قصص قصيرة

قصص مكتوبة للقراءة من أجمل ما ستقرأ يوماً

للقراءة فوائد جمة للغاية، ولا يمكن أن يتساوى الذي يقرأ والذي لا يقرأ؛ فالقراءة تمنح العقل القدرة على التنقل بين الماضي والحاضر وتجعله قادرا على التطلع نحو المستقبل وكل آماله، كما أنها تجعله قادرا على العيش في مختلف العصور، وتمنحه المعرفة الكاملة بكل أحوال الأمم السابقة.

والقراءة تعتبر وسيلة من وسائل التواصل، فمن خلالها يتمكن المرء منا من التواصل مع الآخرين بأفضل شكل، وأن يتناقش معهم حول ما قرأ عنه من أمور مختلفة حول الحياة؛ والقراءة تساعدنا على اكتشاف أمور جديدة من حولنا لم نكن نعلم عنها شيئا من قبل، وتمكننا من التعرف على طرق لحل كل مشكلاتنا بالحياة، القراءة هي السحر.

القصــــــــــــــة الأولى من قصص مكتوبة للقراءة:

في حفل زفافه لاحظ العريس حضور معلمه والذي كان أستاذا له بالمرحلة الابتدائية ويعود ذلك لقرابة 20 عاما مضت، ودون تفكير أقبل العريس على معلمه بلهفة وحب واشتياق، ضمه إليه وقد بدا على المعلم علامات تقدم العمر، همس العريس في أذن معلمه بشيء من الخجل والخزي: “ألا تتذكرني يا معلمي؟!”

فأجابه المعلم: “اعذرني يا بني ولكني لا أتذكرك”!

فقال الشاب بصوت متقطع خافت: “وكيف لا تتذكرني؟!، فأنا ذلك التلميذ الذي قام بسرقة ساعة زميله بالفصل، وعندما شرع صاحب الساعة في البكاء المرير وتوجيه اتهامات السرقة لكل من بالفصل أمرتنا أن نقف جميعنا ليتم تفتيشنا واحدا واحد، حينها أيقنت أن أمري مكشوف لا محالة، وأن جميع من بالمدرسة من تلاميذ ومعلمين سيعلمون حقيقة كوني سارقا وسأتحطم ما بقي من عمري لأني حينها سأكون محل سخرية وتهكم من الجميع، وأنه لن يثق بي أحد بعدها مطلقا؛ أمرتنا يومها أن نقف صفا وأن نوجه وجوهنا للحائط ونغمض أعيننا، كنت حينها تفتش جيوبنا واحدا تلو الآخر، وعندما جاء دوري سحبت الساعة من جيبي وأكملت تفتيش زميلي الذي بجانبي واستمريت في ذلك حتى آخر تلميذ بالفصل، وعندما انتهيت من تفتيشنا جميعا طلبت منا أن نفتح عيوننا ونعود لمقاعدنا، هنا أيقنت أنك ستفضحني أمامهم جميعا لأكون عبرة لهم وألا يجرؤ على أحد منا على تكرار فعلتي، ولكني فوجئت بأنك تعطي التلميذ ساعته دون أن تذكر من جيب من أخرجتها.

وما زاد تعجبي أيضا أنك طوال سنوات الدراسة بالمرحلة الابتدائية لم تعاتبني على فعلتي ولو لمرة واحدة!، طوال هذه السنوات لم تفشي سري ولا حتى بينك وبيني، لذا من يومها قررت ألا أسرق طالما حييت؛ فكيف لا تذكرني يا معلمي بعد هذه القصة المؤلمة والتي أثرت في وجداني وحفرت داخل قلبي؟!”

هنا ربت المعلم الناصح الأمين على كتف تلميذه والذي بات شابا يافعا، واقترب من أذنه هامسا: “إنني أتذكر هذه الواقعة يا بني ولم أنساها، حقيقي أنني تعمدت أن أفتشكم جميعا وأنتم غامضي العينين لكيلا ينكشف أمر السارق أمام زملائه بالفصل، ولكن ما لا تعلمه يا بني أني حينها قمت بتفتيشكم جميعا وأنا أيضا غامض العينين حتى لا يترسب بقلبي شيئا تجاه السارق”!

القصــــــــــــة الثانيـــــــــــــــة من قصص مكتوبة للقراءة:

أعتبرها من أجمل قصص مكتوبة للقراءة لما بها من فوائد جمة….

في يوم من الأيام اجتمع بعض الأصدقاء وبينما كانوا يتحدثون سويا سكبوا  الكثير من الدموع عندما اتفقوا أن يتحدث كل منهم عن أكثر شيء ندم عليه ولا زال يندم عليه حتى يومه هذا، وكانت المفاجأة أنهم جميعا ندموا على قلة بر والدتهم قبل رحيلها عن الحياة، ويتمنون لو أنها تعود للحياة ولو ليوم واحد…

قال الأول: “كنت أمر بأزمة مالية وقد تثاقل علي إيجار منزلي، وفي يوم جاءني مالك المنزل وقد سامحني في كل العجز في السداد وقام بتخفيض الإيجار لي إذ أن الله وسع عليه رزقه فأراد أن يشكره بفعل ذلك معي؛ ولكني عوضا عن شكر الله على فضله طلبت من زوجتي وأبنائي بألا يخبروا والدتي بما حدث لتظل معتقدة بأنني مديون لكيلا تثقلني بطلب النقود مني؛ ويا ليتني لم أفعل ذلك، يا ليتني بت مديونا ولم تفارق والدتي الحياة، ليتها طلبت مني حياتها وبقيت مصدر التوفيق والنجاة لي ولأبنائي إنها باب من أبواب الجنة ليتني لم أخسره”!

وقال الثاني بكل أسى: “بيوم من الأيام حدث خلاف بيني وبين والدتي وقد كان على ما أذكر حينها على أمر تافه للغاية، وكلما عقدت النية على الذهاب إليها وطلب سماحها عاتبتني زوجتي وقالت لي بأنها المخطئة في حقي فلم علي أن أطلب منها العفو على شيء لم أخطأ بفعله من الأساس؟!، وللأسف طاوعت زوجتي وتداركتني الأيام وطولها، توفيت والدتي وجافاني ابني الوحيد بالسفر خارج البلاد وانقطعت عني أخباره حتى ابتلاني الله برحيله ولم أرى منه إلا جثمانه بعد طول انتظاره؛ رحلت عني أمي ورحلت معها دعوة خالصة من قلبها لي ولابني الحبيب”.

وقال الثالث بدموع الندم: “كانت تأتي علينا الأعياد والمناسبات، كنت لا أتهاون في شراء أغلى الأشياء لزوجتي وأبنائي، وعكس ذلك ما كنت أفعله مع والدتي فقد كنت أشتري لها أبخس الأشياء وأخبرها بأنها تعلم الحال وأنني لو أملك لكنت اشتريت لها الثمين والنفيس، كانت بكل رضا تخبرني بأنني الثمين والنفيس بالنسبة لها؛ ويا ليتني لم أفعل فتوفيت والدتي وفقدت من كان يرزقني ربي لأجلها، فقد بت فقيرا بدرجة لم تقوى زوجتي على تحملها ورفضت مساندتي في أزمتي وأخذت أبنائي معها ورحلت لتنفصل عني وتتزوج من هو أغنى مني”!

الأم إن أعطيتها أقل القليل رضيت به وفرح قلبها ودعت لك دعوة خالصة لله سبحانه وتعالى؛ أما الزوجة والأبناء مهما قدمت لهم ومهما بذلت الغالي والنفيس يتهمونك بالتقصير في حقوقهم ويلقون عليك اللوم دائما.

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى