وانساق وراء أخيه الأكبر والد الشاب نفسه بتزويج ابنته من رجل عجوز يبلغ من العمر 55 عاما ليتستر عليها وعلى فضيحتها!

وانهالت عليها الشتائم وكلما أتاها أحد إما أن ينهال عليها ضربا أو يسبها ويشتمها، وبالفعل تزوجت الفتاة في غضون أيام وابن عمها كان سعيدا للغاية بأن قصته لم تنكشف وفعله الشين لم ينكش للأهل والأقارب، أما عن المسكينة فرفضت رفضا تاما أن تتجاوب مع العجوز الذي تزوجت به وهو الآخر في كل ليلة كان ينهال عليها بالضرب والسب، وفي النهاية أرسل لأهلها وطلقها أمامهم جميعا، وما كان من والدها إلا أن أشبعها ضربا؛ وعمها والذي علم القصة من ابنه كاملة حقيقية دبر لها زواجا من شخص يكبر زوجها الأول بعشر سنوات، هنا لم تستطع والدتها الصمود أكثر من ذلك ولاسيما كونها تعيش في هذا الظلم لسنوات طوال وتتحمله لأجل أبنائها، أخذت ابنتها في شقة كانت قد ورثتها عن والديها ولم تعلم بها زوجها لكيلا يأخذها منها عنوة، خبأت ابنتها بها وعادت للمنزل وهناك تطاول عليها زوجها لعلمه بما فعلت، كانت قد تركت طعاما لابنتها يكفيها لأيام وأخذت عليها وعدا بألا تخرج من الشقة وألا تفتح لغيرها، وبعد أربعة أيام جاءتها امرأة تدق عليها الباب، ترددت الفتاة في فتح الباب ولم تفتحه إلا عندما أخبرتها هذه السيدة بأنها من طرف والدتها وأنها جاءتها لتطمئن عليه، علمت منها بأن والدتها بالمستشفى ولكنها تتعافى.

وبالفعل بعد أسبوعين جاءتها والدتها بعدما انفصلت عن والدها وتركت معه الأربعة أولاد، وهم كانوا يصغرون الفتاة وهي الأكبر بينهم جميعا؛ دعمتها والدتها وحولت لها أوراق دراستها وعلى الرغم من أن الفتاة كانت محطمة إلا أن والدتها كانت تدعمها على الدوام ولم تتركها ثانية واحدة.

نجحت الفتاة في المرحلة الثانوية وحصلت على درجات عالية مكنتها من الالتحاق بجامعة الهندسة، وهناك أعجب بها الأستاذ الجامعي الذي يدرس لها، كانت الفتاة على قدر عالِ من الجمال والأدب أيضا، كانت بخلاف زميلاتها لا تميل إلا لدراستها وتنطوي على نفسها فجعل منها طالبة فريدة من نوعها، وبالفعل تقدم لخطبتها من والدتها وتم زواجها منه وعاشا في سعادة بالغة.

أما عن الشاب (ابن عمها) الذي تسبب في كل هذه الآلام تعرض لحادث أقعده على كرسي متحرك لا يقوى على تحريك أنملة من جسده، وأما عن عمها والد الشاب فقد خسر أمواله بعدما نصب عليه شخص ما بادعائه بمشاركته بأعمال البورصة؛ وأما عن والدها فقد تزوج بامرأة أخرى بعد انفصاله عن والدتها وقد أراد أن يؤدبها بذلك، وحملت منه بابنين توأم واكتشف خيانتها بنفسها بعدما عثر عليها مع عشيقها بمنزله، ورآهما بأم عينه.

انفصل عن زوجته الجديدة وبعد قيامه بتحاليل نسب كانت مصيبته الأكبر عندما اكتشف أن ابنيه ليس له، أيقن بقيمة النعمة التي كانت بين يديه، وعلم مدى ظلمه لابنته بعدما ذهب إليه أخوه الأكبر وطلب منه العفو بعدما اقترف ابنه جريمته مع ابنته، وأنهما كانا سببا في تدمير حياتها، وفعل العم كل ما فعله أملا في أن يعود ابنه كما كان؛ لم يكونا يعلمان أن الله سبحانه وتعالى قد عوض الفتاة بزوج صالح يتقي الله ويرعاه فيها وفي أمها أيضا، والتي عاد أولادها الأربعة لحضنها بعدما عانوا بسبب أفعال زوجة أبيهم والتي كانت تتعمد إبعادهم عنها وعن والدهم لتظفر بكل ما يملك.

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. قصة جميلة فاعلم بان الله يعوضك فالصبر مفتاح فرج فعلينا ان نيسر ونوكل امرنا الله عز وجل فالله يعوضك من حيث لا تحتسب

زر الذهاب إلى الأعلى