قصص أطفال

قصص للأطفال في طيَّاتها الكثير من العبر والدروس

كانت ولا تزال قصص للأطفال قصيرة معبرة تحمل في طياتها عوالم من الحكمة والمتعة في آنٍ واحد، حيث أنها هذه النوعية من القصص تجسّد تجارب الحياة وتلخصها لصغارنا  الغاليين في كلمات معدودة ولكن عميقة التأثير.

وسواء كنا أطفالا نستمتع بالإصغاء لحكايات الجدات والأمهات قبل النوم، أو حتى كنا بالغين نجد الراحة والإلهاء في السرد، فتبقى قصص الأطفال وسيلة غالية على نفوسنا لتلقينهم دروسا مملوءة بالمعاني والقيم السامية.

القصــــــــــــــــــــــــة الأولى:

قصة معبرة للغاية، قصة تعلمنا وتعلم صغارنا ضرورة الإصرار على الوصول للهدف المرجو من حياتنا مهما كلفنا الأمر، وأهمية المحاولة وبذل الغالي والنفيس في سبيل ذلك مهما كانت قسوة الظروف المحيطة بنا، فلابد لنا من تهيئة الظروف المحيطة بنا وتذليل كل الصعاب بل وتسخيرها من أجل خدمة هدفنا المرجو بالحياة والذي نسعى لأجله…

يحكى أنه في يوم من الأيام ما إن أنهى المعلم شرح الدرس بكل إتقان يملكه، بدأ في سؤال طلابه بالفصل عن الدرس الذي شرحه سابقا ليرسخ بداخلهم ضرورة الاستذكار، كان لم يمر عليه سوى يومين اثنين وحسب، ومع السؤال الأول أدرك المعلم أنه لا تلميذ بالفصل كله على دراية بالإجابة ولا حتى على دراية بملامح من الإجابة!

أما عن المعلم فكانت المفاجأة الحقيقية بالنسبة إليه حينما سمع الإجابة وبطريقة نموذجية عن السؤال الذي طرحه، ولكن كانت تأتيه من خارج أسوار المدرسة ليس الفصل فحسب!

من شدة فضول المعلم صار يبحث وراء الصوت، فوجد نفسه أمام نافذة الفصل ليكتشف حينها المجيب، وإذا به طفل صغير يرعى قطيع من الأغنام!

لقد أصابته الدهشة والذهول، ووقع في نفسه شيئا فسأل الطفل في الحال: “هل أنت من أجبت عن سؤالي للتو داخل الفصل؟! لقد كان السؤال عن كذا؟!”

فأجابه الطفل قائلا: “نعم يا سيدي أنا من أجبت”

فقال له المعلم غير مصدقا ما يراه: “ولكنك من أين علمت بهذه الإجابة يا صغيري؟!، لقد كانت إجابة نموذجية”!

فقال له الصبي بأريحية: “لقد سمعتك من نفس مكاني هذا عندما كنت تشرح بالفصل منذ يومين ماضيين، وقتها كنت أصغي إليك جيدا وأستمع بتركيز لكل ما تقوله بالحصة”.

فسأله المعلم قائلا: “ولكنك لماذا استمعت لي كما تقول؟!، لم تفعل هذا أساسا يا صغيري؟!”

فأجابه الطفل بعفوية: “أيها المعلم لقد استمعت إلى شرحك وبتركيز شديد لأنني أشتاق في كل يوم إلى الذهاب للمدرسة، ولكن أبي رجل بسيط للغاية وفقير للغاية ولا يمكنه الاستغناء عن مساعدتي له بالعمل، فاضطر والدي رغما عنه إبقائي معه وعدم ذهابي للمدرسة لأعينه على هموم الحياة”.

واستمر الطفل في رعاية أغنامه بنفس المكان أسفل المدرسة، والذي يجعله قادرا على الاستماع لكل الدروس الملقاة على الطلاب هناك، واستمر في التعلم، وأصر على تغيير واقعه الأليم وبالفعل استطاع أن يكون في يوم من الأيام من كبار علماء بلاده.

اقرأ مزيدا من قصص للأطفال من خلال: قصص للاطفال مليئة بالعبرة والفائدة اغتنميها لصغاركِ

القصــــــــــــــــــــــــــــة الثانيـــــــــــــــــــــة:

يحكى أنه في إحدى قرى الصغير حل عليهم ضيفا كريما خياط ماهر للغاية متقن لجميع أعماله، استطاع أن يستجلب قلوبهم جميعا من جمال معاملته وصدق حديثه، وبالفعل انهالت عليه الطلبيات من حيث لا يدري، ومن يجرب عمل يديه مرة واحدة لا يمكنه الاستغناء عنه نهائيا والذهاب لغيره.

كان يوميا يستقبل طلبيات جديدة والعمل على الدوام متراكم لديه مهما عمل باذلا واستعان بآخرين للعمل معه، بات من الأثرياء في سنوات معدودة للغاية؛ وفي يوم من الأيام قدم إليه أحد القرويين ولكنه كان يحمل داخل قلبه غلا وحقدا على الخياط الذي بات من الأثرياء في غضون سنوات قليلة للغاية.

فسأله سؤال يحمل نواياه الخبيثة: “إنك من الأثرياء ولكني لا أراك تفعل شيئا لأهل القرية الفقراء، ألا تتعظ من جارك الجزار الذي يوزع أسبوعيا لحم بالمجان على كل فقراء القرية، ألا تفعل شيئا لآخرتك؟!”

وعلى الرغم من فظاظة حديثه إلا أن الخياط لم يرد الإساءة بالإساءة، ولكنه اكتفى بأن الله وحده يعلم بما في القلوب!

مرت السنوات ومرض الخياط مرضا شديدا فارق إثره الحياة، لتكتشف القرية بأثرها بعد وفاته حين انقطع الجزار عن أفعاله الخيرية، أن من كان يعطيه المال كان الخياط ويطلب منه أن يتصدق به على الفقراء، فكانت خبيئة بينه وبين الله.

اقرأ لصغارك: قصص للاطفال مليئة بالقيم المثلى السامية

قصص للاطفال بالعربية مجموعة متنوعة من اروع القصص للصغار

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى