قصص حب

قصص حب بعنوان حب حقيقي برغم المآسي

الحب هو أن ترى قدرك في عين محبك، دوما تجد فعله يسبق قوله، مشاعره تسبق بوحه، تجد روحه لا تفارقك أبدا.

سعادته بقربك تقرأها دوما في عينيه، لا تعجزه المسافات عنك، ولا يشغله عنك شاغل إن أراد وصلك.

إن الحب هو أن تبلغ أقصى الأماكن وأكثرها مشقة ولا تشعر بعناء المسافة وبكبدها، الحب أمان وراحة واطمئنان، الحب أكبر من أن تختزله كلمة أو يوصف ببيت شعر.

القصــــــــــــــــــــــــــــة:

وجدت نفسها ضحية مجتمع يجبرها على الزواج برجل عجوز لتكون عونا له بعد رحيل زوجته المصابة بأورام سرطانية وفي مرحلة متأخرة، على الرغم من سنها الصغير إلا أن والديها دفعوا بها وأقنعوها بالزواج منه والسفر إلى بلاد الخارج لتعيش حياتها.

اقتنعت الفتاة العشرينية ورضيت بما قدر لها، وتزوجت بالعجوز وسافرت لألمانيا، وهناك اكتشفت أن زوجته والتي دبرت للزواج بها، وأصرت عليها تحديدا من نفس بلدتها وقريتها البسيطة حيث التقاليد والعادات والتربية الحسنة والنشأ الحسن، كانت تعاملها معاملة طيبة للغاية، وعلى الرغم من كبر سنها إلا إن لديها أبناء لا يزالون صغارا بالمرحلة الابتدائية وأصغر أيضا، ولديها أبناء متزوجون أيضا.

رضيت الفتاة بمصيرها وعاملت خالقها في الزوجة المريضة وزوجها العجوز وأبنائهما الكبار والصغار، وتواترت الأيام وكلما مر يوم شعرت الزوجة المريضة بالرضا عن الفتاة وحمدت الله على فضله العظيم، كانت تجد معاناة مع أبناء زوجها الكبار على عكس الصغار الذين أحبوها لطيبة قلبها.

وبعد شهرين من زواجها زفت إليهم جميعا بشرى خبر حملها، فاستشاط الكبار غضبا وازدادوا حنقا عليها على عكس زوجها الذي أحبها وفرح بها كثيرا وزوجته المريضة فرحت كثيرا لحملها، وتواترت الأيام وعلى الرغم من حملها وصعوبة الأعمال المنزلية عليها إلا إنها استمرت في العطاء ولاهتمام بالزوجة المريضة وحسن معاملتها والاهتمام بصغارها.

وتمر الأيام وشيئا فشيئا يتقرب إليها الأبناء الكبار، يحبونها لمحبتها للجميع ولقلبها الطيب النقي، يعلمها بنات زوجها اللغة الألمانية لتختلط بالعالم الخارجي شيئا فشئيا، وتضع مولودتها الأولى، وتشاء الأقدار أن يتوفى الزوج وتشفى الزوجة المريضة من مرضها المستعصي، وهنا تنشب الخلافات على الميراث، وجميع الأبناء يلومون والدتهم على إتيانها بزوجة لوالدها والتي تحمل في أخت غير شقيقة لهم تشاركهم الميراث.

كانت الأم تدافع عنها بكل ما أوتيت من قوة، ولكنهم جميعا بلا استثناء كانوا يشعرون وكأنها شوكة في حلقوهم هي وابنتها الصغيرة الرضيعة التي لم تكمل شهرها الرابع بعد، أرادوا ترحيلها من ألمانيا وإرسالها لبلادها مثلما جاءوا بها من قبل، ولكنها كانت قوية الشخصية أبت، وحملت ابنتها وخرجت من المنزل وسط ذهول كبير منهم جميعا، أيدتها الأم في فعلتها وتصرفها.

خرجت للعمل، واستطاعت أن توفق بين عملها والاهتمام برضيعتها، وجزاها الله سبحانه وتعالى بأنها تعرفت في العمل على فتاة من نفس أصولها علمت قصتها كاملة فكانت داعما قويا لها، وأول شيء فعلته رفع دعوى قضائية بأخذ ميراثها وحقها وابنتها الرضيعة من أبناء زوجها، وبالفعل استطاعت فعل ذلك.

وثاني خطوة استطاعت أن تجعلها أن تكمل رحلة تعليمها، واستطاعت الفتاة أن تدرس إدارة أعمال وتستثمر ما ورثته من زوجها، وفي يوم من الأيام تفاجأ بما لم تتوقعه نهائيا، وأن شقيق من تساندها من البداية وقع في حبها من يوم زفافها على العجوز وأول وظيفة عملت بها كان بسببه، كان يعينها ويساندها من بعيد، صارحتها صديقتها بكل شيء.

وما اكتشفته صديقتها أنها كانت من الأساس معجبة به ولكنها كتمت مشاعرها بقلبها مخافة الله، لأنه صديق ابن زوجها المتوفى، تم عقد قرانهما، وكان أبا لابنتها، والفتاة لا تزال تود من كانت سببا في تغيير نمط حياتها بأسره، وعرضت عليها العيش معها وزوجها ولكنها رفضت خشية المشاكل التي من الممكن أن يتسبب فيها أبنائها ولاسيما بعد أخذها للميراث منهم.

كان زوجها ثريا، فاقترح عليها أن تعيد لهم ما أخذته من ميراث ولاسيما أنها لن تحتاجه من الأساس، فأعجبت بالفكرة ولاسيما أنها بذلك ستذيب الأسوار التي بينهم، ولكن الأم رفضت تضحيتها وأجبرتها على التراجع عن قرارها، وأنه حقها وأنها لطالما شعرت بالذنب تجاهها بأن جاءت بها لتلقي بها في أحضان عجوز، صارحتها بقصة حبها وزوجها، وأنها أرادت أن تطمئن عليه بعد رحيلها ولكنه سبقها وأنها لا تريد شيئا من الحياة إلا أن تلحق به.

وأخيرا وجدت الفتاة حب حياتها الحقيقي، من كان عليها أحن من أبويها وعوضها عن كل الحياة التي عاشتها، كانت تشعر بجانبه بالأمان والاطمئنان والراحة والسعادة التي لا توصف على الإطلاق، وتكتمل فرحتها حينما تبشره بخبر حملها.

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ مزيدا من قصص حب من خلال:

قصص حب بعنوان بقاء حب بالرغم من الفراق!

وأيضا/ قصص حب حزينة بعنوان انجبرت على الزواج!

قصص حب حزينة بعنوان جروح غائرة لا تلتئم بالقلوب!

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى