قصص حب

قصص حب قصيرة حقيقية ستترك بداخلك انطباعا وفائدة

إن الحب الحقيقي مفهوم عميق ومتعدد الأوجه، ويختلف عن المشاعر العابرة كليا، مشاعر الإعجاب وربما الافتتان؛ فالحب الحقيقي هو اتصال عميق ودائم بين شخصين، مبني على أسس قوية متبادلة من الاحترام والثقة والتفهم المتبادل.

فالحب الصادق يمنح القوة لنتجاوز كل الصعاب، يمنحنا الصبر لنتحمل والإيمان لنستمر.

فماذا إن لم يجد واحد منا الحب الحقيقي؟!، ماذا إن اتضح له أن الحب الذي انتقاه واختاره ليكمل بقية حياته إثره كان غير حقيقي؟!

القصــــــــــــــــــــــــــة الأولى:

هذه قصة حب تاريخية حقيقية، هذه القصة أساس بناء تاج محل في الهند، الذي يعتبر رمزاً عالمياً للحب في الأزمنة السابقة وزماننا حاليا والأزمنة القادمة أيضا…

أحب الأمير “شاه جهان” (الذي أصبح لاحقاً إمبراطور الهند) زوجته الأميرة “أرجوماند بانو بيجوم” حباً ملكياً أسطورياً، حبا كتب بحروف نورانية في قصص العاشقين.

أحبها حبا منقطع النظير لدرجة أنه منحها لقب “ممتاز محل”، والتي تعني “الجوهرة المختارة في القصر”؛ كانت “ممتاز محل” زوجة مخلصة ومستشارة حكيمة لزوجها.

توفيت “ممتاز محل” عام 1631م وهي تضع مولودها الرابع عشر، كان شاه جهان من شدة حبه لزوجته ورفيقة دربه وحب حياته مدمراً بالكامل من الحزن.

يُذكر أنها قبيل رحيلها عن الحياة طلبت منه أربعة وعود قبل وفاتها، وكان أهم هذه الوعود الأربعة: أن يتزوج بعدها، وأن يبني لها قبراً لا مثيل له في الدنيا بأسرها.

وعلى الرغم من الألم الذي كاد أن يفتك به فتكا، إلا أنه قرر أن يفي بوعده الأخير لزوجته الحبيبة، أمضى  اثنين وعشرين عاماً (من 1632م إلى 1653م) في بناء أجمل ضريح عرفه التاريخ على الإطلاق، ألا وهو تاج محل (الذي بمعنى تاج القصور).

لقد جمع الإمبراطور على الفور أمهر المهندسين والفنانين والحرفيين من جميع أنحاء آسيا والشرق الأوسط، وأمرهم ببناء ما أوصته به زوجته الراحلة ،استخدموا الرخام الأبيض النقي، ورصعوه بأحجار كريمة وشبه كريمة لتبدو جدرانه كقصيدة شعرية منحوتة في الرخام، فكان أعجوبة العصر وكل العصور.

أجمل ما بالقصـــــــــــــــــة:

العظمة هنا ليست في البناء نفسه، بل في التعبير عن مدى الحب الذي بينهما.

تاج محل هو تذكير أبدي بأن الحب الحقيقي يمكن أن يخلق شيئاً خالداً يفوق حدود الزمان والمكان، ليظل شاهداً على وفاء رجل لزوجته.

القصـــــــــــــــــــــة الثانيـــــــــــــــــــة:

أذكر لكم هذه القصة لتكون كرمز لقوة التسامح في العلاقات الإنسانية….

كانت “نيفين” تحب “خالد” من كل أعماق قلبها، وكانا على وشك الزواج، لكن في لحظة ضعف، ارتكب “خالد” خطأً كبيراً بحقها، مما أدى إلى انهيار علاقتهما في ثواني معدودات.

شعر “خالد” بالندم الشديد على ما فعل، ولكنه لم يستطع إصلاح ما أفسده، وكطبيعة الحال ابتعدت “نيفين”، ولكن قلبها لم ينسَ حبه على الإطلاق.

مرت سنوات طوال، ولم يستطع أي منهما أن ينسى الآخر أو يدخل في علاقة جديدة، ولا استطاعا أن يعيدا ما كان بينهما؛ كان “خالد” يراقبها من بعيد، ويرسل لها رسائل اعتذار قصيرة يكرر فيها مدى ندمه وأسفه على ما اقترفت يداه.

وبعد مرور عشر سنوات كاملة، التقيا بالصدفة في جنازة صديق مشترك لهما، جلسا معاً في صمت تام، كسرت “نيفين” الصمت القاتل وقالت بهدوء: “لقد غفرت لك خطأك منذ زمن بعيد يا خالد، ولم أعد حزينة بسبب ما فعلت”.

أصيب بالصدمة من حديثها، فسألها قائلا: “لو كنتِ غفرتِ لي فعليا، فلماذا لم تعودي إليّ؟!”

أجابت عليه بابتسامة يملأها الحزن: “لأن الحب وحده لم يعد يكفي بيننا، كنت بحاجة لوقت لأرى أنك غفرت لنفسك أولاً؛ إنني لا أحتاج حباً يذكرني بضعف الماضي، بل أحتاج حباً أرى فيه قوة المستقبل”.

وأخيرا وبعد كل هذه السنوات الطوال تدارك حجم الخطأ الحقيقي الذي ارتكبه بحق نفسه قبل أن يرتكبه بحق من أحبها وأحبته بكل صدق.

وبعد فترة طويلة من العمل على الذات وإثبات تغيير حقيقي، تغير فيها “خالد” كليا عادا لبعضهما، وتزوجا بعد أن أدركا أن الحب الحقيقي لا يكتمل إلا بالتسامح بداية التسامح مع الذات ومن ثم التسامح مع الآخر.

للمزيـــــــــــــــد من قصص حب قصيرة يمكننا من خلال:

قصص حب حزينة عن الفراق ساعات أعمارنا في الحب لها أجنحة بخلاف الفراق لها مخالب!

وأيضا/ قصص حب بعنوان رحلت جسدا ولكنك أسرت الروح!

3 قصص حب قصيرة ستجعلك تنظر بمنظور آخر!

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى