قصص طويلة

قصص واقعية طويلة جدا بعنوان “أيتها الأقدار أي صبر تريدين؟!” الجزء الثالث والأخير

قصص واقعية طويلة جدا

ومازلنا نستكمل أحداث قصتنا المليئة بالآهات والمآسي وبكتمان الذل بالقلوب تحسبا في كلمة من الله سبحانه وتعالى فيكون بها الخلاص.

دمعة بعين الفتاة حزنا.
دمعة بعين الفتاة حزنا.

الجـــــــــزء الثالث والأخير

لقد كان أهل الفتاة محدودي الدخل وبخاصة أثناء ولادتها، قام والدها بقضاء مال من أحد أصدقائه حتى يتكفل بمصاريف ابنته، وقاما بالاعتناء بابنتهما وتقديم كل الوجبات التي تحبها رغبة في تخفيف ألمها عنها، وكانوا إخوتها على الدوام يجلسون بجوارها ويحاورونها، على عكس أهل زوجها الذين كانوا يشعرونها بأنها لا تساوي لديهم شيئا سوى تأمين القيام بكافة احتياجاتهم وتعذيبها بتعبير آخر.

وبعد ولادتها كانت الفتاة كلما نظرت لابنتها قررت الصبر على بلوى أهلها والعودة لوالدها حتى تنشأ كغيرها تنشئة سوية، كان أهلها علم بكل ما قد فعلوه بها، منعوها من العودة إليه إلا أنها تحدتهم جميعا وضحت بهم من أجل ابنتها، وعادت لبيت زوجها من جديد، وكانت هذه جريمة فعلتها بحق نفسها، في الأول لم يكن بيدها أمر نفسها حيث أنها كانت مجبورة على هذه الحياة، لكن بهذه المرة كان اختيارها بيدها.

عادت الفتاة من جديد لتلقي بنفسها في نفس السجن الذي خرجت منه، فازدادت معاملتهم لها سوءا، كانت تفعل كل شيء ولكنهم كانوا يضربون ابنتها التي مازالت في المهد صبية جميلة، كانوا إذا وجدوا والدتها قد أنارت لها الحجرة التي تنام بها أطفئوا عليها الأنوار، فإذا استيقظت المولودة صرخت من شدة الظلام، وإذا تكلمت الوالدة لا تستطيع الخلاص من ألسنتهم وربما تطور الأمر فأصبح أيديهم.

عانت الفتاة لمدة ثلاثة سنوات، ثلاثة سنوات لم تلقى بهم سوى المر والذل والهوان، في البداية كانت راضية بحكم الله سبحانه وتعالى وتبتغي في ذلك سبيلا إليه، وبعدها أصبحت صابرة على نصيبها رغبة في تربية ابنتها بين والدها ووالدتها ورغبة في صلاح حال زوجها، ولكن الحقيقة المرة أن كل ذلك كان مجرد احتمالات من الفتاة، وأن الأمر كلما مر عله الوقت كلما ازداد سوءا.

زوجها دائم سلبي بكل موقف تتعرض إليه الفتاة، وعندما يأخذ خطوة إيجابية يأخذها ضدها بأن يضربها أو يسبها؛ وبيوم من الأيام حدث مع الفتاة ما قلب لها كل الموازين وأعاد إليها تفكيرها برجاحة عقل من جديد؛ كانت والدته تصنع لهم الخبز لأبنائها، والفتاة كانت ترتب منزلها، أسرعت الفتاة لمساعدتها وبالفعل بعدما انتهت صعدت لتطمئن على طفلتها الصغيرة التي لم تتجاوز من العمر عاما بعد، فوجدتها قد استيقظت وتصرخ من شدة البكاء لاستيقاظها منذ مدة طويلة من الزمن.

كانت الفتاة قد غيرت ملابس ابنتها وأطعمتها، ومن ثم حملتها ونزلت بها لتكمل ما معها من أعمال منزلية، ولكنها وجدت في طريقها ينتظرها والد زوجها والذي أسمعها أشر الكلمات، اتهمها في عرضها ووبخها بأبشع الكلمات التي يمكن لفتاة أو زوجة أن تسمعها يوما، ركض خلفها ليضربها ولكنها احتمت بشقتها وأحكمت غلق الباب عليها خوفا من سعيه خلفها، وفي النهاية عندما جاء زوجها حدثه والده بنفس الكلمات التي أسمعها لزوجته، لقد أعاد عليه نفس الكلمات البذيئة ولم يخرج من الزوج إلا أنه وضع يده خلف ظهره وطأطأ رأسه وسالت الدموع من عينيه، وبعدما أنهى حديثه مع ابنه أمره بإنزال زوجته من الأعلى وبجعلها تعمل كالخادمة وليس لها أدنى حقوق.

جرها الزوج من شعرها وأسقطها على السلم وجعلها تركع عند قدمي والده، في هذه اللحظة استفاقت الفتاة من أحلام اليقظة التي تعيش بها، في هذه اللحظة علمت أنها لم تتزوج برجل، بل تزوجت بشخص آخر ما يقال عنه بأنه رجل، عزمت على الرحيل بابنتها في مقابل أن تتنازل له عن كل حقوقها كزوجة، وأنه ستنتظر في منزل والدها ما تبقى من عمرها، وأنها حتى لا ترغب في طلاقها منه، وكل ما ستفعله ستربي ابنتها حيث أنها اكتفت من كل الدنيا، وتغيرت نظرتها في جنس الرجال جميعا بسبب التجربة التي خاضتها ولم يكن لها بها أي ذنب سوى أنها اتبعت كلام عائلتها الذين أخطئوا الاختيار.

لم يقبل طلبها، بل أخبرها بأنها إن كانت ترغب بالرحيل فعليها أن تكتب له تنازلا حتى عن ابنتها!!

الفتاة حائرة وترغب في من يدلها على الطريق الصحيح.

أخبرتها بأن عليها أن تثبت على قرارها وأن تستخدم وسيلة لإجباره على الرجوع عن قراره، كأن تمتنع عن الأكل والمشرب، وفي هذه الحالة سيخاف من أن يمسها سوء ويصبح مسئولا عما حدث لها، وعندما تعود لأهلها بإمكانهم مساعدتها في الطلاق منه، أما عن فكرة كرهها لجنس الرجال فلم أدري كيف أنصحها بهذه العضلة.

آرائكم فضلا وليس أمرا، فالدال على الخير كفاعله.

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

قصص واقعية طويلة جدا بعنوان “أيتها الأقدار أي صبر تريدين؟!” الجزء الأول

قصص واقعية طويلة جدا بعنوان “أيتها الأقدار أي صبر تريدين؟!” الجزء الثاني

قصص واقعية سعودية كاملة بعنوان “ويبقى الحب” الجزء الأول

قصص واقعية سعودية كاملة بعنوان “ويبقى الحب” الجزء الثاني والأخير

قصص واقعية من الواقع قصة حقيقية مؤثرة جدا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى