قصص أطفال

قصص عالمية جميع الحلقات بعنوان الصبي ذو الشعر الأحمر الجزء الثاني والأخير

قصص عالمية جميع الحلقات

ومازلنا نستكمل قصة الصبي ذو الشعر الأحمر، قصة الصبي الذي عانى كثيرا من سوء معاملة أهله لدرجة أنه وعلى الرغم من صغر سنه إلا إنه فكر في الانتحار، الصبي الذي مازال بالمرحلة الابتدائية والذي كتب موضوع إنشاء به الكثير من المفاهيم التي لا يجرؤ على كتابتها شخص كبير.

الصبي ذو الشعر الأحمر.
الصبي ذو الشعر الأحمر.

قصــة الصبي ذو الشعر الأحمر الجزء الثاني والأخير

الخادمة التي ربته: “لا تقل ذلك مطلقا فرانسواه، إن لديك قلب نقي أبيض يحسدك الجميع عليه”.

ربتت على ظهره، كما أنها أخذت وعدا عليه أن يهتم بكامل شئونه حتى لا يصيبها قلق عليه، لأنها لم تعد بعد الآن تمتلك الظروف التي ستمكنها من رعايته.

وذهبت الخادمة صاحبة القلب الحنون الوحيد الذي يرق دوما على حاله، أصبح وحيدا فلم يعد أحد يهتم لأمره علاوة على كونه مضطهدا ومكروها من قبل كل من بالمنزل؛ لم يجد “كاروت” عزائه الوحيد سوى بالمدرسة حيث أنها كانت مدرسة داخلية، فكان يذهب يوم الأحد ويعود يوم الجمعة، فكان دائما مرحا ويلعب مع أصدقائه، تستمر ابتسامته طوال الأيام ولا تغيب إلا بعودته للمنزل.

وبكل مرة يمني نفسه بأن والده سيكون بانتظاره ويستقبله بحفاوة مثله مثل إخوته، إلا أن والده ووالدته بكل مرة كانا يخيبان ظن ابنهما الأصغر بهما؛ فوالده لا يهتم إلا لأمر أخته “مادلين” وأخيه “فريكس”، أما والدته فدائما ما تعنفه جراء أي شيء، لا تسمح لأحد من إخوته بالقيام بأي من الأعمال المنزلية وتدعه يقوم بأغلب الأشياء على الرغم من صغر سنه، وإن أخطأ أو تأخر تعاقبه بكل قساوة.

وذات مرة عاد “كاروت” من مدرسته فوجد خادمة جديدة ولكنها صغيرة السن، عاملها بلطف بل وساعدها في كل شيء، وأعطاها نصائح جمة حتى تتقرب بها عند والدته، أعطاها النصيحة الكبرى قائلا: “إن أردتِ أن تحبكِ والدتي وكل من بالمنزل، فعليكِ بذمي دوما أمام الجميع، وعلى قدر ذمي على قدر ما تمتدحي مادلين وفريكس”.

تعجبت كثيرا الفتاة الصغيرة من طريقته في الحديث معها، التمست منه قلبه الطيب الحنون، ولكنها أيضا شعرت بمدى القسوة والوحدة التي يعيش بها “فرانسواه” الابن الأصغر ذو الشعر الأحمر؛ كانت تحاول مساعدته من وراء والدته، فإذا عنفته ومنعت عنه الطعام حملت الفتاة الطعام إليه بالخفاء حتى لا تطردها سيدتها فيوبخها والديها على ما قدمت من أفعال.

ومرت الأيام ومازال “كاروت” يعامل بعنف وقسوة دون سبب؛ وبيوم من الأيام شهدت القرية حفل زفاف كان لأحد الشباب وقد تزوج بمن أحبها قلبه منذ الصغر، كان يحضر الحفل “فرانسواه” وصديقته بالمدرسة “أوديت” والتي أحرجته كثيرا بسؤالها ببراءة الأطفال الصغار: “فرانسواه هل ستتزوج عندما تكبر؟!”

فأجابها وقد خالطه الخجل: “لا أعلم، لم أفكر في الأمر من قبل، ربما أجل”.

أوديت: “ومن ستتزوج عندما تكبر فرانسواه؟!”

فرانسواه: “ربما فتاة جميلة مثلك، فأنتِ جميلة للغاية أوديت”.

احمر خديها من شدة الخجل، كان هناك من يراقبهما بضحكة صفراء من على بعد، لقد كان “فريكس” والذي تدخل في حديثهما قائلا: “ولم تتزوجان عندما تكبران؟!، أزوجكما الآن”.

وبالفعل زوجهما ببعضهما البعض من باب المزحة، وطلب من أخيه أن يقبل “أوديت”، في هذه اللحظة لمح “فريكس” طيف والدته قادمة تجههم فركض بعيدا عنهم جميعا، أما عن “كاروت” فقد كان منشغلا بكيفية تقبيل عروسه الصغيرة بطريقة صحيحة؛ كان عقاب والدته بالنسبة إليه عسيرا للغاية وبالرغم من قوله الصدق إلا إنها لم تصدقه وألقت عليه التهمة برمي أخيه الأكبر بالباطل والبهتان.

ساءت حلة الابن الصغير “كاروت” علاوة على الأشغال الشاقة التي كلفته بها والدته من تنظيف للفناء واقتلاع الحشائش الناعمة من الحديقة بواسطة يديه لدرجة أن يداه نزفتا الدم، ولم تتراجع والدته عن قرارها فأرغمته على البيات بالحظيرة وسط الدواجن.

لاقى الكثير من التعذيب “كاروت” وككل مرة لم يجد أحدا ليدافع عنه على الإطلاق حتى جاء اليوم الذي ذهب فيه معلمه بالفصل لوالده والذي كان يحتفل بفوزه بالانتخابات، فأعطاه ورقة مكتوب بها موضوع إنشاء، لقد كتب بها “كاروت”: إن كل من بالمنزل لا يحبني على الإطلاق ويتمنى أنني لم أقدم للحياة، الجميع يرغب بموتي، لا والدي ولا والدتي وحتى إخوتي الجميع يكرهني وأوصلوني لدرجة أنني كرهتهم جميعا”.

أخذ الوالد الورقة من يد المعلم وركض تجاه منزله بحثا عن ابنه الأصغر، وبعد الكثير من الجهد بالبحث عنه وجد قد شارف على الموت بطريقة انتحارية، وأنقذه بآخر اللحظات!

عبر له ووالدته عن مدى حبهما له ولكنهما أخطئا في طريقة معاملته، وبادلاه الحب حتى نسي الطريقة التي كان يعامل بها من قبل.

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

قصص عالمية جميع الحلقات بعنوان الصبي ذو الشعر الأحمر الجزء الأول

قصص عالمية ليلى والذئب قصـة صاحبة الرداء الأحمر والعبرة منها الجزء الأول

قصص عالمية ليلى والذئب قصـة صاحبة الرداء الأحمر والعبرة منها الجزء الثاني والأخير

قصص عالمية قبل النوم قصة الكلبة العجيبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى